اصلاح دينيالمرأة

النسائية الجهادية.. هل هي حقاً ظاهرة عابرة؟(١)

تتّصف ظاهرة “النسائية الجهادية” بالغموض؛ لذلك يبقى الحديث عنها شائكاً ومعقّداً، بسبب تطورها التاريخي منذ ظهور الحركات الجهادية، بدءاً بتنظيم القاعدة ووصولاً إلى تنظيم داعش؛ بل منذ نشوء جماعة الإخوان المسلمين وانتشارها.

وأحد أسباب غموض هذه الظاهرة؛ هو عدم الاهتمام بها، واعتبارها ظاهرة هامشية، طارئة وعابرة، وحسبانها مجرد هامش للتنظيمات الجهادية؛ في حين يمكن اعتبارها تعبيراً عن تغيّر نظرة الإسلاميين المتشددين إلى دور المرأة؛ فكيف انتقلت المرأة الجهادية من الدور الثانوي بصفتها “حَرَم” الرجل، وربّة المنزل، ومربية الأطفال، إلى دور يشبه دور الرجل في الجهاد، ابتداءً من الهجرة، ووصولاً إلى الانتحار، مع أنّ الجماعات الإسلامية المتشدّدة لا تعترف بحقوق متساوية للنساء والرجال؟

لم تعد حركة الجهاديات تقتصر على معارضة النسوية العالمية؛ إنما بدأت بالتمرد على الدور التقليدي للمرأة بطريقة مشوّهة

وكيف تجاوزت تلك الجماعات قواعد فقهية متعددة حتى وصلت المرأة الجهادية إلى ما وصلت إليه، ليس على صعيد المجتمعات العربية فحسب؛ إنما على صعيد المجتمعات الإسلامية في العالم؟

اكتفت وسائل الإعلام في العالم العربي بوصف جانب من جوانب الجهادية النسائية، المسمَّى “جهاد النكاح”، ولم تبحث في الدوافع النفسية والسياسية وراء ظهور تلك الحركة الغامضة، وهذا الأمر يقوم على تحيّز ذكوري يرى أنّ الرجال مسؤولون عن أفعالهم، في حين أنّ النساء؛ إما مشاركات رغماً عنهنّ، أو ضحايا.

وتعزز هذه الافتراضات الأفكار المقولبة الخاصة بالجنسانية، ونتيجة لذلك لا تعدّ النساء غالباً إرهابيات محتّمات، ولا ينظر إليهن كأفراد يشكلن خطراً، على غرار نظرائهنّ من الذكور في حال تورّطن بالإرهاب”.

لأنجيل الشاعر.

حفريات- موقع حزب الحداثة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate