ما هي أبرز التحولات الدينية التي رافقت التطور التكنولوجي؟(١).
تؤشر الحالة الاجتماعية الثقافية التي تتشكل إلى ظاهرة ذات جانبين متضادين، كأنّهما ظاهرتان، هما؛ صعود قيم التدين الروحية والفردية، وصعود قيم التطرف والكراهية المستندة إلى الدين، وبالطبع فإنّ الظاهرة الثانية واضحة وتشغل العالم كثيراً، لكنّ الظاهرة الأولى، رغم قوتها وانتشارها فإنّها ليست صاخبة ولا تبدو واضحة أو مؤثرة، إلّا أنّ الدراسات والتقارير والملاحظات العيانية تُظهر الإقبال الكبير للشباب على الاتجاهات الروحية مثل؛ التصوف واليوغا والتأمل، كما قيم التسامح والاعتدال والعيش المشترك والتنوع والتعددية والثقة، بل وينظر إليها الكثير من المفكرين والباحثين، مثل؛ “ميشيل فوكو”، على أنّها القيم العليا والمؤسسة للحضارة الإنسانية في المرحلة القادمة.
بدأت السينما العالمية تُقدم أفلاماً، لقيت نجاحاً وإقبالاً كبيرين، تكرس مفاهيم السلام والارتقاء الروحي
لقد رافقت التحولات الاقتصادية والتقنية على الدوام تحولات دينية؛ حيث ظهرت الإنجيلية البروتستانتية مع ظهور المطبعة، وفي القرن التاسع عشر؛ رافق التقدم العلمي والصناعي ظهور حركات دينية جديدة؛ كالميثودية وشهود يهوه والمورمونية والراستافارية، التي ظهرت في عالم المسيحية، وشهد عالم الإسلام، ظهور القاديانية والبهائية والبابية وأمة الإسلام والجماعات الإسلامية السياسية المنظمة، كما ظهرت هاري كريشنا في عالم الهندوسية، وفي التفاعل الهندوسي الإسلامي؛ ظهرت السيخية، وفي اليهودية ظهرت القابالاه والمسيانية، وظهرت التنزيكورية في اليابان.
لابراهيم غرايبة.
حفريات-موقع حزب الحداثة.