ثقافة

مفهوم الحداثة في الفن التشكيلي.

يعتبر مصطلح الحداثة من أفرازات القرن العشرين وبالتحديد في السنوات العشر الأولى منة , حيث شهد العالم تغيرات تاريخية كان لها انعكاسات مهمة على الساحة الثقافية والتشكيلية في اوروبا , والحداثة اصطلاحا لها عدة معاني ومفاهيم حيث يمكن اعتبار الحداثة شكل من اشكال التجديد والتحديث ، وقد استعملت كلمة الحداثة كامصطلح مرادف للرومانسية ، كما تم تداولها في المسرح والدراما والأدب الأوربي بصوره عامة ، اما النقاد الماركسيون مثل ( لوكاكس ) كانوا يعتبرون الحداثة مظهرا من مظاهر البرجوازية الجمالية النابعة من الواقعية اصلا ، وقد استخدم هذا المصطلح ليغطي مجموعة من المدارس الفنية التي ظهرت مع بداية القرن العشرين من الانطباعية والتعبيرية والتكعيبية والمستقبلية والرمزية والدادائية والسوريالية والتجريدية.

يقول ( جان بودريار ) ليست الحداثة مفهوماً سوسيولوجياً أو سياسياً أو تاريخياً ، وإنما هي صيغة مميزة للحضارة تعارض صيغة التقليد ، أي إنها تعارض جميع الثقافات الأخرى السابقة أو التقليدية (مالكم براديري ، جميس ماكفارلن ، الحداثة ، ت : مؤيد حسن فوزي ، دار المأمون ، بغداد ، 1987 ، ص 29 ) كما انه يمكن لنا اعتبار الحداثة ممارسة فعلية أرادت أن تناقض الثقافة الغربية الكلاسيكية التي كانت قائمة على العقل والمثل العليا والنصوص الدينية.إنَّ المبدأ الأساس للحداثة هو الحرية ، لذلك طفت الذاتية في اتجاهات الأدب والفن الحديث وقطع الفنان صلاته بجميع العقائد ، لقد تطرفت الذاتية نزعتها الانفصالية حتى أصبحت مبدأ وحيد الاتجاه تناهض الطبيعة والتراث والدين ، لقد كانت الحرية السبب في تضخيم الذاتية حتى وصلت حدود التجرد عن الإنسانية والتشيء في الإنتاج الذي أصبح شيئاً منفصلاً عن قيمته ، ومع ذلك هناك من يدافع عن الحداثة وتعتبرها عقلانية

وتلخص طروحات الحداثة بما يأتي :

1. بدأت الحداثة مع التحولات الهامة التي شهدها المجتمع في القرن العشرين مع ظهور الأمبريالية واندلاع الحربين العالميتين وقيام الثورة الروسية .

2. لقد تغيرت علاقة الإنسان مع نفسه على نحو أقل مما حصل لعلاقته مع العالم الخارجي .

3. تراكم التناقضات ، ولكن في جو من الإبهام والغموض ، فتناقضات حداثتنا الحالية تعمق من حدة تناقضات ما قبل الحداثة ( القرن 19 ) دون اضائتها .

4. هيمنة التقنية على الطبيعة .

5. انهيار الثقافات التقليدية ، خلط شامل بين التعليم والتربية والثقافة .

لعبد الله أحمد التميمي.

الحوار المتمدن- موقع حزب الحداثة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate