اصلاح ديني

أتباع الأديان إذ يحوّلون الإيمان إلى عصبيات (٢).

وينظم المجال العام استناداً إلى الإنسان نفسه بما هو كائن حر عاقل قادر على معرفة وتمييز الخطأ والصواب والضرر والنفع والقبيح والحسن، وأما المعالجات العلمية العقلية والمنطقية للدين فهي علوم ومعارف إنسانية وليست ديناً، ولا يشغلها صحة الدين أي دين أو عدم صحته، لكن يشغلها الدين كمكون ثقافي واجتماعي يساهم في تكوين الفضاء العام ويوثر في السلوك والفكر والثقافة والفنون والحياة بعامة.
ليس متقبلاً بالطبع ازدراء دين من الأديان أو معتقد من المعتقدات، لكنّ المصادر الدينية لا تقتصر على كونها دليلاً اعتقادياً مقدساً، بل تصلح للمعرفة والاستشهاد، وفي ذلك فإنها عمليات معرفية ليست مقدسة وليست أيضاً محرمة على التدبر والتعلم في فضاءات إنسانية، ولا يجعل ذلك من الدين موضعاً للازدراء، وقد يستشهد بالقرآن الكريم والسنة النبوية ومصادر وكتب التراث الإسلامي بعامة كالسيرة والتفسير والفقه وعلم الكلام استشهاداً معرفياً ولغوياً وليس دينياً، بمعنى الاستدلال على التاريخ واللغة والثقافة والأفكار الاجتماعية والحياتية والأحداث والأماكن، الاستشهاد اللغوي شائع كثيراً ومتداول لكن الاستشهاد المعرفي ما يزال محدوداً.

إنّ الاستشهاد المعرفي ليس ديناً وليس جدلاً دينياً؛ فالقرآن أو الأحاديث تكون هنا مصدراً أو دليلاً معرفياً، ولا يمس ذلك الأفكار الدينية تأييداً أو نقضاً أو حتى جدلاً ومناقشة.
على سبيل المثال يمكن ملاحظة اتجاهات في أسلوب الحياة من القصص القرآنية، كما يمكن الربط بأحداث ومعارف تاريخية، وكذا في العمل والتجارة واللباس والحضارة والثقافة، وهذا كله ليس ديناً وليس ضد الدين.

لابراهيم غرايبة.

حفريات-موقع حزب الحداثة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate