“غوغل بلس” منصة داعش لغزو الإنترنت مجدداً(١).
كشفت دراسة حديثة صدرت عن كلية الإعلام والوسائل الحديثة بجامعة أوسلو في النرويج مؤخرا، عن ظهور هجرات كثيفة لنشطاء على الإنترنت تابعين لتنظيم داعش إلى موقع “غوغل بلس”.
ورصدت الدراسة ظهور العشرات من الحسابات المزيفة التي حملت شعارات وصورا تتبع داعش وتقوم بترويج خطاب عنيف ومتطرف ضد المسيحيين في الغرب.
بدت الهجرات الجديدة امتدادا لإستراتيجية إلكترونية متبعة عزم عليها نشطاء داعش منذ أن فرضوا وجودهم في منصات التواصل الاجتماعي، بداية من موقع تويتر التي وصلت فيه أعداد الحسابات التابعة للتنظيم المتطرف لنحو 400 ألف حساب في عام 2015. وسرعان ما حوّل داعش دفته إلى تطبيق إنستغرام بعد موجة حظر وإغلاق عنيفة طالت حسابات متطرفة منذ بداية عام 2016.
مع أن داعش وجد في إنستغرام ملاذا آمنا لقرابة العامين، بعدما منحت مميزات وعوامل التطبيق أدوات خاصة للتواصل والتجنيد والترويج لأفكار التنظيم دون قدرة حقيقية على كشف تلك الحسابات، لكن بدا أن الحملات الشرسة التي قادتها بعض الحكومات الأوروبية على التطبيق وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي زادت من حدة الحرب على الخطاب المتطرف وسلطت الضوء أكثر على إنستغرام الذي تحوّل لساحة مكشوفة لقنص أماكن وطبيعة المواد المنشورة لجنود داعش.
يتميز موقع غوغل بلس، الذي يصل عدد مستخدميه إلى نحو 400 مليون شخص، بكونه أكثر رحابة من مواقع أخرى مثل فيسبوك وتويتر. ويجمع بين صفات عدة تشتهر بها كل وسيلة تواصل، فيمتلك خاصية الهاشتاغ الذي يجمع تحته موضوعا محددا مثل تويتر، كما يقدم خاصية “+1” وهي تتشابه مع عملية الإعجاب والتعليق على فيسبوك، فضلا عن تمتعه بخاصية المحادثات المغلقة بين طرفين أو أكثر تحت اسم “هانغ آوت”، والتي تشبه ما يقدمه تطبيق واتساب.
وأبرز ما يميز الموقع، الذي أطلقته شركة غوغل عام 2011، هو تمتعه بخاصية منفردة تسمي “دوائر”، وهي أداة تمكّن روّاد الموقع من تكوين شبكات خاصة منغلقة مثل الدائرة تجمع النشطاء تحت موضوع موحد يشترك الجميع في الاهتمام به.
وقد تكون الدائرة مغلقة على أصحابها أو مفتوحة للباحثين عن الموضوع ذاته.
وبحسب الدراسة، يعتمد نشطاء داعش على تلك الخاصية الهامة لتشكيل دوائر عديدة تختص بعضها بشرح أيديولوجية داعش الفكرية، والحديث عن أحدث أخبار الهجمات وإثارة خطاب الكراهية والعنف المفرط كرسائل تهديد للغرب، بينما تساعد دوائر أخرى متابعيها في تقديم شرائط مصورة لعرض كيفية استخدام الأسلحة والسكاكين وصناعة القنابل في المنزل.
لمحمود زكي.
حفريات- موقع حزب الحداثة.