يبدو أن استمرار التعهدات الغربية بمواصلة دعم كييف في وجه موسكو عقب دخول العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا شهرها الثالث، سيكون “نقطة تحوّل حقيقية” في الأزمة.
فمع اتفاق عدد من الدول الغربية في الأيام الأخيرة على شحن الأسلحة الثقيلة إلى أوكرانيا، يتوقع خبراء أن تؤدي هذه الخطوة إلى عرقلة تقدم الجيش الروسي في دونباس حصراً، وذلك بحسب تقرير نشرته صحيفة “لوموند” الفرنسية.
وأضافت المعلومات بأن الدعم الغربي (أوروربي أميركي)، بدأ أولاً عبر إرسال الوقود ومعدات الحماية والذخيرة والأسلحة المضادة للدبابات والمضادة للطائرات، إلا أنه تحوّل في الأيام الأخيرة ليصبح معدات هجومية كمدافع هاوتزر ودبابات وعربات مدرعة ومروحيات.
“قفزة نوعية”
كما اعتبر التقرير أن هناك “قفزة نوعية” بخطة الغرب تجاه أوكرانيا، تهدف إلى استعادة قدرات كييف بعد المرحلة الأولى التي تكبدت فيها خسائر كبيرة على مختلف الجبهات وفي مختلف المجالات.
والغرض منها أيضاً تزويد القوات الأوكرانية بوسائل صد الهجوم الروسي في دونباس من أجل كسب الحرب في نهاية المطاف.
إلى ذلك، اعتبر مختصون أن التحدّي الغربي اليوم يكمن بدعم كييف للتصدي للروس وتجنّب انهيارهم الحقيقي.
تركيز روسي على الشرق ودعم غربي ثقيل
وأتت هذه التطورات بعدما ركّزت روسيا في الأسابيع الأخيرة على الشرق الأوكراني لإحكام قبضتها على منطقة دونباس بأكملها، وحرمان أوكرانيا بشكل دائم من وصولها إلى بحر آزوف.
وكانت بريطانيا دعت إلى زيادة شحنات الأسلحة الثقيلة إلى أوكرانيا وتسليمها طائرات، مؤكدة أن الوقت يتطلب “شجاعة” في مواجهة روسيا التي تنفذ عملية عسكرية في أراضي جارتها منذ أكثر من شهرين.
كما قالت لندن إنه يجب الاستعداد لحرب طويلة، مع مضاعفة الدعم لكييف من “الأسلحة الثقيلة والدبابات والطائرات واستخدام كل ما هو موجود لدينا وتكثيف الإنتاج”.
بدوره أقرّ البرلمان الألماني، اليوم الخميس، اقتراحا بإمداد السلطات الأوكرانية بأسلحة ثقيلة.
في حين أعلنت كل من هولندا وإستونيا وجمهورية التشيك وفرنسا والولايات المتحدة عن دعم أوكرانيا بشحنات أسلحة قوية ودقيقة.
دعم بالسلاح والعتاد وتحذير روسي
ومنذ 24 فبراير الفائت، دانت الأمم المتحدة العملية العسكرية الروسية على أراضي أوكرانيا، فيما اصطفت الدول الغربية بقوة إلى جانب كييف، داعمة إياها بالسلاح والعتاد والمساعدات الإنسانية أيضاً من أجل مواجهة الروس.
في حين فرضت دول الغرب وفي مقدمتها أميركا عقوبات مؤلمة على الكرملين، طالت مختلف القطاعات والشركات والمصارف، فضلاً عن السياسيين الروس، والأثرياء المقربين من بوتين.
ووفق التقرير، فإن الآثار الحقيقية للدعم العسكري الغرب ستظهر على الأرض في غضون أسابيع قليلة، وفق الصحيفة.
بالمقابل، حذّرت روسيا من هذه الأفعال، واعتبر الكرملين أن شحنات الأسلحة التي تتدفق على أوكرانيا “تهدد الأمن” الأوروبي.
كما اعتبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين الخميس، أن هذا الميل لإغراق كييف بالأسلحة وخصوصا الأسلحة الثقيلة يعد تصرفا يهدد أمن القارة ويزعزع الاستقرار، وفق تعبيره.
يذكر أن روسيا كانت هددت مراراً بأن شحنات الأسلحة الغربية من مضادات للطائرات والدبابات والسفن، فضلا عن صواريخ متطورة جدا، ودبابات أيضاً، وطائرات مسيرة التي نقلت إلى أوكرانيا ستكون هدفاً شرعياً لقواتها وطائراتها.