المرأة

كتاب قضايا المرأة والفكر والسياسة.

تُستخدَمُ كَلِمةٌ مِثلُ «الدِّيمُقراطِيَّة» كسِلاحٍ ذِي حَدَّيْن، أو الكَيلِ بمِكْيالَيْن: حُرِّيةِ إسْقاطِ الحُدودِ تَحتَ اسْمِ الكَوْنيَّة، وحُرِّيةِ إقامَةِ الحُدودِ تَحتَ اسْمِ التَّعدُّديَّةِ والاخْتِلاف.»

يَتأرجَحُ القَلمُ في يَدَيْها، فتَرسُمُ بِهِ مَسَاراتٍ مُتفرِّقةً تَجمَعُها وَحْدةُ الفِكرِ والهَدَف. ففِي مَجالِ الإِبْداعِ تَطرَحُ المُؤلِّفةُ رُؤيتَها عَن دَورِ المُجْتمعِ في قَتلِ الإِبْداعِ فِينا مُنذُ الطُّفُولة، وخاصَّةً إنْ كانَ الطِّفلُ أُنثَى؛ إذْ يَكونُ قتْلُ الإِبْداعِ حِينَها أمرًا لا مَفرَّ مِنه. وبَينَ أَغْلالِ الطُّفُولةِ وتَجاهُلِ دَوْرِ المَرْأةِ في سَبِيلِ تَحرُّرِها، تَقِفُ «نوال السعداوي» طَوِيلًا أَمامَ الحَركةِ النِّسائيَّةِ لتُصحِّحَ المَفاهِيم؛ فنَجِدُها تُؤرِّخُ لبِدايةِ الحَرَكةِ وتَعُودُ بجُذُورِها إلى مُشارَكةِ النِّساءِ في «ثَوْرةِ منف» عامَ ٢٤٢٠ق.م، ولَمْ تَقِفِ الحَركةُ عِندَ حَدِّ التَّحرُّرِ مِن قُيودِ النِّظامِ الأَبَوي، بَل تَطلَّعَتْ أيضًا إلى تَحرِيرِ العِلمِ مِنَ القِيَمِ الذُّكُوريَّة، وأَضْفَتْ عَلَيْه قِيَمًا أُخرَى جَعلَتْ لِلمَرْأةِ فَلْسفةً خَاصَّةً بِها.

لنوال السعداوي.الكتب- موقع حزب الحداثة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate