لماذا يرفض السلفيون عمل المرأة؟
تشغل المرأة حيزاً كبيراً في الخطاب السلفي، سواء من جانب منتجي الخطاب من الدعاة السلفيين، أو من جانب متلقي الخطاب من جمهور السلفيين من الأتباع والجمهور المتأثر بهم، حتى صار الأمر أشبه بهوس بالمرأة وبكل ما يتعلق بها، بداية من طبيعتها والفرق بينها وبين الرجل مروراً بمظهرها ولباسها وحتى عملها وما ينبغي فيه وما لا ينبغي، ويأتي هذا الاهتمام من أنّه خطاب يبتعد إلى حد كبير عن الموضوعات السياسية ويركز على جانب التزكية و التربية، ولذلك ينشغل بالحديث عن المرأة على اعتبار أنّها من وجهة نظره مصدر رئيسي للعديد من المشكلات الأخلاقية التي تهدد المجتمع.
ومن بين الأمور المتعلقة بالمرأة والتي يتناولها ذلك الخطاب بشكل كبير ما يتعلق بعملها وخروجها من بيتها واختلاطها بالرجال، ويتباين الخطاب السلفي تجاه هذه القضية من حيث بعض التفاصيل مع الاتفاق على الإطار العام، وهذا الإطار يتمثل في أنّ الأفضل للمرأة القرار في بيتها، لكن هناك من يرى أنّ المرأة من الممكن أن تعمل في بعض الوظائف وتقوم ببعض الأعمال مع مراعاة بعض الضوابط المتعلقة بنوع العمل واللباس والاختلاط، وهناك من يرى أنّه لا يجوز للمرأة العمل كأصل عام إلا في حالة الضرورة القصوى التي تتمثل في حاجتها الشديدة للعمل أو لحاجة المجتمع إليها في مهن محددة، على سبيل الحصر، مع وضع ضوابط صارمة في هذه الحالة.
ويسوق الخطاب السلفي عدداً من المبررات من أجل إثبات صحة هذه الرؤية، ويؤكد على أنّها سبيل لحفظ كرامة المرأة في المقام الأول، لكنّ المتأمل في ذلك الخطاب والفكر السلفي ربما يدرك أنّ هناك سبباً أعمق يقف وراء ذلك الموقف من المرأة و عملها، وهو الرغبة في ترسيخ وضع يسمح للرجل بالتفوق على المرأة والتحكم فيها والسيطرة عليها بحيث تظل خاضعة له بشكل مستمر، ليؤكد النظرة الموروثة والراسخة في ذهنه عن المرأة بأنّها كائن أدنى منه درجة، وهذا ما يجعلنا نطرح السؤال التالي: هل موقف السلفيين من عمل المرأة هدفه تكريمها أم السيطرة عليها؟
في حين يفسر البعض مفهوم القوامة بأنّه مسؤولية ورعاية و حماية، فإنّ الخطاب السلفي يفسره على أنّه تميز للرجل وسلطة تمنحه صلاحيات تتيح له الحق في إخضاع المرأة والتحكم فيها.
هناك مجموعة من الأفكار تشكل منظومة فكرية ينطلق منها ذلك الخطاب، وتساهم في تحديد موقفه من هذه القضية، ويمكننا استعراض هذه الأفكار لنتعرف في النهاية على إجابة السؤال المطروح، على النحو التالي:
كيف يرى السلفيون المرأة؟
من خلال بعض كتابات الدعاة السلفيين يمكننا أن ندرك طبيعة نظرة التيار السلفي للمرأة، والتي سوف يترتب عليها الرأي فيما يتعلق بها من قضايا ومنها قضية العمل، فعلى سبيل المثال يرى أحد مؤسسي الدعوة السلفية ورموزها بالإسكندرية محمد إسماعيل المقدم في كتابه “المرأة بين تكريم الإسلام وإهانة الجاهلية” أنّ الرجل هو الأصل والمرأة فرع منه، فيقول: “دلت آيات القرآن على أنّ المرأة الأولى كان وجودها الأول مستنداً إلى وجود الرجل وفرعاً منه… فمحاولة استواء المرأة مع الرجل في جميع نواحي الحياة لا يمكن أن تتحقق لأنّ الفوارق بين النوعين كوناً وقدراً أوّلاً، وشرعاً منزلاً ثانياً، تمنع من ذلك منعاً باتاً”، كما يرى أنّ الرجل أكمل عقلاً من المرأة، “فقد فضل الله الرجل في خلقته بقوة في الجسم والعقل كان بها أقدر على الكسب والحماية والدفاع الخاص بالأسرة، والعام للأمة والدولة…
ومن مقتضى الفطرة اختصاص المرأة بالحمل والرضاع وحضانة الأطفال وتربيتهم وتدبير المنزل”، إذاً فالأمر من وجهة النظر هذه ليس فقط من قبيل تنظيم الأدوار بين الرجل والمرأة، بل لأنّ المرأة غير مؤهلة إلا لوظيفة الحمل والتربية وتدبير شؤون المنزل بسبب عدم كمالها الخلقي و العقلي، ويؤكد على هذه النظرة بقوله: “لا ينازع في تفضيل الرجل على المرأة في نظام الفطرة إلا جاهل أو كافر… الذكورة كمال خلقي وقوة طبيعية وشرف و جمال، والأنوثة نقص خلقي وضعف طبيعي”، ويستشهد ببعض آيات من القرآن ويفسرها بأنّها تفضيل للرجل على المرأة و يقول: “وكل هذه الآيات القرآنية تدل على أنّ الأنثى ناقصة بمقتضى الخلقة و الطبيعة، وأنّ الذكر أفضل منها و أكمل”، وكنتيجة لذلك فإنّه يرى أنّ “الأمور الكبرى والمصالح العامة يوفق فيها الرجال غالباً، ويندر أن تفلح امرأة إلا أن يكون وراءها رجل”.
داعية سلفي آخر يطرح الأفكار نفسها حول طبيعة المرأة والفرق بينها وبين الرجل، هو الداعية السعودي بكر بن عبد الله أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية سابقاً، ففي كتابه “حراسة الفضيلة” يقول: “خُلقت الأنثى من ضلع آدم عليه السلام، فهي جزء منه، تابع له، ومتاع له”، وأنّ “الذكر ليس كالأنثى في صفة الهيئة والخِلقة و التكوين، ففي الذكورة كمال خلقي، وقوة طبيعية، والأنثى أنقص منه خلقة وجِبلة و طبيعة”، ويترتب على ذلك “الاختلاف بينهما في القوى، والقدرات الجسدية، والعقلية والفكرية والعاطفية و الإرادية، وفي العمل و الأداء”، ولذلك يرى وظيفة المرأة تبعاً لطبيعتها محصورة في البيت، “و خص سبحانه النساء ببعض الأحكام التي تلائم خلقتهن وتكوينهن وتركيب بنيتهن، وخصائصهن، وأهليتهن، وأدائهن، وضعف تحملهن، وجملة وظيفتهن ومهمتهن في البيت”، ويرى لذلك أنّ “المرأة لا تُساوى بالرجل ولا تعلو فوقه أبداً”، ويرى أنّ الدعوة إلى المساواة بين الرجل والمرأة نظرية إلحادية.
القوامة سلطة أم رعاية؟
تترتب على تلك النظرة السلفية للمرأة نتيجة تتعلق بتفسير مفهوم القوامة، ففي حين يفسر البعض مفهوم القوامة بأنّه مسؤولية ورعاية و حماية، فإنّ الخطاب السلفي يفسره على أنّه تميز للرجل وسلطة تمنحه صلاحيات تتيح له الحق في إخضاع المرأة والتحكم فيها، ويستدل السلفيون بالعديد من التفسيرات والآراء الفقهية، مثل ما ورد في تفسير ابن كثير حين فسر الآية (الرجال قوامون على النساء) بقوله: “أي الرجل قيم على المرأة، أي هو رئيسها و كبيرها، والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجت (بما فضل الله بعضهم على بعض) أي لأنّ الرجال أفضل من النساء، والرجل خير من المرأة، ولهذا كانت النبوة مختصة بالرجال”، كما يرى عدد من الدعاة السلفيين أنّ الرجل هو سيد أهله، وأنّ الزوجة من الأفضل أن تنادي زوجها بـ “سيدي” أو بأيّ لقب قبل اسمه احتراماً و تبجيلاً، كما يرون أنّ مصدر هذه القوامة أمران يذكرهما على سبيل المثال الداعية السلفي السعودي عبد الله السلمي في مقطع فيديو له، حيث يقول: إنّ القوامة سببها أوّلاً أنّها هبة من الله للرجل، حيث فضل الله جنس الذكر على جنس الأنثى، ومنحه قدرات بدنية وعقلية لا تتوافر في الأنثى، ولذلك جعل الله الأنبياء والصالحين جميعاً من الرجال، وثانياً بسبب أنّ الرجل هو المكلف بالإنفاق على المرأة سواء كانت زوجة أو بنتاً أو أختاً، فهي دائماً في قوامة رجل ما، و يرى الشيخ إسماعيل المقدم أنّ القوامة “تشبه قوامة الرؤساء وأولي الأمر”، ويترتب على القوامة من وجهة نظره سلطات للزوج، “فقيام الرجال على النساء هو على هذا الحد، وهو أن يقوم بتدبيرها، وتأديبها، وإمساكها في بيتها، ومنعها من البروز، وأنّ عليها طاعته وقبول أمره ما لم تكن معصية”.
كما ينظر السلفيون إلى المرأة على اعتبار أنّها “أسيرة” لدى الزوج، وهذا استناداً إلى تفسيرهم لحديث نبوي يقول: “اتقوا الله في النساء فإنّما هنّ عندكم عوان”، ولذلك جاءت النظرة إلى المرأة على أنّها تخضع لسلطة الرجل وأنّ القوامة تعني الزعامة والرياسة أكثر منها مسؤولية وعناية، وتعلق على هذه القراءة الدكتورة زينب أبو الفضل أستاذة الفقه وأصوله بكلية الآداب جامعة طنطا في منشور لها على موقع فيس بوك قائلة: “ما يزال أنصار هذا الفكر المتحجر والتفسير المنحرف للمرويات يعكسون أفكارهم السوداوية في تفسيرهم لبعض المرويات التي تختص بالمرأة، كالترويج للفكرة المظلمة التي أشيعت قديماً و حديثاً، أعني فكرة مملوكية الزوجة لزوجها بعقد النكاح، لقوله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يوصي بالنساء: “اتقوا الله في النساء فإنّما هن عندكم عوان”، وقد فُسّرت كلمة “عوان” لدى أصحاب هذه النظرة بالمملوكة و الأسيرة، أقول: نعم، هذا المعنى هو أحد معطيات كلمة عوان في اللغة، ولكن معلوم أنّ اللغة العربية لغة ثرية، وأنّ اللفظة الواحدة فيها تتسع للعديد من المعاني، والمعنى الأقرب لكلمة “عوان” في اللغة: أن تكون بمعنى المُعينة، يعني تعين الرجل على أعباء الحياة، وهي كذلك بالفعل، بل إنّ من معاني كلمة “عوان” في اللغة كذلك: الشيء الأصيل النفيس، فمثلاً يقال للنخلة الباسقة ذات الجذور الممتدة في الأرض: نخلة عوان! وأتعجب في ظل هذه القفزة الحضارية التي قفزتها المرأة، حيث تعلمت إلى أبعد مدى، واحتلت مواقع متميزة في الوظائف العليا على مستوى العالم، وأثبتت جدارتها ونجاحها المنقطع النظير في كل المجالات، أستغرب أن تظل توصف هذه المرأة نفسها بكونها مملوكة الرجل أو أسيرته اتكاءً على هذا المعنى البعيد لمعنى كلمة “عوان” في الحديث الشريف!”.
لماذا يرفضون عمل المرأة؟
الرأي السائد لدى شريحة كبيرة من التيار السلفي هو أنّ الأصل عدم جواز خروج المرأة للعمل؛ بل عدم الخروج لأيّ سبب آخر إلا للضرورة، فيقول صاحب كتاب “حراسة الفضيلة”: إنّ “الأصل لزوم النساء البيوت… وخروجهن من البيوت رخصة لا تكون إلا لضرورة أو حاجة”، ويستشهد بكلام لابن القيم حيث يقول: إنّ “ولي الأمر له أن يحبس المرأة إذا أكثرت الخروج من منزلها”، ويؤكد الخطاب السلفي على هذا المعنى كثيراً، وعلى أنّ أفضل مكان للمرأة هو قعر بيتها كما يقول الكثير من الدعاة السلفيين.
وبالإضافة إلى السبب المتمثل في عدم كمال المرأة وافتقادها القدرة على القيام بالأعمال الخارجية وفقاً للرؤية السلفية للمرأة كما عرضناها، فإنّه توجد بعض الأسباب الأخرى التي يسوقها الخطاب السلفي لتبرير ذلك الموقف؛ منها أنّ المرأة لا يجوز لها الاختلاط بالرجال إلا للضرورة القصوى وبضوابط صارمة حفظاً لكرامتها وصيانة لها، فالمجتمع الإسلامي كما يرى صاحب كتاب “حراسة الفضيلة” هو مجتمع فردي، “فللمرأة مجتمعها الخاص بها وهو داخل البيت، وللرجل مجتمعه الخاص به وهو خارج البيت”، كما يرون أنّ في خروج المرأة فتنة للمجتمع حيث إنّها سوف تتسبب في فتنة الرجال، ومن ثم إحداث انهيار أخلاقي يؤثر على المجتمع و تماسكه، ففي فيديو للشيخ الشعراوي يقول فيه: إنّ من يتآمرون على الإسلام يريدون إخراج المرأة إلى العمل لتكون فتنة، بل إنّهم يرون أنّ ذلك سبباً في تفكك الدول، ففي كتاب “حراسة الفضيلة” يرى الكاتب أنّ “الاختلاط من أسباب انهيار الحضارات وزوال الدول”، وأنّه “سبب لكثرة الفواحش و الزنى، ومن أسباب الموت العام، والطواعين المتصلة”، ويرى المقدم أنّ المرأة “قابلة لأن تكون أخطر أسلحة الفتنة و التدمير”، ومن بين الأسباب كذلك أنّ خروج المرأة للعمل سوف يؤثر على قدرة الرجل على العمل، حيث إنّه سوف يقلل من راحته وسكينته في بيته، وفيه مشاركة ومنازعة للرجل في اختصاصه.
تكريم أم سيطرة؟
من خلال عرض الأفكار التي يتضمنها الخطاب السلفي كما سبق؛ يتضح أنّ هناك أفكاراً رئيسية مترتبة على بعضها بعضاً في تسلسل، تفضي في النهاية إلى نتيجة معينة خاصة بالقضية التي نناقشها، ومن خلال استعراض هذه الأفكار يمكننا الوصول إلى السبب العميق في ذلك الموقف من عمل المرأة، وهو أنّه رغبة في ترسيخ وضع قائم ناتج عن ثقافة سائدة موروثة تمنح الرجل الحق في السيطرة على المرأة والتحكم فيها، فلو لخصنا تلك الأفكار، نجد أنّ الخطاب السلفي يرى المرأة أدنى درجة من الرجل وأقلّ منه من حيث القدرات البدنية والعقلية، وأنّ الرجل هو السيد على المرأة، وبالتالي له حق القوامة عليها بسبب ذلك وبسبب إنفاقه عليها، وهذه القوامة بجانب أنّها تشمل الرعاية فإنّها تشمل كذلك السيطرة والطاعة و الخضوع، وأنّ المرأة دورها ووظيفتها في البيت بشكل أساسي، وبالتالي فإنّ عمل المرأة ومن ثم قدرتها على الكسب ووجود مصدر دخل لها ربما يقلل من قوامة الرجل، ومن ثم من صلاحياته وسلطاته التي يمارسها على المرأة والناتجة عن تلك القوامة.
يرى عدد من الدعاة السلفيين أنّ الرجل هو سيد أهله، وأنّ الزوجة من الأفضل أن تنادي زوجها بـ “سيدي” أو بأيّ لقب قبل اسمه احتراماً وتبجيلاً.
ويمكننا أخيراً أن نطرح بعض الإشكاليات الناتجة عن تلك النظرة إلى المرأة؛ فوفقاً لتلك النظرة كيف يتم تكليف المرأة بمهمة تربية الأبناء وهي مهمة شاقة تحتاج إلى قدرات بدنية وذهنية ونفسية، وفي الوقت نفسه لا تستطيع أن تقوم بالعمل خارج المنزل في أعمال كثير منها ربما يحتاج إلى قدرات أقل من ذلك؟
وكيف تتصرف المرأة إذا توفي زوجها الذي ينفق عليها وهي لا تعمل وليس لديها الخبرة ولا القدرة على ذلك؟ وكيف تتصرف المرأة تجاه ممارسات بعض الأزواج الذين يسيئون إليها ورغم ذلك ربما لا تستطيع الانفصال لأنّه ليس لها مصدر دخل آخر؟ أليس هذا يتسبب في إضعاف المرأة وتعريضها لأن تكون دائماً تحت سلطة رجل ربما يسيء معاملتها مستغلاً حاجتها إليه وقلة حيلتها؟
ثمّ أليس من الممكن الحديث عن الموازنة بين دور الأم في التربية ورعاية البيت، وهو دور مهم وأساسي لا شك، وبين عملها خارج المنزل بدلاً من الحديث عن المنع التام، حيث إنّه ليس كل عمل خارج المنزل يتطلب مجهوداً ووقتاً طويلاً يمنع المرأة عن ممارسة دورها داخل البيت؟
ونختم بتعليق للدكتورة زينب أبو الفضل تقول فيه: “الله تعالى أرحم من أن يخلق مخلوقاً مكرماً عنده وهو المرأة، فقط لتكون على هذا النحو… فهل يقبل أحد على ابنته المتعلمة التي كلفته كثيراً حتى زُفت إلى زوجها، أن يكون كل همها في الحياة هو أن تلد وتطعم وتربي وتطبخ و تنطف؟
لا أظن… نحن لا ننزل من قدر ودور المرأة في بيتها، ولكنا لسنا أسيرات لا لشخص ولا لرأي ينزل من قدرنا وإن تزيّا بزي الفقه أو الدين، نحن مصابيح البيوت وسرّ سعادتها و بهجتها، نبذل ما هو فوق الواجب والحق وعن طواعية وحب، في سبيل راحة كل أفراد الأسرة، بما طبعت عليه فطرتنا من تضحية تصل إلى حدّ التفاني وإنكار الذات تماماً”.
لعماد عبد الحافظ.
حفريات_موقع حزب الحداثة.