الإنتخابات والتعددية وحكم الأكثرية جوهر الديمقراطية
الانتخابات هي ليست حكراً على احد كما انها ليست حكراً على حزب وتكتل سياسي وانما هي لجميع الشعب. والانتخاب هو في الواقع ثورة هادئة حيث يذهب الناس اليوم الى صناديق الانتخابات كما كان اسلافهم يذهبون الى ساحات الثورة فيخلعون حكامهم ويستبدلون بهم حكاماً اخرين. وهكذا تتم عملية تداول السلمي للسلطة. اما مسئلة تداول السلطة التي ضاعت في ظل الديمقراطية الامريكية الان فهي مبدأ دستوري لارغبة شخص او منحى لشخص او حزب معين يحجب هذا الحق ( تداول السلطة ) غير المنازع فيه بمن انتهت ولايته بعد الدوره الانتخابية، لان تداول السلطة ليس حقاً حزبياً وانما هو استخلاف مستمد من الدستور.
فالنبي محمد (ص) لما هاجر الى المدينة المنورة كان فيها المسلمون وبعض المشركين العرب والقبائل اليهودية فأقام حلفاً مبنياً على التكافأ والعدالة بين الجميع. فلم يفرق بينهم وانما اعترف بحقهم بدينهم وترك لهم حرية ممارسة شعائرهم، وعندما حارب النبي اليهود لم يكن بسبب اختلاف الدين وانما بسبب نقض المعاهدات الدفاعية التي عقدها الرسول معهم.
فالعملية السياسية الجارية في العراق الغت التسامح والتأخي والتعايش السلمي المشترك بين الاجناس فالسياسيين القائمين على هذه العملية لايهمهم وحدة العراق ديمقراطياً وانما تهمهم المصالح السياسية الامريكية والايرانية التي تعودها بعض السياسيين العراقيين.
ويجب علينا اليوم مقاومة المحاولات الامريكية والايرانيه التي تقسم المجتمع الواحد المتجانس دينياً وثقافياً الى عشرات الاحزاب المتنافرة. ان خيار حكومة الاغلبية الوطنية وشعار لاشرقية ولا غربية الذي يقوده التحالف الثلاثي من التيار الصدري والبارتي وسيادة هو غير خيار اولائك السياسيين الذين يعملون للاستفراد بالسلطة فهو خيار ديمقراطي مبني على تداول السلطة دستورياً واحترام حقوق الانسان وقبول التعددية الفكرية والسياسية وعدم انهيار القاعدة الداخلية واكتشاف فرص جديده للعملية السياسية وللقارئ الكريم نماذج عن عقلانية الديمقراطية العربية الاسلامية قال الرسول محمد (ص) ( أيها الناس ألا أن ربكم واحد وأباكم واحد ولا فضل لعربي على أعجمي و لا لاعجمي على عربي ولا احمر على اسود الا بالتقوى )
أمن حكومي
وعلى الذين يعتبرون ماذهب اليه السيد القائد مقتدى الصدر بأنه اضعاف للشيعة وتهديد للامن القومي الايراني نقول ماجاي في توجيه الامام علي (ع) والية على مصر مالك الاشتر بقوله – واشعر قلبك بالرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم، ولاتكن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم اكلهم، فأنهم صنفان أما ا خاً لك في الدين أو نظير لك في الخلق – ( نهج البلاغه كتاب رقم 9 الشريف الرضي)
من هنا جاءت تحالفات التيار الصدري وبرنامجه واضحاً بالاهتمام بالشعب ( الرحمة بالرعية والمحبة لهم واللطف بهم ) ومحاربة الفاسدين والمفسدين ( ولاتكن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم ) وبناء دولة المواطنة والتعايش السلمي المشترك بين الاجناس كافة ( فأنهم صنفان أما أخ لك في الدين او نظير لك في الخلق ) وحصر السلاح بيد الدولة والتخلص من الميليشيات وعصابة الجريمة الوحوش الضارية ( سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم ) مع تطبيق برنامج اصلاحي شامل .
مستلهم من تجربة الرسول ورسالته
فسماحة السيد القائد مقتدى صادق في برنامجه لايعيش حياته بمفرده من اجل المصالح الشخصية والمنافع والاثراء غير المشروع و أنما يعيش تطلعات الجماهير المظلومة المسحوقة ليعطي كل ما عنده للاخرين مستهدفاً قلع جذور الظلم والظالمين والفساد والمفسدين ليؤكد مسألة لا اكراه في الدين ولا اكراه في السياسه وهذا سيعطي الصوره الحقيقية للشيعة ويعزز قوتهم ولا يضعفها كما يدعي اصحاب المصالح والمنافع الشخصية ورسالته وهو مستلهم من تجربة الرسول ورسالته فهي المثل العظيم الذي مكنه من السيطرة على زمام الامور داخل الجزيره العربية وخارجها حيث ادى هزم الامبراطوريتين كانتا تتحكمان في مصير العالم الامبراطورية الفارسية في الشمال و امبراطورية الروم في الجنوب.
فمهذه صورة التيار الصدري والتحالف الثلاثي للفائزين في الانتخابات وهذا هو جوهر الديمقراطية المتمثل بالانتخابات والاستفتاء وترجيح حكم الاكثرية وتعدد الاحزاب. وان غير ذلك يتنافى مع مبادئ الديمقراطية العربية الاسلاميه التي هي بحق ضمان المصالح العامة التي تحقق سعادة الاكثرية للشعب فلماذا لايعمل بها.
لخالد محسن الروضان.
الزمان-موقع حزب الحداثة.