طالب خبراء أميركيون رفيعو المستوى من إدارة الرئيس، جو بايدن، باستعادة “دبلوماسية التخويف” مع طهران والاستعداد لاستخدام القوة العسكرية بشكل واضح ضد التقدم النووي الذي تحرزه إيران، إذا لزم الأمر، وحذروا من أن “إيران تجاوزت الخط الأحمر” في الملف النووي.
ووقع 7 من أبرز الخبراء الأميركيين في مجال الأمن القومي بيانًا، يوم الجمعة، قدموا فيه تقييمًا صارمًا بشكل خاص للمفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران بحجة أن الدبلوماسية بين البلدين “تبدو وكأنها تتراجع”، بينما طهران “تتحرك بنشاط نحو القدرة على الحصول على الأسلحة النووية”.
وأضافوا في بيانهم بالقول: بينما اعترفت الولايات المتحدة بحق إيران في الحصول على طاقة نووية مدنية، يستمر سلوك إيران في الإشارة إلى أنها لا تريد فقط الحفاظ على خيار الأسلحة النووية، ولكنها تتحرك بنشاط نحو تطوير تلك القدرة.. وفي الواقع، كما صرح المدير العام للرابطة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، الذي قال “إن قرار إيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60% وإنتاج معدن اليورانيوم ليس له أي غرض مدني مبرر”.
وتابعوا: “من المهم أن نتذكر أن الحد الأقصى للتخصيب الإيراني المنصوص عليه في خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 كان 3.67%. وكان من المقرر أن يكون هذا أقل بكثير من خط التخصيب بنسبة 20%، والذي يفصل بين اليورانيوم المنخفض التخصيب والعالي التخصيب والذي كان يُنظر إلى عبوره على نطاق واسع على أنه مؤشر على نية إيران للتحرك نحو تخصيب نووي للأسلحة. وبالنسبة للكثيرين منا، بمن فيهم أولئك الذين دعموا خطة العمل الشاملة المشتركة، كان التخصيب بنسبة 20% خطاً أحمر للولايات المتحدة من شأنه أن يؤدي إلى عواقب وخيمة. والحقيقة الآن والأكثر خطورة اليوم هي أن إيران تقوم الآن بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60% وتهدد بالانتقال إلى 90% من التخصيب”.
البيان الذي كتبه ووقعه هوارد بيرمان، وميشيل فلورني، وجين هارمان، وليون بانيتا، وديفيد بتريوس، ودينيس روس، وروبرت ساتلوف، يحذر من أن “العزلة السياسية وقرارات الإدانة في المحافل الدولية والعقوبات الاقتصادية الإضافية” التي فرضتها الولايات المتحدة والدول المناهضة لإيران “ليست كافية في هذه المرحلة” لإقناع القادة في طهران بتغيير المسار.
وأضاف: “لذلك من أجل جهودنا الدبلوماسية لحل هذه الأزمة، نعتقد أنه من الضروري تنبيه إيران من أن مسارها النووي الحالي سيؤدي إلى استخدام القوة ضدها من قبل الولايات المتحدة”.
ومن بين الإجراءات الأميركية المقترحة الموضحة في البيان “تدريبات عسكرية رفيعة المستوى من قبل القيادة المركزية الأميركية، ومن المحتمل أن تكون بالتنسيق مع الحلفاء والشركاء، والتي تحاكي ما يمكن أن يكون انخراطا في عملية عسكرية بما في ذلك التمرين على شن هجمات جو-أرض على الأهداف المحصنة وسحق بطاريات الصواريخ الإيرانية”.
كما سيكون من المهم أيضًا تزويد الحلفاء والشركاء المحليين وكذلك المنشآت والأصول الأميركية في المنطقة بقدرات دفاعية معززة لمواجهة أي إجراءات انتقامية قد تختار إيران القيام بها، مما يشير إلى الاستعداد للتحرك، إذا لزم الأمر.
ولعل الأهم من ذلك، بحسب البيان، أن الوفاء بالوعود الأميركية السابقة بالرد بقوة ضد الاعتداءات الإيرانية الأخرى، مثل هجوم الطائرات بدون طيار من قبل الميليشيات المدعومة من إيران ضد القاعدة الأميركية في التنف في سوريا، واستيلاء إيران غير القانوني على السفن التجارية، وقتل البحارة العزل، وهو ما سيرسل رسالة مؤثرة لإيران بجدية الرد الأميركي في القضية النووية.