أخبارعالمية

وثائق سريّة للبنتاغون تكشف عن إخفاقات متكررة في شنّ غارات جوية مُميتة بسوريا و العراق.

بعد مرور أعوام على انتهاء تنظيم داعش في سوريا وإعلان النصر عليه، تعود الغارات الأميركية إلى الواجهة.

فقد أفاد تقرير أميركي بأن القوات الجوية الأميركية شنت غارات جوية أدت إلى مقتل 139 مدنياً بينهم نساء وأطفال خلال الحرب على تنظيم داعش في ريفي منبج والرقة خلال العامين 2016 و2017.

قصف خاطئ قتل عشرات الأبرياء

وأضافت المعلومات أن واشنطن تسترت على بيانات حول الأعداد الحقيقية للضحايا المدنيين في سوريا، وذلك وفقاً لما كشفه الجزء الثاني من التحقيق الذي تقوم صحيفة “نيويورك تايمز” تحت عنوان “وثائق سريّة للبنتاغون تكشف عن إخفاقات متكررة في شنّ غارات جوية مُميتة”.

وكشف التقرير أن قوات العمليات الخاصة الأميركية قصفت قبيل الساعة الثالثة فجرا من يوم التاسع عشر من يوليو/تموز عام 2016، ما اعتقدت أنه مناطق استعداد تابعة لتنظيم داعش في ضواحي قرية التوخار شمال سوريا، ما تسبب بمقتل 85 شخصا تبين فيما بعد أنهم مزارعون، حيث طال القصف منازل بعيدة عن جبهة القتال كان يحتمي بداخلها بعض المزارعين وعائلاتهم وعدد من سكان القرية من القصف وإطلاق النيران ليلاً.

كما أسفر ذلك القصف العنيف عن مقتل أكثر من 120 مدنياً من سكان القرية.

في العراق أيضاً

ولم تقتصر الأخطاء على سوريا فقط، بل ذكر التقرير أن غارات أميركية استهدفت في مطلع عام 2017 في العراق، سيارة قالت إنها مفخخة، بعد أن توقفت في تقاطع طرق في حي وادي حَجَر غرب الموصل.

والحقيقة أن السيارة لم تكن تحمل قنبلةً، بل كان بها رجلٌ يُدعى ماجد محمود أحمد وزوجته وطفلاهما حيث كانوا يلوذون بالفرار من منطقة قتال قريبة. فقُتل الأربعة و3 مدنيين آخرين.

وفي نوفمبر عام 2015، قصفت القوات الأميركية أحد المباني في مدينة الرمادي بالعراق بعد أن رصدت شخصاً يجرّ جسماً ثقيلاً مجهول الهوية إلى موقع قتال دفاعي تابع لتنظيم داعش، إلا أن مراجعة الجيش للغارة أكدت أن هذا الجسم كان في حقيقة الأمر شخص ضئيل البنية، وهو طفل لقى حتفه في الغارة.

لا اعتراف رسميا بل مزيد من الأخطاء

في حين لم تعترف الولايات المتحدة بارتكاب أخطاء في هذه الإخفاقات التي أودت بحياة المدنيين، حيث أوضح التحقيق أن هذه الوقائع أخذت من أرشيف سرّي بوزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” عن حرب الولايات المتحدة الجوية في الشرق الأوسط.

بل أوضح التقرير أن الخطأ في تحديد الهوية تكرر مرارا في الغارات الأميركية المخطط لها مسبقاً، كما حدث أثناء غارة 20 تشرين الثاني 2016 على الهدف الذي اعتُقد أنه مصنع متفجرات تابع لتنظيم داعش في ريف الرقة، إلا أن الحقيقة أن القصف طال محلجا للقطن، وقُتل فيه 9 مدنيين.

حينها، لم تُقدّم واشنطن توصية بإجراء مزيد من التحقيقات، بل أجرت مراجعة عسكرية بعد انتشار أنباء على الإنترنت عن غارة خاطئة أسفرت عن مقتل تسعة مدنيين وإصابة أكثر من 10 منهم، لتأتي النتائج مناقضة لجميع المعلومات الأصلية التي استُند إليها في شن الغارة، وفقاً للتحقيق.

عشرات الضحايا

يشار إلى أن صحيفة “نيويورك تايمز”، كانت نشرت في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، الجزء الأول من التحقيق، تحت عنوان “كيف أخفت الولايات المتحدة غارة جوية قتلت عشرات المدنيين في سوريا؟”، كشفت فيه عن غارات جوية أميركية أسفرت عن مقتل نحو 70 مدنياً في بلدة “الباغوز” تحديدا في شهر آذار/مارس من عام 2019)، خلال العملية التي شنتها قوات التحالف على تلك البلدة والتي صُنّفت كآخر معقل لتنظيم داعش هناك.

كما أُخذَت هذه الوقائع من أرشيف سرّي بوزارة الدفاع الأميركية ) عن الحرب الجوية في الشرق الأوسط منذ عام 2014، ضمّت تقييمات سريّة أجراها الجيش الأميركي لأكثر من 1300 تقرير حول سقوط ضحايا مدنيين.

وأكدت أن تلك الحرب الجوية اشتملت على أخطاء جسيمة في المعلومات الاستخباراتية، وعمليات استهداف متسرعة وغير دقيقة في كثير من الأحيان، وآلاف القتلى من المدنيين من بينهم العديد من الأطفال خلال السنوات الماضية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate