اصلاح ديني

هل تتغذى الإسلاموفوبيا في كندا على الممارسات الغريبة لبعض المسلمين؟(١)

لن يمتزج الإسلام والمسيحية على هذه الأرض، هؤلاء القوم قد يقتلوننا”؛ كلمات واجه بها مواطن كندي رئيس وزراء بلاده، جستن ترودو، أثناء جولة للترويج لبرامج الحزب الليبرالي في المقاطعات الكندية، وقد حاول الرئيس ترودو، في معرض ردّه على مخاوف هذا المواطن وللتهدئة من روعه، أن يذكّر المحتشدين في ذلك الملعب الرياضي؛ بأنّ “تاريخ كندا قائم على موجات متتابعة من شعوب، وأمم تنحدر من أعراق شتى، وتدين بمعتقدات كثيرة، لكنّ بوتقة الوطن تصهر كلّ تلك الاختلافات في نسيج واحد”.

ويشاهد الكنديون من غير المسلمين ويسمعون يومياً أخباراً عن عمليات فظيعة يقوم بها بعض المتطرفون المسلمين حول العالم ولا يشاطرون الرئيس الكندي تطميناته هذه ولا يلقون لها بالاً. وقد صرّح بذلك علانية الكاتب الكندي الشهير “ميتش وولف” في مقال نشره موقع “كندا فري برس” قال فيه إنّ “تقرّب جستن ترودو من بعض المتطرفين من مسلمي كندا لن يعود بالخير على البلاد وسيعجل بسقوط ترودو والليبراليين”.

وتتعرض شريحة واسعة من المواطنين الكنديين لترويج منظم ومستمر من أحزاب ومنظمات يمينية، تستخدم المسلمين المسالمين ودينهم، أداة للفوز في الانتخابات المقبلة هذا العام، ولدحر الأحزاب الليبرالية والديمقراطية التي تناصر اللاجئين والأقليات الدينية والعرقية في المجتمع الكندي. وقد شكلت هذه التيارات خوفاً وخشية من الأقلية المسلمة الكندية.
وتعود جذور الإسلاموفوبيا في كندا، وهي “رهاب الإسلام أو الخوف من المسلمين”، إلى عقديْ السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، مع موجات هجرة كثير من المسلمين إلى بلاد شجرة القيقب.

وكان ذلك التوجّس والحذر، عندما ظهر قادمون جدد بملابس غير أوروبية، وبملامح مختلفة، وبطقوس وأماكن عبادة متباينة عما اعتاد عليه أجدادهم من المسيحيين، وكان للحياة الاجتماعية للمسلمين التي تحكمها قوانين دينية صارمة، خاصة بالنسبة إلى المرأة، أثر متحفظ تجاه المسلمين من قبل مجتمع قطع شوطاً طويلاً في مجال الحريات الاجتماعية، وكان يعيش فترة ما بعد الثورة الجنسية التي انفجرت في الغرب في العقد الثاني من القرن العشرين.

لمحمد الزبيدي.

حفريات- موقع حزب الحداثة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate