على الرغم من تنديد الأمم المتحدة بدعوة إسرائيل سكان شمال غزة إلى ترك منازلهم والتوجه جنوباً، أقدم الطيران الإسرائيلي على إلقاء المنشورات فوق مناطق القطاع.
وجاء في تلك المناشير التي تساقطت، اليوم الجمعة، فوق القطاع “مدينة غزة أصبحت ساحة معركة.. عليكم إخلاء بيوتكم فورا والتوجه إلى جنوب غزة، من أجل أمنكم وسلامتكم”.كما أرفق الجيش المنشور برسم لخريطة غزة عليها أسهم تشير إلى منطقة جنوب القطاع.
فيما أوضحت مصادر أنه من الصعب على العائلات الفلسطينية قطع ما يقارب 10 كيلومترات إلى الجنوب، مؤكدا أن هناك حالة من القلق بين المدنيين.
إلى ذلك، لفت إلى أنه لا وجود لأي باصات أو وسائل نقل لكي تساعد في انتقال المواطنين على الرغم من أن بعض السيارات شوهدت تتجه نحو الجنوب.
“مستحيل وحكم بالإعدام”
فيما شددت منظمة الصحة العالمية على أنه من “المستحيل” إجلاء المرضى من مستشفيات شمال غزة. وأعلنت أن السلطات الفلسطينية أبلغتها بأنه “من المستحيل” إجلاء المرضى الضعفاء من مستشفيات القطاع.
كما أوضح المتحدث باسم المنظمة طارق ياساريفيتش خلال مؤتمر صحافي للأمم المتحدة من جنيف أنه “في ظل الضربات الجوية الإسرائيلية الجارية، لم يعد هناك أي مكان آمن يمكن للمدنيين الذهاب إليه”.
وقال “هناك أشخاص مصابون بأمراض خطيرة وتعني إصاباتهم أن فرصتهم الوحيدة للبقاء على قيد الحياة هي البقاء على أجهزة دعم الحياة، مثل أجهزة التنفس الاصطناعي، لذا فإن نقل هؤلاء الأشخاص هو بمثابة حكم بالإعدام”.
حفرة من الجحيم
بدورها، اعتبرت “الأونروا” أن طلب إسرائيل نقل أكثر من مليون مدني من شمال غزة خلال 24 ساعة “مروع”.كما حذرت من أن غزة تتحول بسرعة إلى حفرة من الجحيم وعلى وشك الانهيار.
صواريخ القسام
في المقابل، أعلنت حركة حماس التي كانت دعت بوقت سابق اليوم، مواطني غزة للبقاء في منازلهم، استهداف تجمع لقوات إسرائيلية في منطقة كفار سعد.
كما أشارت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، توجيه ضربات جديدة إلى مدينة عسقلان. وأكدت في بيان عبر “تليغرام”، إطلاق 150 صاروخاً على المدينة.
وكان الجيش الإسرائيلي حث بوقت سابق اليوم “كافة سكان شمال غزة على إخلاء منازلهم والتوجه جنوباً”، موضحاً أنهم لن يتمكنوا من العودة إلا عندما يتم إصدار إعلان آخر يسمح بذلك.
تهجير قسري
فيما رأى عدد من المراقبين أن هذا الإنذار قد يكون مؤشراً لتوغل بري وشيك شمال القطاع، لاسيما أن كافة المعطيات العسكرية والتعزيزات التي دفع بها نحو حدود القطاع تشي بذلك.
كما اعتبره البعض دعوة لتفريغ غزة من سكانها بغية الدفع بهم نحو الجنوب، ومن ثم “تهجيرهم” إلى مصر.
يشار إلى أن إخلاء شمال غزة يعني نقل نحو نصف سكان القطاع البالغ عددهم قرابة 2.2 إلى منطقة الجنوب المكتظة أساسا بالسكان، وسط حصار مطبق نفذ منذ الاثنين الماضي على غزة.