حداثة و ديمقراطية

الموت السياسي.

الموت ليس رحيل الإنسان من الدنيا إلى الآخرة وحسب ، بل عندما يغيب عن الساحة السياسية ويعرقل المشاريع التنموية للبلاد يعتبر موت سياسيا ، وبات في خبر كان وأخواتها ، ويذكرنا هذا بأنواع الموت ، مثلا الراحل الرئيس بورقيبة رئيس تونس عندما أصيب بمرض الزهايمر ولا يزال يحكم ، ويذكرنا أيضا بشارون رئيس وزراء إسرائيل مات وغاب عن السلطة ولا يزال حينها اسمه يذكر في الساحة ، لكن يبقى الموت الإكلينيكي أو الموت الحقيقي أحسن بكثير من الموت السياسي ، الذي يخرج صاحبه من الباب الضيق .غياب الحاكم عن الحكم وانزوائه في قصره ، سيضر حتما بالبلاد ويجعلها تعيش فراغ دستوريا ، وتعم الفوضى في الوطن حتى تصل إلى مؤسسات الحكومة ، نتيجة ذهنية قديمة هي التشبث بالسلطة ، وترك المواطن يتخبط في همومه ومشاكله اليومية الاجتماعية والأمنية ، والفراغ الناتج سيضر أيضا بسمعة ومكانة الدولة .إن الموت السياسي مصطلح جديد قديم ، حيث يتمسك الحاكم بكرسيه من أجل طموحاته الكبيرة في السلطة رغم غليان شعبه ومطالبته بالرحيل ، وهو مرض عفانا الله منه يصيب الحاكم العربي دون الحاكم الغربي ، من أجل التستر على فضائحه وجرائمه البشعة .قد يشل الموت السياسي للحاكم كل النشاطات والمشاريع التي تعرفها البلاد ، ففي سوريا أصبحت الحياة منعدمة والإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية مجرد شعارات وخطابات بحبر على الورق ، تتناثر هنا وهناك عبر دخان الحرب المدمرة ، وغياب الحاكم أو موته السياسي سيزيد من سيلان لعاب أصحاب الفوضى والإطاحة وسحب الثقة .مصلحة الوطن مربوطة بقدرة الحاكم وتمتعه بالصحة والقدرة على زمام الأمور ، واتخاذ القرار الصائب ، أما الغياب والانزواء وإعطاء الأوامر فقط ، دليل على أن هناك شرخ وتصدع وانشقاق في هرم السلطة ، أو صراع داخلي كبير يجعله يصاب بالموت السياسي ، بدلا من الموت الإكلينيكي أو يرحل إلى دنيا أخرى .

لحشاني رابح.

الحوار المتمدن_موقع حزب الحداثة

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate