استراتيجيات التحكّم في الشعوب.

من أحد أهم مفكري وناقدي العصر، نعوم تشومسكي، الذي أحترم وجهة نظره وطريقة سرده وجرأته، حيث إنه ممنوع من الظهور في كثير من محطات العالم. يسلط الضوء ببساطة على أصحاب السلطة والقوة، وكيف أنهم يستخدمون الإعلام لتطبيق أجنداتهم خطوة خطوة، وقطرة قطرة، ليسلك الضعفاء طريقاً ما كانوا ظانين المرور به، ليغرقوا في غياهب الجهل والتظليل. استراتيجيات عشر للتحكم في الشعوب وتحريكها كما يتم تحريك قطع الشطرنج، وزماننا خير شاهد، إليك بعضاً منها:

1 ــ سياسة الإلهاء «حافظوا على تحويل انتباه الرأي العام بعيداً عن المشاكل الحقيقية. ابق الشعب مشغولاً مشغولاً ليس له وقت للتفكير، يدور في طاحونة لا تتوقف سعياً وراء لقمة عيش، ليعود آخر اليوم وينغمس في ملهيات أخرى مع القطيع». انظر حولك لترى كمية برامج اللهو والإلهاء والفتنة، ونقص اطلاعنا على جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

2 ــ اخلق المشاكل ووفر الحل عندما يريد الأقوياء تمرير قرارات معينة، قد لا تحظى بالقبول الشعبي، يقومون بخلق أزمة أو مشكلة، ليجعلوا الشعوب نفسها تطالب بالقرارات التي يخطونها في أجنداتهم. اخلق أزمة اقتصادية ليغض الجمهور الطرف عن حقوقه الإنسانية والاجتماعية ويقبل بتردي الأوضاع بدلاً من تطويرها.

3 ــ التدرج يتم تمرير التغيرات المخطط لها قطرة قطرة.. فلا تحس بها إلا بمرور الوقت. أصبحنا الآن نمارس ونرتضي بكثير من الموبقات والكبائر والسلوكيات الخاطئة، التي مررت عبر وسائل الإعلام تحت مسميات أخرى بدأنا نرتضيها، بل وقد ندافع عنها.

4 ــ التركيز على الجانب العاطفي بدلاً من التأملي بدلاً من مخاطبة العقل لشحذ همته لرؤية المستقبل، ونقد الوضع الحالي، تتم مخاطبة المشاعر والغرائز ليتم استخدام الشعوب كأدوات لتمرير القرارات، ومن أشد هذه الأدوات فتكاً استخدام الدين والعرف الاجتماعي، فمن يشذ عن القاعدة، سيشعر بالذنب و الكفر. فأصبح فكر الشعوب فكر طفل يقاد لا راشد يفكر وينتقد و يغير.

5 ــ إبقاء العامة في حالة من الجهل والغباء تتدنى جودة التعليم المقدم للطبقات الدنيا لتتشكل فجوة بينها وبين الطبقة الراقية.

ليظل العامة جاهلين بالأدوات المحركة لهم.مقالة مثيرة تعبّر عن حال معظم دولنا العربية ومن ارتضى نظرية المؤامرة، وحال شبابنا، أغلى ثرواتنا. فهل يا ترى ستكون هناك صحوة؟

لرولا سمر.

القبس_موقع حزب الحداثة.