الأُختِيّة: التضامن السياسي بين النساء(٤).
في مقالها «نظريات العرق والجنس: محو النساء السود»، تشدد إليزابيث سبيلمان على هذا التأثير للعنصرية بقولها:
إننا نعيش في مجتمع عنصري، وجزء مما يعنيه هذا، بشكل عام، أن احترام الذات لدى الأشخاص البيض يتعزز بناءً على اختلافهم وتفوقهم المفترضين على السود. قد لا يعتبر البيض أنفسهم عنصريين، لأنهم لا يمتلكون عبيداً أو لا يكرهون السود، لكن هذا لا يعني أن الكثير مما يدعم شعور الأشخاص البيض لتقدير الذات يقوم على العنصرية التي ساهمت بتوزيع الامتيازات والأعباء بين البيض والسود بشكل غير عادل.
الافتراض المتغطرس للنساء البيض الناشطات في الحركة النسوية، القائم على أن دعوة النساء السود للأختيّة كان بادرة غير عنصرية، هو من الأسباب التي جعلتهن غير راغبات في مواجهة العنصرية. وقد بينت لي العديد من النساء البيض قائلات: «أردنا أن تنضم النساء السود والنساء الأخريات من غير البيض إلى الحركة»، غير مدركات تماماً لتصورهن أنهن «يمتلكن» الحركة بطريقة ما، وأنهن «المُضيفات» اللواتي يحق لهن دعوة الأخريات.
ورغم التركيز الحالي على القضاء على العنصرية في الحركة النسوية، فإن ثمة تغيير طفيف في اتجاه النظرية والتطبيق العملي. تقوم الناشطات النسويات البيض الآن بتضمين كتابات لنساء ملونات في الخطوط العريضة للمناهج، أو توظيف امرأة ملونة لتعليم فصل دراسي عن مجموعتها العرقية، أو التأكد من تمثيل واحدة أو أكثر من النساء الملونات في المنظمات النسوية. ومع الإقرار بأهمية وقيمة هذه المساهمة للنساء ذوات البشرة الملونة، لكن، في واقع الأمر، فإن النسويات البيض البرجوازيات يحاولن التستر على حقيقة أنهن غير مستعدات تمامًا للتنازل عن هيمنتهن على النظرية والتطبيق، وهي هيمنة لم تكن لتتعمق لولا تفوق البيض في هذه الدولة الرأسمالية.
وكما سعت النسويات البيض للرد على العنصرية من خلال إنشاء ورشات عمل لمحاربتها، والتي غالباً ما يدرنها بأنفسهن، تعتبر ورش العمل هذه مهمة، لكنها تميل إلى التركيز بشكل أساسي على الاعترافات النفسية والفردية الهادفة للتعافي من التحيز والتمييز الشخصي، دون التأكيد على الحاجة للتغيير الجوهري المرتبط بالالتزام السياسي والعمل. إن المرأة التي تحضر ورشة عمل للتخلص من العنصرية، حيث تدرك وتتعلم الاعتراف بأنها عنصرية، لا تقل تهديداً عن تلك التي لا تفعل ذلك. الاعتراف بالعنصرية يكون مهماً عندما يؤدي إلى التغيير.
يجب إجراء المزيد من البحث والكتابة والتطبيق العملي للنتائج حول طرق التخلص من التنشئة الاجتماعية العنصرية. تفتقر العديد من النساء البيض اللواتي يمارسن امتياز العرق يومياً إلى الوعي بأنهن يقمن بذلك (وهو ما يفسر التركيز على قضية الاعتراف بالممارسات العنصرية في ورشات العمل بهدف محاربتها). قد لا يكون لديهن فهمٌ واعٍ لإيديولوجيا تفوق العرق الأبيض ومدى تأثيرها على تشكيل سلوكهن ومواقفهن تجاه النساء المختلفات عنهن. في كثير من الأحيان، تُنشئ النساء البيض فيما بينهن علاقات وروابط قائمة على أساس الهوية العرقية المشتركة من دون وعي بأثر هذه الممارسات. هذا التكريس اللاواعي لاستمرار التفوق الأبيض هو أمر خطير، لأنه لا يمكن لأحد منا النضال لتغيير المواقف العنصرية إذا لم ندرك وجودها.
سيتبين أن الناشطات النسويات البيض قد بدأن في مواجهة العنصرية بطريقة جادة وثورية عندما لا يعترفن فقط بالعنصرية ضمن الحركة النسوية، أو يكتفين بمواجهة التحيز الشخصي، بل عندما سيكافحن بنشاط لمقاومة الاضطهاد العنصري في مجتمعنا. يتجلى التزام النساء سياسياً بالقضاء على العنصرية عندما يساهمن في تغيير اتجاه الحركة النسوية، وعندما يعملن على التخلص من التنشئة الاجتماعية العنصرية قبل تولي مناصب قيادية أو صياغة نظرية، وعندما يتوقفن عن التواصل مع النساء ذوات البشرة الملونة بطرق تسمح باستمرار القمع العنصري والحفاظ عليه، وعندما يمتنعن عن الإساءة للنساء غير البيض وإيذائهن بشكل واعٍ أو غير واع. السعي الراديكالي هو الذي يخلق أساساً لتجربة التضامن السياسي بين النساء البيض والنساء ذوات البشرة الملونة.
ليست النساء البيض من عليهن فقط مواجهة العنصرية إذا كان لفكر الأختية أن يتحقق. يجب على النساء ذوات البشرة الملونة أن يراجعن كيفية استحواذ معتقدات تفوق العرق الأبيض على تفكيرنا؛ «العنصرية النابعة من الداخل والناتجة عن تشرب الفكر العنصري» والتي قد تقودنا إلى الشعور بكره الذات، والغضب من الظلم وتنفيسه تجاه بعضنا البعض بدلاً من القوى القمعية، وكما تدفعنا لإيذاء وإساءة معاملة بعضنا البعض، أو قد تدفع مجموعة عرقية معينة لعدم بذل أي جهد للتواصل مع مجموعة أخرى.
تعلمت النساء ذوات البشرة الملونة والمنحدرات من مجموعات عرقية متنوعة الاستياء والكراهية لبعضهن البعض، أو التنافس مع بعضهن البعض. وكثيراً ما تجد المجموعات الآسيوية أو اللاتينية أو الهندية-الأميركية الأصلية أنها تستطيع الارتباط بالبيض عن طريق كراهية السود. ويستجيب السود لهذا من خلال تعميق الصور النمطية العنصرية ضد هذه المجموعات العرقية، مما يتحول إلى حلقة مفرغة من الكراهية. لن يتم القضاء على الانقسامات بين النساء ذوات البشرة الملونة حتى نتحمل مسؤولية العمل لتحقيق الاتحاد،ليس فقط على أساس مقاومة العنصرية، بل أيضاً من خلال التعرف إلى ثقافاتنا، ومشاركة معرفتنا ومهاراتنا، واكتساب القوة من تنوعنا. نحن بحاجة إلى إجراء المزيد من البحث والكتابة حول العوائق التي تفصل بيننا، والطرق التي يمكننا بها التغلب على هذا الفصل. ومن الممكن ملاحظة أنه لدى الرجال في مجتمعاتنا العرقية اتصال مع بعضهم البعض أكثر مما لدينا. غالباً ما تتحمل النساء الكثير من المسؤوليات المتعلقة بالوظيفة والمسؤوليات المنزلية إلى درجة أننا نفتقر إلى الوقت، أو لا نخصص الوقت للتعرف على النساء خارج مجموعتنا أو مجتمعنا. وفي كثير من الأحيان، تمنعنا الاختلافات اللغوية من التواصل. يمكننا تغيير هذا من خلال تشجيع بعضنا البعض على تعلم التحدث بالإسبانية والإنجليزية واليابانية والصينية، إلخ.
أحد العوامل التي تجعل التفاعل بين مجموعات النساء متعددة الأعراق صعباً، بل ومستحيلًا في بعض الأحيان، هو فشلنا في إدراك أن نمط السلوك في ثقافة ما قد يكون غير مقبول في ثقافة أخرى، أو احتمال أن يكون له دلالة مختلفة بين الثقافات. من خلال تدريسي المتكرر لدورة بعنوان «نساء العالم الثالث في الولايات المتحدة»، تعلمت أهمية فهم ما تعنيه الرموز الثقافية لبعضنا البعض. أوضحت طالبة أميركية آسيوية، من أصول يابانية، أن إحجامها عن المشاركة في المنظمات النسوية نابع من كون الناشطات النسويات يملن للتحدث بسرعة، دون توقف لاستيعاب الأمور، والاستعداد دائماً للرد. لقد نَشأت على التوقف والتفكير قبل التحدث، للنظر في تأثير كلمات المرء، وهي خاصية شعرت أنها تنطبق بشكل خاص على الأميركيين الآسيويين. ولهذا عَبّرت عن الاستياء من هذه التصرفات غير الملائمة في مناسبات مختلفة عند حضورها في المجموعات النسوية. في فصلنا، تعلمنا السماح بإعطاء وقت للتفكير وتقدير هذه المساحة. ومن خلال مشاركة هذا الرمز الثقافي، أنشأنا جواً في الفصل سمح بأنماط اتصال مختلفة. وقد شكلت النساء السود العدد الأكبر في هذا الدرس.
اشتكت العديد من الطالبات البيض من أن الجو في الفصل كان «معادياً للغاية». وأشاروا إلى مستوى الضوضاء والمواجهات المباشرة التي حدثت في الغرفة قبل بدء الفصل الدراسي، كمثال على هذا العداء. كان ردنا هو توضيح أن ما اعتبرنه عداءً وعدواناً اعتبرناه إغاظة مرحة وتعبيرات حنونة عن سعادتنا بالتواجد معاً. لقد رأينا نزعتنا للتحدث بصوت عالٍ كنتيجة طبيعية لوجودنا في غرفة مع العديد من الأشخاص الذين يتحدثون مع بعضهم، بالإضافة إلى أننا أوضحنا أثر الخلفية الثقافية على هذا الأمر: نشأت الكثيرات منا في أسر يتحدث فيها الأفراد بصوت عالٍ. في نشأتهن كنساء بيض من الطبقة الوسطى، تم تعليم الطالبات المشاركات، اللواتي اشتكين من الضجيج، اعتبار الكلام بصوت عالٍ ومباشر تعبيراً عن الغضب. أوضحنا أننا لم نر الكلام بصوت عالٍ أو فوضوي أمراً مزعجاً بهذه الطريقة، وشجعناهن على قراءة الرموز الثقافية بطريقة مختلفة، والتفكير فيها على أنها بادرة طيبة. بمجرد تغيير قراءتهن للرموز، لم يبدأن فقط بالحصول على تجربة أكثر إبداعاً وبهجة في الفصل، لكنهن تعلمن أيضاً أن الصمت والكلام الهادئ يمكن أن يشير في بعض الثقافات إلى العداء والعدوان. من خلال فهم الرموز الثقافية لبعضنا البعض واحترام اختلافاتنا، شعرنا بروح المجموعة وبإحساس الأختيّة. احترام التنوع لا يعني التماثل والرضوخ. أحد المخاوف الأساسية في هذه الفصول الدراسية متعددة الأعراق هو الاعتراف والتسليم باختلافاتنا، وفهم كيف يحدد ذلك الاختلاف نظرة الآخرين لنا. كان علينا أن نذكّر بعضنا البعض باستمرار بمنح التقدير لتنوعنا، لأن الكثير منا تربى على الخوف من ذلك.
بالتقاطع مع قضية العرق، يعتبر موضوع الطبقة الاجتماعية من القضايا التي تخلق انقساماً سياسياً خطيراً بين النساء. غالباً ما اقترحت الأدبيات النسوية المبكرة أن قضية الطبقة الاجتماعية لن تشكل عائقاً إذا انضمت المزيد من النساء الفقيرات ومن الطبقة العاملة إلى الحركة. هذا التفكير هو إنكار لوجود الامتياز الطبقي المُكتسب من خلال الاستغلال، وكذلك هو إنكار للصراع الطبقي. لبناء الأختيّة، يجب على النساء أن يرفضن الاستغلال الطبقي. قد تكون دعوة المرأة البرجوازية لـ«أخت» أقل امتيازاً لتناول الغداء أو العشاء في مطعم فاخر اعترافاً بالتمييز الطبقي، لكن ذلك لا يعني تنصلها من الامتياز الطبقي، بل يؤكد هذه الممارسة. إن ارتداء الملابس المستعملة والعيش في مساكن منخفضة التكلفة في حي فقير، وشراء أسهم في البورصة في آنٍ معاً، ليس بادرة تضامن مع المحرومين أو فئات المجتمع الأقل حظاً. وكما في حالة التعامل مع العنصرية في الحركة النسوية، فقد تم تبرير التفاوت الطبقي بالوضع الفردي والاختلاف المرتبط به. إلى أن تعترف النساء بالحاجة لإعادة توزيع الثروة والموارد في الولايات المتحدة والعمل على تحقيق هذه الغاية، لن يكون هناك ترابط بين النساء يتجاوز حدود الطبقة الاجتماعية.
لم تجد النساء من مجموعات الطبقة الدنيا صعوبة في رؤية أن المساواة الاجتماعية التي تحدث عنها أنصار حرية المرأة قد ساوت بين مسألة المهنة وتجاوز الحواجز الطبقية وبين التحرر. كما عرفن مسبقاً من سيتم استغلاله في خدمة السعي لتحقيق هذا التحرر. في مواجهة الاستغلال الطبقي يومياً، لا يمكنهن تجاهل الصراع الطبقي بسهولة. في مقتطفات من كتاب نساء الأزمات، تعبر هيلين، وهي امرأة بيضاء من الطبقة العاملة تعمل خادمة في منزل «نسوية» برجوازية بيضاء، عن فهمها للتناقض بين الخطاب النسوي والممارسة:
أعتقد أن السيدة على حق: ينبغي أن يكون الجميع متساوين. هي تواصل قول هذا، لكن مع ذلك تجعلني أقوم بالكثير من الأعمال المنزلية، وأنا لست متساويةً معها، وهي لا تريد أن تكون متساويةً معي؛ وأنا لا ألومها، لأنني لو كنت مكانها، فسوف أتشبث بأموالي تماماً كما تفعل. ربما هذا ما يفعله الرجال – إنهم يحتفظون بأموالهم. إنها معركة كبيرة، كما هو الحال دائماً عندما يتعلق الأمر بالمال، ولابد أنها تعلم هذا. إنها لا تُنفق رواتب كبيرة على «الخدم». إنها عادلة، كما تستمر في تذكيرنا– لكنها لن «تحررنا» أكثر من الرجال الذين «سيحررون» زوجاتهم أو سكرتيراتهم أو النساء الأخريات العاملات في شركاتهم.
لم تكتف مدعيات حرية المرأة بالمساواة بين الألم النفسي والحرمان المادي للتقليل من أهمية الامتياز الطبقي؛ بل غالباً ماعبرن عن كونه المشكلة الأكثر خطورة. لقد تمكنّ من التغاضي عن حقيقة أن العديد من النساء يعانين نفسياً ومادياً، ولهذا السبب وحده يستحق تغيير وضعهن الاجتماعي اهتماماً أكبر من مركزية المسار المهني للنساء البرجوازيات. قد تجد المرأة البرجوازية التي تعاني نفسياً المساعدة بشكل أكبر من المرأة التي تعاني من الحرمان المادي والألم العاطفي. إن إحدى الاختلافات الأساسية في المنظور بين المرأة البرجوازية والمرأة من الطبقة العاملة أو المرأة الفقيرة، تكمن في أن الأخيرة تدرك أن التعرض للتمييز أو الاستغلال لأنها أنثى قد يكون مؤلماً وغير إنساني، لكنه قد لا يكون بالضرورة مؤلماً ومهيناً للإنسانية، أو يشكل تهديداً مثل عدم توفر طعام أو مأوى، أو الجوع أو إصابتها بمرض مميت وعدم قدرتها على الحصول على الرعاية الطبية. ولو أمكن للنساء الفقيرات وضع جدول أعمال الحركة النسوية فلربما قررن أن الصراع الطبقي سيكون قضية نسوية مركزية، حيث تعمل النساء الفقيرات والنساء ذوات الامتيازات على فهم البنية الطبقية والطريقة التي تضع النساء في حالة منافسة ضد بعضهن البعض.
أكدت النسويات الاشتراكيات الناشطات، ومعظمهن من النساء البيض، على قضية الانقسام الطبقي، لكنهن لم يكنّ فعالات في تغيير المواقف المتعلقة به في الحركة النسوية. ورغم دعمهن للاشتراكية، إلا أن قيمهن وسلوكياتهن وأنماط حياتهن لا تزال متأثرة بالامتيازات العرقية والطبقية وتنتفع منها. لم تطور هؤلاء استراتيجيات جماعية لإقناع النساء البرجوازيات اللواتي ليس لديهن منظور سياسي راديكالي بأن القضاء على الاضطهاد الطبقي أمر حاسم للجهود المبذولة لإنهاء الاضطهاد القائم على التمييز بناءً على الجنس. لم يعملن بجد للتنظيم مع النساء الفقيرات ونساء الطبقة العاملة اللواتي قد لا يُعرّفن عن أنفسهن كاشتراكيات، لكنهن مدركات لضرورة إعادة توزيع الثروة في الولايات المتحدة. لم تعمل النسويات الاشتراكيات على رفع وعي النساء بشكل جماعي. لقد أنفقن الكثير من طاقتهن على مخاطبة اليسار الذكوري الأبيض، ومناقشة الروابط بين الماركسية والنسوية، أو الشرح للناشطات النسويات الأخريات أن النسوية الاشتراكية هي أفضل استراتيجية للثورة. وبطريقة مغلوطة، غالباً ما يقتصر التركيز على الصراع الطبقي كقضية وحيدة للنسويات الاشتراكيات.
ورغم أنني ألفت الانتباه إلى التوجهات والاستراتيجيات التي لم يستخدمنها، إلا أنني أود التأكيد على أن هذه القضايا ينبغي أن يتم تناولها من قبل جميع الناشطات والناشطين في الحركة النسوية. عندما تواجه النساء واقع الطبقية ويتعهدن بالتزامات سياسية للقضاء عليها، لن نواجه بعد الآن الصراعات الطبقية التي كانت واضحة جداً في الحركة النسوية. إلى أن نقوم بالتركيز على الانقسامات الطبقية بين النساء، لن نكون قادرين على بناء التضامن السياسي. إن التمييز بناءً على الجنس والعنصرية والطبقية يفرّق النساء عن بعضهن البعض ويزرع الانقسام. كما أدت الانقسامات والخلافات داخل الحركة النسوية، حول تصميم استراتيجية العمل، إلى اختلاف النسويات وتشكيل عدد من المجموعات ذات المواقف السياسية المتنوعة.
لبيل هوكس.
الجمهورية- موقع حزب الحداثة.