اصلاح ديني

متطلبات الإصلاح.. ما الذي ساهم بتفوق بعض الأنظمة التعليمية؟(٢).

خصائص بعض الأنظمة المتفوقةكما قلنا سابقاً، فقد تفاوتت بل اختلفت خصائص الأنظمة التعليمية المتفوقة، ففي سنغافورة تم التركيز على إصلاحات سريعة في استئجار معلمين متفوقين، وإعداد كتب دراسية وبناء مدارس عديدة في فترة سريعة. و كان شعار النظام السنغافوري حينها: درّس أقل، وعلّم أكثر، بالإضافة لشعار: مدارس مفكرة تساعد أمة متعلمة. كما زادت سنغافورة من الإنفاق على التعليم ليصل إلى 20% من الإنفاق الحكومي.

ركزت الحكومة الكندية على زيادة رواتب المعلمين حيث تبين وجود علاقة إيجابية بين زيادة الرواتب وتحصيل الطلبة

وفي إستونيا تميز تفوق طلابها من خلال انخفاض نسبة من حصلوا على درجات دنيا، فقد حصل 96% من طلابها على درجات جيدة، بينما كانت نسبة الطلبة الأضعف لا تتعدى 4% فقط، وهي من أفضل النسب في جميع الدول.ركزت إستونيا في إصلاحاتها على اللامركزية، وإعطاء دور للمدارس في اختيار المناهج والمعلمين، كما قلصت عدد الطلبة في الفصل الواحد.وفي كندا، كان الطلبة قد أعلنوا أنّهم يدرسون من أجل المتعة، كما ركزت الحكومة الكندية على زيادة رواتب المعلمين، حيث تبين وجود علاقة إيجابية بين زيادة الرواتب، وتحصيل الطلبة.

وفي فنلندا، قلّص النظام التعليمي من فترة الدراسة اليومية، وقللت الواجبات إلى أدنى حد. وكان اهتمام النظام مركزاً على تطوير مهنة التدريس، بما يجعل للمعلم مكانة اجتماعية مرموقة، فقامت بجذب عناصر جيدة للتدريس، وأعطتهم استقلالية في القرار، بالإضافة إلى أنّها زودت الطلبة بوجبة ساخنة يومياً.أما في مدينة شنغهاي، فقد التزم النظام التعليمي بمقولة: كل طالب يستطيع الوصول إلى درجة مقبولة من النجاح، وبذلك ألغت تصنيفات الطلبة، وتوزيعهم حسب قدراتهم.وسعى النظام التعليمي إلى جذب معلمين أكفاء، وكان تركيزهم على الواجبات الطويلة مما حفز الأهالي على تسجيل أبنائهم في دروس خاصة خارج المدرسة.

وهكذا نلاحظ تضارب بعض الإصلاحات في مجال التعليم، ولكنها جميعاً ركزت على وجود المعلم الجيد والمعلم المستقل. ومن وجهة نظري، إنّ ما يجمع هذه الأنظمة كلها هو: الإرادة السياسية في إحداث الإصلاح التعليمي، بدءاً بإصلاح المعلمين.

لذوقان عبيدات.

حفريات_موقع حزب الحداثة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate