الفيلسوف الفرنسي ميشال أونفري: حداثة ما بعد الإنسانية أكثر خطورة من أسلمة أوروبا(١).
ميشال أونفري، حينما تلتقي هذا الفيلسوف الفرنسي الأكثر شهرة اليوم تشعر ببساطة الرجل وتواضعه رغم النجومية التي يحظى بها ليس في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، بل حتى بالنسبة إلى مبيعات كتبه التي حطمت أرقاما قياسية وباتت الفلسفة معه ومع بعض الفلاسفة الجدد الآخرين تنافس الرواية والكتاب السياسي في فرنسا منذ حوالي أكثر من عشريتين من الزمن. في ما يلي حوار للفيلسوف مع “العرب” يفكك فيه أهم القضايا الفكرية الراهنة اليوم.
تجاوز عدد مؤلفات ميشال أونفري المئة، ونالت في مجملها أحسن استقبال من طرف القراء وقد وصلت مبيعات بعضها إلى حوالي 500 ألف نسخة وترجم معظمها إلى حوالي 30 لغة.
ولم يبق حبيس التأمل النظري المجرد والتلذذ بالكلمة الفلسفية، بل راح ينغمس في الفعل وينشغل بقضايا الحياة العملية والمشاركة في الصراع السياسي والثقافي. وهو ليس من الذين يخفون هويتهم السياسية، أناركي وتحرري وهو بذلك ينتمي طبيعيا إلى اليسار ولكن “اليسار الحقيقي” المعني بحياة البشر الواقعيين.
قرر الانسحاب من التربية الوطنية بعدما تأكد بأن تدريس الفلسفة في المدارس الثانوية الفرنسية قد تم تحريفه وأدلجته ولم يعد يؤدي الوظيفة المنوطة به أساسا ألا وهي تنمية الروح النقدية وتقديم الفكر الفلسفي الحقيقي المغيب للناشئة بدل إلهاء عقولهم بفلسفة رسمية ملساء غير ثورية إن لم تكن رجعية تبليدية .
ويبقى إسهامه المتميز تأسيسه جامعة شعبية في “كون” سنة 2002 لإيصال “أم العلوم” إلى كل شرائح المجتمع مجانا ودون تمييز في السن أو في المستوى الاجتماعي أو الثقافي أو في الجنس ونالت نجاحا منقطع النظير حضورا وإشعاعا إذ كانت لها بعض الفروع في جزيرة كورسكا ومرسيليا وغيرهما بل وصلت حتى كندا والمغرب.
فضلا عن سلسلة الكتب السنوية التعليمية التي كان ينشرها كل عام في سلسلة أسماها “تاريخ الفلسفة المضاد” وهي كتب تعتبر البديل لبرنامج الفلسفة الرسمي في فرنسا ولم يكتف بالتفكير في تثمين الجمال والذوق الفني بل نزل إلى أرض الواقع فأنشأ جامعة الذوق مع مجموعة من المزارعين المحليين وبعض الطهاة المشهورين.
من مؤلفاته: فن التلذذ، من أجل مادية متعوية / المنطق النهم / نظرية الجسد العاشق / من أجل نيتشوية يسارية / معدة الفلاسفة/ سياسة المتمرد / اللجوء إلى الغابات/ أفول صنم: الأكاذيب الفرويدية/ النظام الفوضوي، حياة ألبير كامو الفلسفية / بهجة الحب، كوسمس (الكون)، في سبيل حكمة بمنأى عن الأخلاق..
لحميد زناز.
العرب- موقع حزب الحداثة.