على وقع تصاعد المخاوف الدولية من أزمة غذاء عالمية، قد تتفاقم خلال الأشهر المقبلة بسبب النقص الحاصل في توريد الحبوب من أوكرانيا جراء عمليات القتال المستمر بين القوات الروسية والأوكرانية، فضلا عن سيطرة الروس على البحر الأسود الذي تطل عليه الموانئ الأوكرانية، التي تصدر عبرها معظم محاصيل البلاد، عاد الاقتراح الفرنسي إلى الضوء.
فقد أعلنت باريس سابقا أنها تسعى إلى “فك الحصار الروسي” عن ميناء أوديسا، وأعادت أمس إحياء اقتراحها هذا مذكرة بآليته.
ما هي شروطه؟
أما شروط أو مقومات هذا الاقتراح، فكشفه مسؤول في قصر الإليزيه أمس، وفق ما نقلت فرانس برس.
إذ أشار إلى دور مهم ستلعبه الأمم المتحدة في هذا الملف، عبر ضمان سلامة الوصول إلى أوديسا، (بضمانات ربما من الجانب الفرنسي).
هذا بالإضافة إلى تولي ممثلي الأمم المتحدة على الأرض أو المنظمات العاملة تحت جناحها، إصدار تفويض لتفتيش السفن المتّجهة إلى الميناء.
ومن ثم استشراف دول الوكالات الأممية من خلال مبادرة “فارم” في توزيع محاصيل الحبوب بشروط مقبولة لمن يحتاجون إليها.
وتهدف مبادرة “فارم” التي أطلقتها دول الاتحاد الأوروبي في مارس الماضي، إلى الحفاظ على الإمدادات الغذائية في العالم متاحة بأسعار معقولة عبر جعل الأسواق الزراعية أكثر كفاءة ودعم الإنتاج في أوكرانيا رغم النزاع، وكذلك في البلدان الأكثر عرضة للخطر.
وعد بوتين
تتمسك موسكو بشرط نزع الألغام التي وضعتها كييف في البحر الأسود لتطويق ميناء أوديسا ومنع تقدم القوات الروسية من الجنوب، مؤكدة أن هذا ما يعيق خروج السفن ودخولها، ويمنع إخراج الحبوب.
لكن للحكومة الأوكرانية رأي آخر ومخاوف كبرى كشفها قبل أسبوع الرئيس السنغالي ورئيس الاتحاد الإفريقي ماكي سال، الذي التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو.
فقد أكد له سيد الكرملين أنه لن يهاجم أوديسا إذا ما نزعت الألغام.
بوتين قطع وعداً بأنه لن يدخل المدينة الجنوبية، لكن كييف لا تزال متوجسة ورافضة
فيما شدد سال على أن “بوتين قطع وعداً بأنه لن يدخل المدينة الجنوبية”، لكن كييف لا تزال متوجسة ورافضة.
بدورها اقترحت تركيا قبل أيام على موسكو خطة لإزالة الألغام البحرية، إلا أن الكرملين عاد وأكد أمس يوم الخميس الماضي (9 يونيو) أنه لم يتفق مع الأتراك بعد حول أزمة تصدير الحبوب الأوكرانية.
أكبر ميناء أوكراني
يشار إلى أن ميناء أوديسا يعد أكبر ميناء أوكراني، وأحد أكبر المواني في حوض البحر الأسود.
ومنذ انطلاق العملية العسكرية الروسية على أراضي الجارة الغربية، في 24 فبراير الماضي، تعرقلت سلسلة توريد الحبوب عالميا مما زاد المخاف لاسيما في بعض دول الشرق الأوسط وإفريقيا من أزمة غذاء حادة، لاسيما أن روسيا وأوكرانيا تنتجان 30% من إمدادات القمح العالمية.
فجي حين ارتفعت أسعار الحبوب في العالم، لاسيما في الدول الإفريقية الأكثر فقرا.