حداثة و ديمقراطية

الديمقراطية في أوروبا(١).

لا يولد أحد مواطناً صالحاً، ولا تولد دولة ديمقراطية. وإنما تستمر العمليتان في التطور على مدى العمر.
كوفي عنان

ما هي الديمقراطية؟

ن كلمة ديمقراطية مأخوذة من الكلمات اليونانية “demos””، والتي تعني الشعب، و”kratos” والتي تعني السلطة؛ لذلك يمكن اعتبار الديمقراطية “سلطة الشعب”: وهي طريقة حكم تعتمد على إرادة الشعب.

هناك نماذج كثيرة من الحكم الديمقراطي في جميع أنحاء العالم لأن من السهل خلط وتجيير مفهوم الديمقراطية أحياناً. فالديمقراطية إذاً ليست الاستبداد أو 

الدكتاتورية حيث يحكم رجل واحد، وهي ليست حكم الأقلية حيث تحكم شريحة صغيرة من المجتمع. وليتم فهمها بشكل صحيح يجب ألا تكون الديمقراطية “حكم الأغلبية” إذا كان ذلك يعني إهمال مصالح الأقليات تماماً. والديمقراطية على الأقل من الناحية النظرية تعني الحكومة بالنيابة عن جميع الناس وفقاً “لإرادتهم”.

إذا كانت الديمقراطية تعني أن الحكم للشعب، فهل هناك ديمقراطيات حقيقية في العالم؟

ما فائدة الديمقراطية؟

تستمد فكرة الديمقراطية قوتها الأخلاقية وشعبيتها من مبدأين رئيسيين:
1. الاستقلالية الفردية: فكرة أن لا أحد ينبغي أن يخضع لقواعد تم فرضها من قبل الآخرين. فيجب أن يكون الناس قادرون على السيطرة على حياتهم (ضمن المعقول).
2. المساواة: الفكرة أنه يجب أن يكون لك شخصياً الفرصة للتأثير على القرارات التي تؤثر على الناس في المجتمع.

هذه المبادئ مهمة بشكل حدسي وتساعد على تفسير مدى شعبية الديمقراطية. ونشعر بالطبع أن من العدل أن تكون لدينا فرصة أكبر مثل أي شخص آخر وفقاً لقواعد مشتركة!

تنشأ المشاكل عندما ننظر في كيفية وضع المبادئ موضع التنفيذ لأننا بحاجة إلى آلية لاتخاذ قرار بشأن كيفية معالجة وجهات النظر المعارضة. ولأنها توفر آلية بسيطة، تميل الديمقراطية إلى أن تكون “حكم الأغلبية”؛ ولكن قد يعني حكم الأغلبية أن مصالح بعض الناس لا تلبى أبداً. وهناك طريقة أنجع لتمثيل مصالح جميع الناس وهي اتخاذ القرارات بتوافق الآراء، حيث الهدف هو ايجاد نقاط التقاء ومصالح مشتركة.

ما هي مزايا وعيوب اتخاذ القرارات بتوافق الآراء مقارنة باستخدام حكم الأغلبية؟ وكيف يتم اتخاذ القرارات في مجموعة الشباب التي تنتمي إليها؟

تطور الديمقراطية

التاريخ القديم

يعود فضل إنشاء أول ديمقراطية للإغريق القدماء، وإن كانت هناك أمثلة بالتأكيد في وقت سابق لديمقراطية بدائية في أجزاء أخرى من العالم. وأنشئ النموذج الإغريقي في القرن الخامس قبل الميلاد في مدينة أثينا. ومن بين بحر من الأنظمة الاستبدادية وحكم الأقلية – والتي كانت الأشكال الطبيعية للحكم في ذلك الوقت – وصمدت الديمقراطية الأثينية.
مقارنة مع فهمنا للديمقراطية اليوم، كان للنموذج الأثيني اختلافين مهمين:

1. كان هناك شكل من أشكال الديمقراطية المباشرة – وبعبارة أخرى: بدلاً من انتخاب ممثلين ليحكموا نيابة عن الشعب اجتمع “الناس” أنفسهم وناقشوا مسائل تتعلق بالحكومة ومن ثم نفذوا السياسة.

 مثل هذا النظام كان ممكناً جزئياً لأن “الشعب” كان فئة محدودة جداً. وأولئك الذين تمكنوا من المشاركة بشكل مباشر كانوا جزءاً صغيراً من السكان، حيث استبعدت النساء والعبيد والغرباء. والأرقام التي شاركت كانت لا تزال أكثر بكثير من دول ديمقراطية حديثة: وعلى الأرجح شارك 50 ألفاً من الذكور مباشرة في السياسة، وذلك من أصل 300 ألف شخص تقريباً.

ما هي مزايا وعيوب الديمقراطية المباشرة؟

الديمقراطية في العالم الحديث

هناك أشكال عديدة مختلفة للديمقراطية في الوقت الحاضر، كما أن هناك دولاً ديمقراطية في العالم. وليس هناك نظامين متشابهين تماماً، ولا يمكن اتخاذ أي نظام ك “نموذج”. فهناك الديمقراطيات الرئاسية والبرلمانية، والديمقراطيات الفدرالية أو الاتحادية، والديمقراطيات التي تستخدم نظام التصويت النسبي، وتلك التي تستخدم نظام الأكثرية وديمقراطيات الممالك وغيرها.

وأحد الأمور التي توحد هذه النظم الحديثة للديمقراطية ويميزها عن النموذج القديم هو استخدام ممثلي الشعب. فبدلاً من المشاركة المباشرة في عملية صياغة القانون تستخدم الديمقراطيات الحديثة الانتخابات لاختيار النواب الذين يتم إرسالهم من قبل الشعب ليحكموا نيابة عنهم. ومثل هذا النظام معروف باسم الديمقراطية التمثيلية. ويمكن الادعاء بأنها “ديمقراطية” لأنها إلى 

حد ما ترتكز على المبدأين المذكورين أعلاه: المساواة للجميع (شخص واحد-صوت واحد)، وحق كل فرد بالحكم الذاتي إلى حد ما.

  • COUNCIL OF EUROPE PORTAL-موقع حدب الحداثة.
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate