اصلاح ديني

ما هي أبرز التحولات الدينية التي رافقت التطور التكنولوجي(٢).

الشبكية والدين
رغم أنّ الدين استعادة للماضي، والشبكية نظرة إلى المستقبل، إلّا أنّ الأول حاضر في الثانية بقوة، وكما كانت الكنيسة مؤثرة بفعالية في حركات النهضة والتعليم، التي سبقت وصاحبت الثورة الصناعية، فإنّ الدين في جميع أنحاء العالم يشارك على نحو مؤثر في التفاعلات الجارية مع العولمة والشبكية، ويمكن الملاحظة بوضوح كيف تؤدي الشبكة دوراً دينياً واسعاً ومؤثراً، كما أنّها أتاحت المجال واسعاً للعمل والتأثير الديني المستقل عن المؤسسات والجماعات الدينية.
وتُظهر الشبكة كيف تشكلت علاقات واسعة وممتدة في مجتمعات الإيمان، تشجع الناس على التطوع والمشاركة السياسية، والتصويت في الانتخابات، والتبرع، وتؤشر الدراسات والتقارير إلى صعود بوذية الزن في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، ونمو انتشار المسيحية في الهند وكوريا.

وتجتذب الاتجاهات، والجماعات، والمؤسسات، والطوائف الدينية الجديدة مجموعات من المهمشين اقتصادياً واجتماعياً، كما تجتذب ذوي المكانة المتقدمة اقتصادياً واجتماعياً، ففي الولايات المتحدة تجتذب اتجاهات وجماعات الزن والمورمون، أتباعاً جدداً ذوي مستويات تعليمية متقدمة، لكن في الصين تجتذب المسيحية الإنجيلية نخباً اجتماعية واقتصادية. ويمكن تفسير ذلك ببساطة بأنّ الانضمام إلى اتجاه ديني جديد مستمد أساساً من تقدم معرفي واهتمام عميق بالعالم، وبالثقافات والأفكار الجديدة.

ومن الظواهر الجديدة التي تُقدّمها وسائل الإعلام والدراسات، اجتماع أعداد من أتباع الأديان المختلفة في مكان واحد وأداء صلوات جماعية مختلفة، كلّ حسب الدين الذي يتبعه، تعبيراً عن التضامن الديني أو لأجل الصلاة والدعاء للمصابين والضحايا وقد حدث ذلك في دول كثيرة.

وفي موقع للكنيسة الميثودية كتب “رايان دان”؛ الذي يُعرّفه الموقع بأنّه شماس مرسوم في الكنيسة الميثودية المتحدة، ووزير المشاركة عبر الإنترنت للاتصالات المتحدة الميثودية، يحب استكشاف مساحة الوزارة في المجال الرقمي ويمكن العثور عليه على موقع “تويتر” و”إنستغرام”؛ “إنّ الناس يبحثون عن مجتمع، ويتطلع الشباب إلى الكنيسة لتساعدهم في فرص جديدة للمشاركة الإيجابية في المجتمع. وصارت بعض الكنائس تقدم العشاء مع الصلاة، ويبحث البعض عن التوجيه والإرشاد الروحي، ويجدون في ذلك عوناً للصحة النفسية والجسدية”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate