التفكير المتدين كنمط عابر للتيارات الحزينة العربية (٣).
في غياب التأسيس لسياق حداثة عربية خاصة بزمن عربي خاص، ستظل الانسدادات تعيق سوية الحياة في المنطقة العربية
لقد بدا الأمر كما لو أن العرب أصبحوا لا يملكون القدرة على اختبار زمن عربي يؤسس لحداثةعربية خاصة بهم (حتى الحداثات في الدول الأوربية المختلفة جرت من خلال سياقات خاصة).
وبكل تأكيد، أنّ التفكير في مشروع عربي للحداثة الذاتية يعني، بالضرورة، التفكير في نمط معرفي مشترك ومغاير لنمط الأيديولوجيا، وبالتالي سيحيل، بالضرورة أيضاً، إلى سياق عربي مشترك لامجال فيه للتمانعات التي تفرضها الأيديولوجيا بين يسار ويمين؛ لأن نتائج المعرفة لا علاقة لها بالأيديولوجيا.
وبالتأكيد، كذلك، أنه في غياب التأسيس لسياق حداثة عربية خاصة بزمن عربي خاص، ستظل الانسدادات التي تعيق سوية الحياة في المنطقة العربية مقيمةً في التمانعات، كما لو أنها ضربة لازب.
اليوم، تعيش بعض المناطق العربية زمنا سياسياً يتفسخ، باستمرار، وصولاً إلى الفوضى الشاملة التي لا يمكن الخروج منها إلا باستفاقة نظام الدولةالعربية من توهم إمكانية استمرار الوضع، على ما هو عليه وكيفما اتفق، إلى ما لانهاية! فذلك النمط المدمر من التفكير “المتدين” للنخب الفكريةوالسياسية، وممارسات الأنظمة العربية وصل اليوم إلى الجدار الأخير الذي ليس بعده إلا الفوضى الشاملة!؟
ذات مرة كتب الكاتب السوري ياسين الحاج صالح مقالاً مخيفاً في العام 2002 بعنوان “الانحلال حلاًّ” ويبدو أن مساراً شبيهاً كالذي تنبأ به ياسين الحاج صالح، سيكون، في ظل هذه التمانعات التي تحكم سقف الحياة العربية المعاصرة!؟
لمحمد جميل أحمد.
حفريات-موقع حدب الحداثة.