اصلاح ديني

التنظيمات الجهادية في المغرب العربي.. صراع محتدم(٥).

المغرب

بينما تبدو السلطات ماضية قدماً في التضييق على إسلاميي جماعة “العدل والإحسان”؛ التي أنشأها عام 1981 الشيخ عبد السلام ياسين، الذي توفي عام 2012، والتي تعدّ جهة غير قانونية لكنها تحظى بشعبية كبيرة، لكنّ الحركة ما تزال تتخذ مسلك مقاطعة الاستحقاقات الانتخابية، وتقوم بالدعوة داخل المجتمع، كذلك من الواضح أن أولوية السلطات المغربية هي تحييد الجهاديين سواء المتواجدين على أراضيها أو هؤلاء الذين قد يعودون إليها أو العائدين، جهاديون مثل الأربعة الذين قتلوا في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وبطريقة وحشية سائحتين اسكندنافيتين؛ الدنماركية لويزا فيستراجر، والنرويجية مارين ويلاند، اللتين لقيتا مصرعهما في مرتفعات أطلس، وذلك بعد أن أقسموا الولاء داعش، وقد ألقي القبض على المتورطين الأربعة بشكل مباشر في الحادث، خلال الأيام التالية له، في مراكش، ومنذ قتل خلية إرهابية، في 2011، 17 شخصاً في هجوم نفذه انتحاري بساحة جامع الفنا، واستهدف مقهى، لم يشهد المغرب أيّة حوادث كبيرة أو مميتة كهذا.

في صيف 2017؛ ألقي القبض على 17 مغربياً عائداً في البلاد، رغم أنّ التقديرات تشير إلى عودة 200 شخص

لكن منذ ذلك الحين، نعم وقت هجمات بأسلحة بيضاء ضد سائحين في بعض المناطق، وكانت تنسب دائماً المسؤولية عنها لأشخاص غير متزنين عقلياً، فيما يطلق عليه “اللاعتداءات”.

أما من حيث النتائج؛ فقد تمكنت السلطات من تفكيك ما يقرب من 60 خلية جهادية، بين 2015، حين انطلقت (عملية حذر)، وتشكّل (المكتب المركزي للأبحاث القضائية)، في مدينة سلا، برئاسة عبد الحق الخيام، لمواجهة هذا التهديد، ونهاية 2018، أغلبها على صلة بتنظيم داعش، ويتركز عمل المكتب على ما بين ألف و500 وألفين مغربي، يعتقد أنهم سافروا إلى مناطق خاضعة لسيطرة الجهاديين، سواء في سوريا أو العراق أو ليبيا، خلال الأعوام القليلة الماضية، لكن بعيداً عن الخطر الداخلي، الذي يظهر بصورة متقطّعة مثلما حدث في نهاية العام المنصرم، من المهم إبراز ما يمكن أن نصفه بـ “الشتات” المغربي، سيما المهاجرين إلى أوروبا، وكذلك في بعض الدول العربية والإسلامية؛ فالمهاجرون المغاربة في أوروبا يتركّزون بشكل رئيس في محور إسبانيا-فرنسا-بلجيكا، وقد أظهر بعض هؤلاء الأفراد مؤشرات تطرف مثل المتورّطين في الهجوم الذي وقع في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، بالعاصمة الفرنسية باريس، وكذلك اعتداء بروكسل، في آذار (مارس) 2015، وأيضاً هجمات 17 آب (أغسطس) 2017 ببرشلونة.

وفي صيف 2017؛ ألقي القبض على 17 مغربياً عائداً في البلاد، رغم أنّ التقديرات تشير إلى عودة 200 شخص، دون التعرف إليهم أو القبض عليهم، ما يعزز الشعور بالخطر، سواء في البلد المغاربي أو إسبانيا، التي توجد بها جالية مغربية كبيرة العدد.

لعلي نوار.

حفريات- موقع حزب الحداثة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate