تواصل تركيا منذ يومين، قصفها الجوي على مناطق شمالي سوريا. واستهدفت منذ صباح الاثنين، 14 موقعاً بعدة غارات جوية وقذائف مدفعية، ما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين وخسائر مادية.
هذا وبحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فقد ارتفع عدد الضحايا إلى 6 في الضربات الجوية التي نفذتها القوات التركية على مواقع متفرقة في مدينة القامشلي/ قامشلو، من بينهم 4 ضحايا قضوا في استهداف “مطبعة سيماف” على الطريق الحزام الغربي في القامشلي/ قامشلو، ومدني في استهداف محيط مطحنة في صوامع الحبوب، والآخر في استهداف مركز لتوزيع المحروقات.
تركيا تقصف شمالي سوريا
كذلك، أصيب في الضربات التركية 11 مدنياً بينهم بحالة حرجة، وهم: “9 أصيبوا في استهداف مدينة قامشلي/ قامشلو و2 في مدينة عين العرب/ كوباني”.
كما استهدفت الغارات التركية منشأة صناعية في حي علايا بمحيط السجن الذي يضم عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي، ومنشأة إسمنت في الحزام الشمالي، وقرية سيكركا، ومعمل خياطة، ومحطة القطار، فضلا عن مجبل للإسمنت في قرية شورك بريف القامشلي/ قامشلو.
كذلك، لم تكن مدينة عامودا بمنأى عن القصف التركي، فقد طال القصف صالة كرم للأفراح، ومعمل روهلات علو للزيتون، والطريق الواصل بين مدينة عامودا الحسكة، بالإضافة لقرية محركان في القحطانية/ تربسبيه، ومرآب للسيارات في كوباني.
وارتفع عدد الضربات الجوية من قبل سلاح الجو التركي إلى 18 خلال اليوم، طالت منطقتي عين العرب/ كوباني بريف حلب الشرقي والقامشلي/ قامشلو بريف الحسكة، فضلا عن وقوع 10 ضحايا حتى الآن، في خرق واضح للاتفاقيات الدولية، طبقاً للمرصد السوري.
قصف المنشآت النفطية
كما قامت الطائرات التركية، بشن سلسلة غارات جوية على مواقع حدودية، شملت محطات للنفط والطاقة، والتهمت ألسنة النيران “حقل العودة” النفطي في ريف القحطانية/ تربسبيه، و”حطة سعيدة” النفطية، وكذلك شركة الكهرباء في قرية “بانا شكفتيه” في منطقة كوجرات التابعة لمدينة المالكية/ ديريك، وفق وكالة “أنباء هاوار” المحلية.
وقالت “الإدارة الذاتية” لشمال شرقي سوريا، إن القصف تسبب بقطع الكهرباء عن آلاف القرى، ودعت الأمم المتحدة إلى رصد الهجمات التركية التي تستهدف سبل عيش السكان، بحسب بيان صادر عنها.
وأردف بيان “الإدارة الذاتية”، بالقول: “ندعو حكومة دمشق وكافة الأطراف المعنية بوحدة سوريا إلى اتخاذ مواقف تجاه هذا القصف التركي الذي يستهدف سوريا بأكملها في جغرافية شمال وشرق سوريا. ومن الخطأ قراءة المشهد دون هذا المنطق، وهو تعدٍ واضح على سيادة سوريا واستهداف منشآت ومؤسسات خدمية تخدم جميع السوريين”.
كما وأدان 33 حزباً سياسياً كردياً عبر بيان مشترك، اليوم الاثنين، القصف التركي على شمال سوريا، وطالبوا التحالف الدولي وروسيا لـ “عدم التساهل” مع الهجمات التركية التي تستهدف البنى التحتية بشمالي سوريا.
من جانب آخر، حذر مسؤولون سياسيون بشمال شرقي سوريا، من أضرار وتداعيات القصف التركي المتواصل، وعرقلته للجهود الدولية للحل في سوريا، إضافة للتغيير الديمغرافي في المنطقة.
هذا ومنذ ليل السبت الفائت، تستهدف الطائرات الحربية التركية منشآت خدمية ونفطية بريفي القامشلي/ قامشلو وديرك، شمال شرقي سوريا، ما تسبب بخروج عدد من آبار النفط وبعض المنشآت الحيوية ومعظم المنشآت الكهربائية عن الخدمة.
وتدعي تركيا أن هجماتها جاءت رداً على مقتل جنود أتراك مطلع الأسبوع، وأنها تستهدف المسلحين فقط، لكن الواقع غير ذلك، حيث سقط العشرات من الضحايا والمدنيين، إضافة إلى خروج المنشآت النفطية والكهربائية عن الخدمة. الأمر الذي سيكون له عواقب سلبية كبيرة على حياة المدنيين في شمال شرقي سوريا، ولا سيما في ظل برودة وقساوة فصل الشتاء.
تنفذ أنقرة بانتظام هجمات بطائرات مسيّرة في سوريا في المناطق التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية” لشمال وشرق سوريا، ولا تنفك في استثمار أي ظرف كان في سبيل شنّ هجمات عسكرية ضد سكانها.
ومطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تعرضت مناطق شمال شرقي سوريا لسلسلة هجمات تركية جوية مستخدمة الطائرات المسيّرة والحربية، أسفرت عن سقوط 44 شخصاً، بينهم 35 عنصراً من قوى الأمن الداخلي “الأسايش”، ركّزت البنى التحتية، من محطات رئيسية للنفط والغاز إلى محطات لتوليد الكهرباء وضخّ المياه في مدينتي الحسكة والقامشلي/ قامشلو، ما تسبّب بأضرار بالغة في منطقة تعد فيها البنية التحتية هشّة أساساً جراء استمرار الحرب الدائرة منذ سنوات.
وتنفذ أنقرة بانتظام هجمات بطائرات مسيّرة في سوريا في المناطق التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية” لشمال وشرق سوريا، ولا تنفك في استثمار أي ظرف كان في سبيل شنّ هجمات عسكرية ضد سكان تلك المناطق من سوريا.
ويعتبر الملف الكُردي ورقة سياسية وانتهازية، يستخدمها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتحقيق مصالح وأغراض سياسية، بما في ذلك تلك المتعلقة بالاستحقاقات الانتخابية، أو لابتزاز أطراف إقليمية ودولية. ولذلك فإن العنف التركي وخطاباته السياسية المليئة بالكراهية تجاه الأكراد، والتي تقلل من حقوق المواطنة الخاصة بهم، فضلا عن عسكرة الملف الكُردي وأمننته بدلا من الانفتاح السياسي عليه، سيضع جميع الأطراف على حافة المواجهة والصِدام، الذي سيحمل معه تداعيات سلبية جمّة.