لقاءات وميديا

حوار الزميل رئيس الحزب على وكالة أنباء هاوار عن الإدارة الذاتية هي المشروع الوحيد الذي يحمل إجابات عن أسئلة الثورة السورية

أكد المعارض السوري فراس قصاص أن جهات إقليمية حرّفت وبشكل مقصود، مسار الحراك الشعبي السوري، وأشار إلى أنه نتج عن الحراك معادلة مهمة، أساسها أن الإدارة الذاتية الديمقراطية أصبحت المشروع الذي يحمل إجابات صحيحة عن أسئلة الثورة، في حين تبدو فواعل استمرار النظام متسيّداً لبعض الحال السوري وسيطرة المنظمات التكفيرية المتطرفة مع تلك العميلة للاحتلال التركي في شمال غرب سوريا وكأنها ثورة مضادة وأحد أهم الأوجه التي تنفخ في الأزمة الحاصلة في سوريا.

لا تزال الأزمة السورية التي بدأت في 15 آذار عام 2011 بحراك شعبي قبل انحرافها عن مسارها، دون أي حل يلوح في الآفق، وعلى وقع ذلك تزداد معاناة السوريين الإنسانية والاقتصادية والمعيشية.

خلال السنوات الفائتة، شهد السوريون الكثير من التطورات والأحداث، وكانت هناك الكثير من العوامل والأسباب التي أدت إلى تعمق الأزمة السورية، من بينها تمسك السلطة بخيار الإقصاء لكافة الآراء والقوى، بالإضافة إلى تشدد ما تسمى المعارضة وتحولها إلى أداة ومرتزقة بيد الاحتلال التركي.

وفي المقابل، كان في شمال وشرق سوريا مسار مغاير، حيث تحولت الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، على الرغم من حملات التشويه إلى منطقة جذب لمختلف السوريين والعالم، لذلك يسعى الطرفان المتصارعان على حكم البلاد؛ إلى القضاء على هذه الإدارة.

مسار مهم في تاريخ سوريا

المعارض السوري ورئيس حزب الحداثة والديمقراطية لسوريا، فراس قصاص تحدث لوكالتنا قائلاً: “شهدت سوريا ثورة شعبية سياسية ضد الاستبداد مكتملة الأركان، فحين خرج السوريون يطالبون بالحرية والكرامة فجروا مساراً مهماً من مسار حركة التاريخ في سوريا، المسار الذي أشعله السوريون أثناء انطلاق احتجاجاتهم السلمية أحدث تغييراً هائلاً ولا يزال في حياتنا، عرّى وكشف التناقضات الكثيفة التي تستقر في أعماق وجودنا السياسي والاجتماعي وأظهر التعقيدات البنيوية التي تعاني منها الدولة السورية، وسمح بعد ذلك في إشعال فتيل جدلية الصراع بين الفواعل السورية ومختلف معطيات الحال السوري على النحو الذي أنتج الواقع الحالي باختلاف تجلياته وإسقاطاته، إلا أنه قضى على مستقبل الاستبداد في البلاد وقوّض عوامل رسوخ الأسدية في المشهد السوري”.

أوضح فراس قصاص: “لقد منحت الثورة السورية مثلها مثل الثورات العظيمة في تاريخ البشرية مختلف المكونات السياسية المتعارضة فرصة الظهور والتعبير عن نفسها، وليس ولادة ثورة شمال وشرق سوريا إلا أحد أهم سياقات الحدث السوري في وجهه الثوري، وأحد امتداداتها الآيل للتحقق، بل هو في الحقيقة أحد أهم عوامل انتصارها، في حين تبدو فواعل استمرار النظام متسيّداً لبعض الحال السوري وسيطرة المنظمات الإرهابية التكفيرية المتطرفة مع تلك العميلة للاحتلال التركي في شمال غرب سوريا وكأنها ثورة مضادة وأحد أهم الأوجه التي تنفخ في الأزمة الحاصلة في سورية وتوفر حيثيات وظروف استمرارها كل هذه الأعوام الأربعة عشر”.

دور خارجي مقصود لحرف مسار الحراك

وعن دور الأطراف الخارجية في حرف هذا الحراك السوري عن مساره، أشار قصاص إلى أنه “لا شك أن دور الأطراف الخارجية في الحراك السوري كان رئيساً في حرفه عن مساره الذي كان يبدو واثقاً نحو تحقيق أهدافه الثورية في الحرية والكرامة والعدالة، على أنني أعد ذلك أمراً طبيعياً، فلا يمكن لأي حدث من هذا النوع أن يظل مستقلاً بدينامياته وفواعله وحتى تداعياته وآثاره عن محيطه الإقليمي وحتى الدولي ومن الطبيعي بمكان أن تتداخل الإرادات داخل سوريا، الخارجية منها والداخلية وأن تصطرع في ما بينها وأن تشوه إيرادات الهيمنة الخارجية مسار الحال السوري وتعيقه ما أمكنها ذلك وهو ما حصل بالفعل”.

وتابع “أن هذه التدخلات لحرف مسار الحراك مقصودة ولا يمكنها إلا أن تكون كذلك، فانخراط تلك الأطراف الخارجية في الحال السوري كان انعكاساً لسياسات ورهانات ورؤيا وأيديولوجية تتعلق بدول وحكومات ولا يمكن أن يكون رد فعل انعكاسي أو سلوك منفعل غير مدروس من قبلها، فالدول ترسم سياساتها على نحو يخالف كونها ردود فعل غير محسوبة وذلك بالطبع يحصل تبعاً لما تمثله مصالحها كحكومات ودول”.

الإدارة الذاتية تمثل بوصفها الإجابة الأمثل على أسئلة الثورة السورية

وعن انعكاس ذلك على شمال وشرق سوريا، أشار قصاص إلى أن “تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية تظهر بوصفها الإجابة الأمثل عن اسئلة الثورة السورية وطريقاً نحو تحقيق أهداف السوريين في الحرية والكرامة، أقول ذلك وأنا أعرف أن موقف قطاعات عديدة ومنتشرة في سورية كانت قد ناهضت النظام المستبد وتقول إنها لا تزال تعمل من أجل الديمقراطية تخالف موقفي هذا وذلك ببساطة إما لأنها لا تعي عمق القراءات السياسية والمعرفية التي تعمل مناطق الادارة على تجسيدها في المجتمع وبين مكوناته، ولا تعرف كيف أن تجربة الإدارة الذاتية وفلسفتها السياسية هي الوحيدة القادرة كمحتوى فكري وقيمي وسياسي وكتجسيد لأدوات ومؤسسات وخطوط عمل في الواقع أن تحقق الحرية والكرامة التي يتطلع إليها السوري أو أنها وبحكم بنيتها وتضخم شبكة مصالحها مع الخارج وسيرها على حامل استتباع لقوى ودول خارجية قد وفر لها الأرضية السيكولوجية السياسية كي لا تعي ولا تفهم هذه الحقيقة على قاعدة الربط الجدلي بين المصلحة و المعرفة”.

وأضاف “أؤكد أن الإدارة الذاتية الديمقراطية هي المشروع الذي يحمل الاجابات الصحيحة ويعكس إرادة المكونات السورية ويعكس ما يدور في وعي المؤمنين بتجربة الإدارة وفي اللاوعي الجماعي لأولئك الذين يؤمنون بسورية ديمقراطية ويرفضون الاستبداد ولا يتفهمون مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية لأسباب وتعقيدات عديدة أما بالنسبة للنظام والأسدية من جهة وبالنسبة للقوى التكفيرية والعميلة للمحتل التركي، فكلا الطرفين يشكّلان وجهان لعملة الاستبداد الواحدة، أحدهما استبداد سياسي فاسد وطاغية والآخر استبداد قروسطي يحاول أن ينتسب إلى الإسلام وهو منه بريء ونقي وبعيد”.

على السوريين الدفاع عن مستقبل بلادهم الديمقراطي والتعددي

وعن المطلوب لإنهاء الأزمة السورية، قال قصاص “بحسب فهمنا في حزب الحداثة والديمقراطية نميل إلى أن الإطار النظري العام الذي ينهي الحدث السوري ويخرج خلاصاته قد اكتمل، وتحديدات القرار الدولي 2254 هي التي تصفه وتحدده وتعين موقف الشرعية الدولية إزاءه، وعلى ذلك فلا تغيير مهم متوقع أن يحصل في الوضع السوري حتى تتوفر البيئة الدولية المناسبة وتالياً حصول استجابات لهذا التوافر في البيئة الإقليمية والمحلية، تساعد في المضي قدماً في تطبيق القرار الدولي آنف الذكر والحال هذه ستظل معادلات توزع القوة ومراكز ثقل التأثير في المشهد السوري مرشحة لكي تبقى على حالها مراوحة في مكانها”.

وتابع: “على القوى السورية تلك التي يعوَّل عليها أن تعكس إرادة السوريين وأن تجهز نفسها في المرحلة القادمة كي تنخرط بأفضل السبل والمنهجيات الممكنة للدفاع عن رؤيتها لمستقبل سوري تعددي وديمقراطي، تلك المرحلة التي قد تطول لأعوام أخرى وأن تطور من أدواتها ومن أشكال وصيغ تحالفاتها من أجل أن تنجح في تذليل العقبات وفي تعبيد الطريق الذي ستتحوّل بموجبه سورية إلى المرحلة الديمقراطية تلك التي لن تكون وتظهر على نحو مثالي بل ستعتمل بالصعوبات والارتكاسات والخيبات لوقت طويل حتى تستطيع العبور بنجاح نحو المستقبل التعددي الديمقراطي اللا مركزي الذي يعكس تحقيق مصلحة السوريين في أعلى منسوب لها”.

https://hawarnews.com/ar/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9-%D9%87%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AD%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A-%D9%8A%D8%AD%D9%85%D9%84-%D8%A5%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D9%86-%D8%A3%D8%B3%D8%A6%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate