رُفعت لافتات مناهضة لتواجد اللاجئين السوريين في تركيا، في بلدةٍ يترأس بلديتها عضو ينتمي لحزب يعارض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو أمر يحصل للمرة الأولى، إذ كُتبت اللافتات بحجمٍ كبير باللغة العربية كي يتمكن اللاجئون السوريون من قراءتها بسهولة، مقابل كلمات صغيرة الحجم باللغة التركية على اللافتات نفسها.
وكُتِب على واحدة من بين عدّة لافتاتٍ طرقية عبارة “لا نرغب بكم، عودوا إلى بلدكم”، في حديقة تقع في بلدة بولو الواقعة شمال غربي تركيا والتي يرأس بلديتها تانجو أوزجان الذي ينتمي لحزب المعارضة الرئيسي في البلاد وهو “الشعب الجمهوري” الذي سبق له إحالة أوزجان العام الماضي إلى اللجنة التأديبية على خلفية اتخاذه قراراتٍ عنصرية ضد اللاجئين في البلدة التي يرأّس بلديتها، وكان من بينها فرض زيادةٍ في أسعار المياه المقدّمة لمنازل اللاجئين ورفع رسوم زفافهم إلى 100 ألف ليرة تركية (ما يعادل أكثر من 6200 دولارٍ أمريكي)
.
وحملت اللافتات جميعاً اسم رئيس بلدية بولو، وظهرت فيها أخطاء إملائية باللغة العربية، لكن محتواها كان مفهوماً، فقد كُتب في واحدةٍ منها أيضاً “أنادي اللاجئين، قلتم قبل 11 عاماً أنكم أتيتم إلى بلدنا ضيوفاً، والشعب التركي يحاميكم بضيق استطاعته منذ سنوات. والآن طالت هذه الضيافة جداً، وتشاهدون الأزمة الاقتصادية في بلدنا”.
وكُتِب في اللافتة نفسها: “شبابنا بلا عمل، وتعيش العائلات تحت حدّ الجوع. بهذه الشروط لم يبق لدينا خبز ولا ماء نتشارك فيه معكم. حان وقت سفركم إلى بلدكم كما أتيتم إلى تركيا. أنتم غير مرغوبٍ بكم، فارجعوا إلى بلدكم”.
وبالتزامن مع تعليق تلك اللافتات، كشف مصدر في نقابة المحامين الأتراك من العاصمة أنقرة أن “السلطات التركية احتجزت خلال الأسبوع الحالي مئات اللاجئين السوريين والأفغان دون أن يتمكن زملاؤنا المحامون من مقابلة موكّليهم أو الاتصال بهم”.
ومع أن مئات اللاجئين المحتجزين يملكون بطاقات إقامة مؤقتة، لكن السلطات احتجزتهم بذريعة أنهم يعملون دون تراخيص، بحسب ما ذكر المصدر السابق .