اصلاح ديني

الذئاب المنفردة: هل هو إرهاب عشوائي بالفعل؟(٤).

لا بدّ من التمييز بين تاريخ نشأة المصطلح من جهة وانتشار الفكرة قبل شيوع المصطلحات وصكّها

الإرهاب العشوائي، حتى إن نادت به جماعات راديكالية، إلا أنّها لا تخصّ جماعاتها به، أو كما جاء، بحسب أبي مصعب السوري، في كتاب “المقاومة الإسلامية العالمية”؛ إنّ تطبيق الحسبة والجهاد ليس حزباً ولا دستوراً ولا جماعة، وإنما دعوة مفتوحة لجموع المسلمين.
تحثّ التنظيمات الجهادية المعاصرة الأمة على “تغيير المنكر باليد”، نسبة إلى الحديث النبوي الذي رواه الصحابي أبو سعيد الخدري، وفيه جاء أنّ تغيير المنكر باليد هو أقوى الإيمان وبالقلب هو أضعفه، ويعدّ هذا جزءاً من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو “الحسبة الشرعية”.
قد يبدو مصطلح المنكر مبهماً في التاريخ المعاصر، خاصة أنّ المنكر يحمل طابعاً ماضوياً لا يتماشى بالضرورة مع التطور التشريعي، النسبي، في التاريخ الحديث والمعاصر.
كما يستندون إلى فكرة دعوة جموع المسلمين إلى الجهاد الفردي على نظرية تأثير “الدومينو”(Domino Effect) ؛ أي التأثير التراتبي وإحداث حالة من العدوى الجهادية المنفردة.
حتى إن لم يستخدم هذا المصطلح “تأثير الدومينو” من قبل الجماعات الجهادية، إلا أنّ الفكرة تظل هي محور الدعوة إلى الجهاد العشوائي وما يتبعه من محاكاه فردية غير قابلة للرصد مما ينهك القوى النظامية في تتبعها.
استهداف الكنائس، أو منع بنائها، بعد منح الدولة ترخيص بنائها، أو التعرض الجسدي للفتيات غير المحجبات في الطريق العام، أو تطبيق الحدود على من يحسبوه مرتداً، قد يقع في إطار التنظيم الجهادي الممنهج، وقد يقع على يد الأفراد المتشبعين بالفكر الجهادي بدون الانتماء إلى التنظيمات. 
داعش وذئابه المنفردة
في العام 2017؛ قام تنظيم داعش بتوزيع خطبة صلاة الجمعة مطبوعة في مدينة قضاء الحويجة في محافظة كركوك بالعراق، وجاء فيها أنّ التنظيم سيحذو حذو “الخيل المسوّمة”، والخيل المسوّمة؛ هو المصطلح البديل الذي اختاره داعش، بدل مصطلح “الذئاب المنفردة”.

لرباب كمال.

حفريات- موقع حزب الحداثة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate