مفهوم السياسة في الفلسفة.
مفهوم السياسة في الفلسفة يوجد لمفهوم الفلسفة العديد من التعريفات المختلفة والتي يمكن النظر إليها من وجهات نظر مختلفة لما هو متعارف عليه في شتى العلوم، ويمكن القول بأن مفهوم السياسة له أيضًا العديد من التعريفات التي تختلف تبعًا للعلوم الطبيعية الأخرى، إذ تُعرف السياسة في الفلسفة بأنها علم النظام المثالي أو العقيدة التي يجب على الحكومة أن تحرص على دمجها في الحكم، وعادة ما يُطبق ذلك عبر الأحزاب السياسية ودورها الفاعل على أرض الواقع، كما أنها ليست أسلوب عمل سياسي وإنما انعكاسًا لتعددية الحكومات، وتعد السياسية فلسفيًا مفهومًا مركزيًا تم اشتقاقه من الحضارة اليونانية، وهي باختصار علم حكم المدينة. والفلسفة السياسية هي فرع من فروع الفلسفة الذي يهتم تجريديًا بالمفاهيم والحجج المتضمنة في الرأي السياسي، بل إن المصطلح السياسي بحد ذاته أحد أهم المشاكل للفلسفة السياسية، وإذا أردنا الحديث بشكل عام عن السياسة في الفلسفة، فإنه يمكن للمرء أن يصف المؤسسات المعنية والممارسات الحكومية بأنها سياسية، وتتمثل المشكلة المركزية لتلك الفلسفة في كيفية نشر السلطة العامة أو الحد منها من أجل تحسين نوع الحياة البشرية، كما أن الفلسفة السياسية مشروطة بالبيئة ونطاق محدودية العقل كما أنها تعكس الإجابات التي قدمها الفلاسفة السياسيون .
تاريخ الفلسفة السياسية على عكس ما تتوقع، فإن الفلسفة السياسية قديمة جدًا، إذ إنها عرفت لدى العديد من الأمم والحضارات منذ مئات السنين، وفيما يلي سنتتبع تاريخها على مر العصور: انطلقت الفلسفة السياسية بدايةً من الحضارة اليونانية على يد العديد من الفلاسفة المعروفين، وكان مفهوم (الدولة المدينة) هو الأكثر ظهورًا على المستوى السياسي في شكل الحُكم. اتسعت الفلسفة السياسية إذ إنها ربطت الأفراد بإمبراطورية عالمية كما في الحضارة الصينية قديمًا مع الحفاظ على الإلهام اليوناني فيها، قبل أن يشتق الفلاسفة الرومانيون ذلك المفهوم ويعيدوا تفسيره من جديد، بالإضافة إلى ظهور بعض المفاهيم الجديدة المرتبطة بالعدالة السياسية والقانون آنذاك. تغيرت الفلسفة السياسية بعمق في القرن 413، إذ كانت الإمبراطورية المسيحية تتعرض للهجوم من القبائل الجرمانية مما جعلها تبدل فلسفتها بناءً على ذلك إذ عَمِلَت على تقسيم الحكم بين الدولة والكنيسة. على الرغم من تدهور الفكر في العصور الوسطى إلا أن الفلسفة السياسية تبلورت بشكل مختلف لتضع عددًا من القوانين الجديدة كالقانون الروماني، وكذلك تكوين عدد من اللجان الحقوقية للعاملين. في القرن الثامن عشر كانت إيطاليا أول من علمنت الفلسفة السياسية، وكان الفيلسفوف الإيطالي ميكافيللي أول من لفت الأنظارإلى ذلك، إذ بدا تصوره جليًا من خلال الصراع على السلطة في عصر النهضة. تطورت الفلسفة في القرن التاسع عشر ليظهر مفهوم النفعية للفكر السياسي الفلسفي وهي العقيدة القائلة بأن تصرفات الحكومة يجب أن يُحكم عليها من خلال تعزيزها، وكان الفيلسوف ورجل القانون جيرمي بينثام صاحب تلك النظرية. تغيرت النظرة للسياسة في القرن العشرين بعد فشل النظام العالمي الجديد من الخروج من الحروب والصراعات القائمة بين البلدان والمدن، وذلك بسبب ظهور الرأسمالية وتراجع دور المعتقد الديني في الحكم. ما الفرق بين الفلسفة السياسية وعلم السياسة؟ قد يختلط عليكَ مصطلحي الفلسفة السياسية وعلم السياسة، وذلك للتقارب الكبير والتشابه بينهما، ولكننا سنساعدك فيما يلي على التفرقة بينهما من خلال النقاط التالية: نقاط التشابه بين الفلسفة السياسية وعلم السياسة كانت العلوم السياسية تُسمى قديمًا بالفلسفة السياسية، مما يعني أن العلوم السياسية اُشتقت من الفلسفة الأكثر قدمًا. يمكن القول أن دراسة الفلسفة السياسية أصبحت اليوم جزءًا من دراسة اختصاص العلوم السياسية، إذ يستخدم كل منهما لمعرفة الآخر. توفر الفلسفة السياسية القدرة على معرفة ماهية السلوك البشري المثالي في العلوم السياسية، بالإضافة إلى معرفة القوانين السياسية، والخير والشر في النظرية السياسية، ونظرية المؤسسة الاجتماعية السياسية، والقرارات الحكومية الصحيحة والخاطئة. تدرس الفلسفة السياسية السلوك السياسي المثالي والمؤسسات السياسية المثالية والقيم السياسية الجيدة، والأيديولوجيات السياسية الفردية الليبرالية والشيوعية والاشتراكية وسواها، وذلك يعد جزءًا من العلوم السياسية. نقاط الاختلاف بين الفلسفة السياسية وعلم السياسة تعد الفلسفة السياسية موضوع دراسة أوسع بكثير من العلوم السياسية، إذ إنه ينطوي على دراسة المُثل والقيم والسلوك البشري بكل أبعاده الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية والتربوية والدينية وغيرها، كما تصف الفلسفة القيم العالمية لكافة البشر. تدرس العلوم السياسية القيم السياسية والحقائق أي ما هو موجود بالفعل ويتم ملاحظته، وكذلك القيم السياسية الخاصة بكل مجتمع من المجتمعات أو حالة على وجه الخصوص، وفي العصر الحالي يتم التعامل مع العلوم السياسية على أنها علم بحت لا فلسفة. تقوم العلوم السياسية بناءً على دراسة معيارية لكافة المفاهيم كالدولة والحكومة والأمة والعلاقات السياسية وجميع المؤسسات السياسية وكذلك علاقات القوة في المجتمع. تجيب العلوم السياسية عن مجموعة من الأسئلة مثل؛ ما هي الدولة الأفضل؟، وما أفضل السياسات والقوانين؟، وماهية الإصلاحات السياسية التي ينبغي للدولة أن تُدخلها؟، وما القوانين التي ينبغي للدولة أن تفعلها أو التي يجب أن تحذفها؟ وغيرها من الأسئلة. قد يُهِمُّكَ: أبرز الفلاسفة السياسيين برزت العديد من أسماء الفلاسفة السياسين على مر العصور، ممن أبدعوا في وضع النظريات والفرضيات المهمة، وفيما يلي سنتناول أبرزهم: سقراط: يعد سقراط فيلسوف يوناني ولد في عام 470 قبل الميلاد في أثينا، اليونان وكان له طريقته الخاصة في الحياة، ونظرته للشخصية البشرية والفكر، وقد اعتمد في تفكيره بشكل عميق على الفلسفة الغربية. أرسطو: وهو أيضًا فيلسوف يوناني وُلد في 384 قبل الميلاد وتوفي في 322، وهو من أعظم الشخصيات الفكرية في التاريخ الغربي، واستمرت نظرياته وكتبه تُدرس فيما بعد عصر النهضة والتنوير والإصلاح. أفلاطون: يعد أفلاطون الفيلسوف اليوناني الشهير والمولود في 427 قبل الميلاد، وكان أستاذًا لأرسطو ومؤسسًا للأكاديمية، وله العديد من الأعمال والكتب الفلسفية. جون لوك: المولود في 1632م وهو الفيلسوف الإنجليزي المشهور بعدد من الأعمال التجريبية الفلسفية الحديثة والليبرالية السياسية، وكان تفكيره قريبًا من تفكير مؤسسي العلم الحديث مثل روبرت نويل وإسحاق نيوتن وغيرهم. جان جاك روسو: المولود في عام 1712م ، وهو فيلسوف وكاتب ومنظر وسياسي سويسري، وله العديد من الأطروحات والروايات التي كانت بمثابة عنصر إلهام للثورة الفرنسية وقادتها. ديفيد هيوم: المولود في 1711م وهو فيلسوف ومؤرخ وكاتب وسياسي واقتصادي اسكتلندي معروف بتجربته الفلسفية عن الشك على وجه الخصوص. نيكولا ميكافيلي: المولود في 1469م، وهو فيلسوف وسياسي إيطالي، ويعد كتابه (الأمير) من أشهر الأعمال الفلسفية سياسيًا.لهبة الجندي.
حياتك- موقع حزب الحداثة.
