اصلاح دينيالمرأة

علاقة النساء بالإرهاب: ضحايا الحب المفخخ(٢).

يتطرق الكتاب الصادر عن دار مسكلياني لمشاركة النساء في عمليات إرهابية عبر العالم وانضمامهن إلى تنظيمات إرهابية

اهتمت آمال قرامي في كتابها الجديد بتحليل سير النساء والفتيات وشهاداتهن، بتحليل عينة واسعة من النسوة اللاتي انتمين إلى الفئات الثلاث المشار إليها سابقاً، فنظرت في الأسباب العميقة لهذه الظاهرة اللافتة، وفي بنية العلاقات الجندرية وأشكال توزيع السلطة وبناء الهويات وأنماط الخطابات، وأثر التحولات الطارئة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وفكرياً في حيوات النساء ورؤيتهن لذواتهن وأدوارهن.

ولم يفت الكاتبة نقد البناء النظري النسوي الغربي، الذي تناول مشاركة النساء في التطرفالعنيف بالتفكيك. كما أنّها انتقدت مراكز البحث العربية وعدداً من البحّاثة العرب الذين بقوا أسيري النسق التنميطي، وظلوا تحت هيمنة النظام الجندري. ونظراً إلى أنّ الكاتبة أكاديمية وناشطة حقوقية، فقد كشفت النقاب عن توظيف عديد الجمعيات للملف الإرهابي دون تسلح بالزاد المعرفي المطلوب.

جهد نظري وتطبيقي

لم تكتف الباحثة بالجانب النظري التأصيلي للمسألة، بل ذهبت بعيداً إلى ما هو تطبيقي، بين دراسة الإرهاب في الغرب وطرق معالجته في العالم العربي، وتعاونت من أجل تحقيق ذلك مع الصحفية التونسية منية العرفاوي، في مغامرة ترصد الإرهاب المغاربي وتركز على وضع التونسيات تحديداً، محاولة تقديم إجابة عن سؤال محيّر محرج: لِمَ تترك التونسيات فضاء وفر للنساء ترسانة من الحقوق، ويرغبن في العيش تحت أحكام الدولة الإسلامية؟

تحاول الكاتبة في 540 صفحة مقاربة الظاهرة في سبعة فصول هي: دراسات الإرهاب والجندرة – جندرة “القتال/ الجهاد/الإرهاب”- فتنة التنظيم والجماعة أو “في دواعي الانتماء” – أدوار الفتيات والنساء داخل الجماعات المتطرفة والإرهابية- الإرهابيات المغاربيات “دراسة بورتريهات”- في علاقة الأسر بالإرهاب: آلام ومعاناة ووجع – الإرهاب وتشكيل الهويات.

وقد جاء الفصلان الأخيران بإمضاء الصحفية منية العرفاوي ليكون الكتاب جمعاً بين صوتين: صوت الأكاديمية الجامعية وما يفرضه موقعها من صرامة في المنهج وعمق في التحليل، وصوت الصحافية التي عاينت حقائق ووقائع كثيرة من خلال لقاءات مباشرة بنساء كثيرات ضمن دائرة الإرهاب.

لعيسى جابلي.

حفريات- موقع حزب الحداثة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate