ثقافة

الثقافة التنويرية.. والمواطنة الصالحة

إنّ تحقيق الوحدة الوطنيّة وإعلاء قيمة الوطن والمواطنة كأولويّة فوق كل الاعتبارات، وأهمية بناء الهوية الوطنية الناضجة من خلال الثقافة، جميعها على صلة متينة بالهوية وبالمستقبل، وبذلك تؤثر الثقافة والنظام الثقافي السائد في عملية نجاح الخيارات الوطنية الرائدة، فإذا أردنا ثقافة وطنية صالحة وعميقة ومترسخةً، فعلينا تأسيس مفهوم المواطنة الثقافية.

العلاقة جداً عميقة بين هذين المفهومين، ولا يمكننا خلق ثقافة وطنية أصيلة في الشعوب، والقدرة على الحفاظ على الأصالة والتراث، أو مواجهة التحديات التاريخية إلا بالمواطنة الثقافية بكل حقائقها ومتطلباتها، فهي علاقة مشاركة واعية في خلق فضاء وطني يواجهه بقوة تحديات الراهن، وموطن المعجزة هو الثقافة الوطنية المستحكمة للشعوب على مر اﻷجيال.

المطلوب هو تلك الثقافة الغنية والواعية، والمواطنة الصالحة هي تلك المواطنة المثقفة المؤمنة بقيم العمران والتقدم والإنتاج واحترام دولة القانون، وتعزيز دور القيم المدنيّة والسلوك والحضاري، ناهيك عن قيم العروبة والإسلام والقيم الإنسانيّة.

ومن هنا تأتي أهمية الدور الذي يمكن أن يقوم به رجال الوطن المثقفون ـ من المؤمنين بالقيم المواطنة الصالحة ــ في تدعيم اللحمة الوطنيّة، وتقديم ما يمثله الوطن من قيم إيجابية بنّاءة تعزّز الأمن والاستقرار والتنمية.

الثقافة خطوة باتجاه التحضُّر والتطور، ولا قيمة لها ما لم يحدث ذلك التأثير الجمالي والتغير الفكري والسلوكي فينا، ويتم ترسيخ مفهوم المواطنة الصالحة بالثقافة التنويرية، ما يحتم وجود المعالج الثقافي المؤهل لحل الإشكاليات والمعضلات بالحجة الناجعة، ولا مجال من كل ذلك إلا بالتنمية الثقافية المستدامة، ومحاولة تلوين مفردات الثقافة في عصر الرقمنة، والتي هي بحاجة إلى ألوان جديدة، من أجل فضاء ثقافي يقود لواقع أفضل، بوصفه سلاحاً فعالاً في مواجهة المخاطر والأزمات.

صحيفة الرؤية-حزب الحداثة

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate