اصلاح دينيالمرأة

النسائية الجهادية.. هل هي حقاً ظاهرة عابرة؟(٢).

المرأة ما تزال أداة في مختلف أدوارها؛ للحفاظ على النوع، أو للقتل والتفجير، أو لتأدية خدمات لوجستية

رغم انقلاب نظرة الإسلاميين إلى دور المرأة، إلا أنّ ذلك لم يعبّر، حتى اليوم، عن تغير في أساس هذه النظرة؛ إذ إنّ المرأة ما تزال أداة، في مختلف الأدوار الموكلة إليها، والطارئة عليها؛ أداة للحفاظ على النوع، وأداة للقتل والتفجير والتدمير، أو أداة لتأدية خدمات لوجستية، ربما أخطرها التجسس والإعلام أو الإخبار؛ فقد لجأت معظم السلطات الشمولية في غير مكان إلى توظيف النساء لتأدية هذا الدور، الذي يمكن أن يتفوقن فيه على الرجال، إضافة إلى عسكرة النساء، تحت شعار المساواة، ولا تختلف في ذلك الجماعات الإرهابية، التي تجند النساء والأطفال عن النظم والسلطات الإرهابية.

بحث في هذا الموضوع، بجهد كبير، الباحثان الأردنيان المتخصصان بقضايا الأصولية والجهادية الإسلامية: محمد أبو رمّان، وحسن أبو هنية؛ إذ تناولا في كتابهما “عاشقات الشهادة” دراسة نظرية وميدانية لمعرفة الظروف والعوامل الاجتماعية المحيطة بالنساء الجهاديات، فوجدا أنّ غالبية النساء الجهاديات حاصلات على شهادات عالية في التعليم؛ كالطبّ والهندسة والعلوم التطبيقية، والعلوم الوراثية، وأنّ معظمهنّ يتمتعنّ بوضع اقتصادي جيّد، أو لا بأس به، وقد كشف الباحثان وجود خلفية فكرية، أو هوية إسلامية، لهذه الظاهرة؛ تبدأ بالفكر الوهابي، وتنتهي بالمرأة الداعشية والمهاجرة والانتحارية، مروراً بالحركة الإخوانية “القطبية” ثم الحقبة الأفغانية، مما جعل النساء الجهاديات يعشقن الشهادة.

أحد أسباب غموض الجهادية النسائية؛ هو عدم الاهتمام بها، واعتبارها مجرد هامش للتنظيمات الجهادية

كلّ ذلك كان دليلاً على أنّ التطور التاريخي لدور النساء الجهاديات في الإسلام قد تحوّل من الدور التقليديّ الذي لعبته المرأة في الفتوحات الإسلامية؛ أي الدور اللوجوستي والتعبوي أو التحريضي، مثل شحذ همّة الرجال في المعركة، والإسعاف، وإعداد الطعام للمقاتلين، إلى العمل الإرهابي تحت ذريعة الدفاع عن الإسلام والمسلمين.

وكان تأثير الفكر الديني في النساء أقوى من الظروف السوسيولوجية المحيطة بهن، فأنصار الجهاد يرون أنّ انخراط المرأة في المعركة إذا داهمهم العدو؛ هو أحد واجباتها، ويحقّ لها الخروج من دون إذن زوجها، فحق الله أولاً، وأن الصحابيات هنّ خير مثال في الدفاع عن الدعوةالإسلامية، وخير قدوة للنسائية الجهادية.

لأنجيل الشاعر.

حفريات- موقع حزب الحداثة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate