اصلاح ديني

تهديدات هجينة وإرهاب: أزمة الساحل الأفريقي تتعمق.. هل من حلول؟(٤)

ووفق الدراسة، يغذي الإرهاب والحرب الهجينة في منطقة الساحل، والتفاوتات الأفقية، والفقر المدقع، وتغير المناخ، تصاعد الإرهاب بشكل أكبر، وخاصة عندما يحدث ذلك في سياق ضعف الدولة. والواقع أنّ عدم قدرة الدولة على تولي وظائفها السيادية يوفر بيئة مواتية لانتشار الإرهاب.

ويتمثل الدافع الرئيسي للإرهاب في المنطقة في سهولة تداول الأفكار، وخاصة على طول محاور الضعف. ومن خلال الاستفادة من سهولة اختراق الحدود واتساع المساحة الجغرافية، قامت مجموعات إرهابية، مثل تنظيم داعش في الصحراء الكبرى ونصرة الإسلام والمسلمين وبوكو حرام، بالتمدد والانتشار في منطقة الساحل وحول حوض بحيرة تشاد، بحسب الباحث.

بالإضافة إلى ذلك، وفي سياق إضفاء الطابع الديمقراطي على التقنيات الجديدة لصالح تسارع وتيرة العولمة، وفق الدراسة، فإنّ “هذه الحركات الإرهابية يمكن أن تنشر بسهولة إيديولوجياتها وتروّج لدعايتها بقوة، ومن المفارقات أنّهم لا يفوّتون أبداً أيّ فرصة للهجوم على ظاهرة العولمة نفسها، حيث يقدمونها على أنّها الصورة الرمزية البغيضة للغرب”.

مصطلح التهديدات الهجينة يُعبّر عن مفهوم شامل، بحيث يجمع العديد من الأنواع المختلفة من الأنشطة القسرية والتخريبية، التي تستخدمها الجهات الفاعلة لتحقيق أهداف محددة بدون إعلان حالة الحرب بصورة رسمية

ويخلص الباحث إلى أنّه في حين أنّ المقاربات العسكرية هي التي صاغت النموذج الحالي في مواجهة التهديدات الإرهابية والتهديدات الهجينة في منطقة الساحل الأفريقي، فقد ثبت أنّ بعض التحديات تُعدّ أكثر تعقيداً وصعوبة من غيرها.

ويتابع في خاتمة الدراسة أنّه “بالرغم من التغييرات الواضحة في بيئة الأمن الدولي، التي ابتعدت عن عصر الثنائية القطبية المستقر بفعل وجود قوتين عظميين يواجه بعضها بعضاً، طبقاً لقواعد الحرب الباردة، فإنّ العالم المتعدد الأقطاب الناشئ يواجه مزيداً من عدم الاستقرار والصراعات داخل الدول على نطاق محدود”.

ويضيف: “أظهر هذا المقال أنّ مصطلح “التهديدات الهجينة” يصوغ إطاراً يشتمل على العديد من العوامل المزعزعة للاستقرار، التي تفرض العديد من التحديات على البنية الأمنية للمنطقة”.

لرشا عمار.

حفريات- موقع حزب الحداثة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate