حوار الزميلة هيفاء محمود على الجريدة اليومية لروناهي حول موضوع دولة الاحتلال التركي ترمي من وراء هجماتها هدم التجربة الديمقراطية الرائدة التي صاغتها شعوب المنطقة.
عقلية تركيا الأردوغانية متعطشة لإراقة المزيد من الدماء
حول تهديدات الرئيس التركي أردوغان
الأخيرة، بشن هجوم جديد على شمال وشرق سوريا، وبناء مستوطنات للاجئين السوريين على الشريط الحدودي، بين باكور كردستان، وروج آفا، وبعض مدن الشمال، ربطت القيادية في حزب الحداثة والديمقراطية لسوريا هيفاء محمود، تهديدات أردوغان بالعقلية التركية الإقصائية قائلة: «إن الذهنية التركية هي ذهنية عدوانية بامتياز، وتحولت تلك الذهنية إلى سياسة استراتيجية، وقد ترجمت تلك العقلية المتعطشة للدماء خلال السنوات السابقة، باحتلال جزء من الجغرافيا السورية، ولأنها صاحبة تلك العقلية، فهي على الدوام على أهبة الاستعداد، لشن المزيد من الهجمات
على الشعوب في المنطقة».
وتابعت هيفاء: «كما أنها باستمرار تحاول أن تتصيد الفرص، والأوضاع السياسية العامة في المنطقة، والعالم لممارسة عدوانها وحروبها، ففي الآونة الأخيرة ازدادت حدة التصريحات التركية، حول القيام بهجمات جديدة على المنطقة، وبناء مستوطنات بشرية في جسد الجغرافيا السورية، مستغلة الانشغال العالمي بالحرب الروسية الأوكرانية، وموضوع توسع الناتو ، فقد وجدت في تلك الحرب فرصة لابتزاز روسيا، والولايات المتحدة، والحصول منهما على ضوء أخضر لغزو المنطقة من جديد، والهدف نسف التجربة الديمقراطية، والإدارة الذاتية لشعوب شمال وشرق سوريا».
موقف حكومة دمشق لا يعكس حجم التهديدات التركي.
وفيما يتعلق بموقف الحكومة السورية،
والمجتمع الدولي من مخططات أردوغان،
بتوطين مليون لاجئ سوري، وتهديده باحتلال المزيد من الأراضي السورية، رأت هيفاء: «إن موقف دمشق هو موقف ضعيف وشكلانيبحت،ولاأتوقعأنتتبعهخطوات عملية حاسمة، تضع نفسها بموجبه في موقع
المسؤولية بالدفاع عن سوريا وحدودها».
وأوضحت: «إن دمشق لا يمكن أن تقدم على خطوة جدية، إلا إذا ضمنت عودة هيمنتها على شمال وشرق سوريا، وهي تحاول العودة، وإنهاء تجربة الإدارة الذاتية، ونسف منجزاتها، وأستبعد أن يتغير منطق الحكومة بهذا الخصوص، فهو منطق يستند على بنية وتركيبة، لا يستطيع بموجبها إلا إنتاج مثل هذه المواقف».
وعن الموقف الدولي، والأمم المتحدة من تمادي تركيا، وتعديها على أراضي الجوار، ذكرت هيفاء: «المجتمع الدولي لا يملك آلية فاعلة في الأزمات الدولية، إلا تلك التي يوفرها مجلس الأمن الدولي، التي تتمثل بانقسام القضية السورية على نفسها، ويأخذ منها محلا للصراع، وليس للتوافق والتضامن»
على شعوب المنطقة الوحدة ضد مساعي أردوغان.
أما عن كيفية الوقوف في وجه التهديدات التركية، ومواجهة مخططات حزب العدالة والتنمية، فقد طالبت هيفاء شعوب المنطقة كلها، الوقوف وقفة واحدة ضد مساعي أردوغان: «على شعوب المنطقة، التي بنت أسس الديمقراطية، أن تكون على أتم الجاهزية والاستعداد؛ لمقاومة المساعي التركية التوسعية، والاحتلالية، بدءاً باللجوء إلى وسائل الاحتجاج، والإدانة السلمية، ووصولا إلى بقائها على أهبة الاستعداد؛ للدفاع المشروع عن النفس، في مواجهة أي
غزو تركي محتمل»
واختتمت هيفاء محمود حديثها: «تركيا عدوة الشعوب كلها، وليست عدوة الشعب الكردي فقط، فهي بطورانيتها وعنصريتها تحاول الهيمنة على الجميع، وتسعى إلى تسخير مقدرات شعوب المنطقة، ونهبها، لمصلحة العرق التركي، الذي يجد نفسه متفوقا على ماسواهمنالشعوبوالقوميات،وبناًءعليه يجب على شعوب المنطقة، أن تدافع عن نفسها، وعن تجربة الإدارة الذاتية، وأن تعدّ
ذلك قضية وجودية، لا فكاك عن الالتزام بها.