إثر طرد عدة دول أوروبية أكثر من 120 دبلوماسيا روسياً، على خلفيةالعملية العسكرية الروسية التي أطلقت في 24 فبراير الماضي على الأراضي الأوكرانية، لوحت موسكو بالانتقام من الدول الغربية.
واعتبر الكرملين اليوم الثلاثاء هذا التصرف ينم عن “ضيق بصيرة” أوروبية. وقال ديمتري بيسكوف الناطق باسم الكرملين في تصريحات إعلامية “إن الحدّ من فرص التواصل على الصعيد الدبلوماسي في هذه الظروف الصعبة ينمّ عن ضيق بصيرة، ومن شأنه أن يعقّد أكثر العلاقات بعد بين روسيا والاتحاد الأوروبي”.
حملة مخطط لها
بدوره، رأى نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو اليوم الثلاثاء أن “الطرد الجماعي للدبلوماسيين الروس من الدول الأوروبية حملة مخطط لها مسبقاً”، مشدداً على أن هذا الأمر “يعد ضربة للعلاقات الثنائية ويتم عمداً”.
كما لفت إلى أن “عواقب الطرد ستظل لفترة طويلة قادمة وستعمل على كسر العلاقات لا بنائها”، مضيفاً أن “موسكو لا تقطع العلاقات الدبلوماسية مع أي شخص، لكن السياسة غير الودية للغرب لا حدود لها”، وفق تعبيره.
رد بنفس القوة
في حين، أعلن الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن بالبلاد ديمتري ميدفيديف أن موسكو سيكون لها رد بنفس القوة على طرد دبلوماسييها من عدد من الدول الغربية. وقال في تدوينة على قناته على تليغرام في وقت متأخر ليل أمس الاثنين، إن ” الرد سيكون بنفس القوة ومدمراً للعلاقات الثنائية”، حسب رويترز.
كما حذر من أنه “إذا استمر هذا التصرف، فيجب إغلاق الباب بقوة أمام السفارات الغربية”.
“مخاوف أمنية”
أتى ذلك، بالتزامن مع إعلان وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو اليوم الثلاثاء أن بلاده طردت 30 دبلوماسياً روسياً بسبب مخاوف أمنية.
فيما أشار وزير الخارجية الدنماركي، إلى أن بلاده ستطرد 15 دبلوماسياً روسيا بتهمة التجسس. وقال ييبي كوفود للصحافة: “أثبتنا أن عملاء الاستخبارات الخمسة عشر المطرودين قاموا بأنشطة تجسس على الأراضي الدنماركية”، مؤكداً العزم على “إرسال إشارة واضحة إلى روسيا مفادها أن التجسس على الأراضي الدنماركية غير مقبول”.
“يمثلون تهديداً لمصالح بلادنا”
كذلك، أكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أن بلاده ستطرد حوالي 25 من الدبلوماسيين الروس وموظفي سفارة روسيا من مدريد. وقال عقب الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء: “قررنا طرد الدبلوماسيين والموظفين الروس من السفارة الروسية في إسبانيا الذين يمثلون تهديداً لمصالح وأمن بلادنا”، وذلك دون أن يستبعد اتخاذ مزيد من الإجراءات. في حين أوضح مصدر أن السفير الروسي لم يكن من بين الدبلوماسيين الذين سيتم طردهم.
نهج أوروبي صارم
وفي نفس السياق، أعلنت وزيرة الخارجية السويدية آن ليندي أن بلادها ستطرد 3 من دبلوماسيي روسيا، معتبرة أن ” عملهم لا يتوافق مع القواعد الدولية”.
فيما يتوقع أن تطرد فرنسا 35 دبلوماسياً روسياً “تتعارض نشاطاتهم مع مصالحها” وفق ما أفاد مصدر في وزارة الخارجية الفرنسية.
كما أوضح أن هذه الخطوة تأتي في سياق نهج أوروبي صارم تجاه الروس.
اصطفاف إلى جانب كييف
يذكر أن كلاً من فرنسا وألمانياأعلنتا أمس الاثنين عمليات طرد جماعي للدبلوماسيين الروس من بلديهما. وقالت ألمانيا إنها قررت طرد “عدد كبير” من الدبلوماسيين الروس المعتمدين في برلين على خلفية العملية العسكرية في أوكرانيا، على ما أوردت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك. فيما أفادت معلومات لفرانس برس، أن عددهم بلغ 40.
كما، أعلنت ليتوانيا أمس أيضاً طرد السفير الروسي في فيلنيوس على خلفية العملية العسكرية الروسية.
وكانت الدول الغربية اصطفت بقوة إلى جانب كييف منذ انطلاق تلك العملية الروسية في 24 فبراير الفائت، فارضة آلاف العقوبات التي طالت مختلف القطاعات، فضلاً عن سياسيين على رأسهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير خارجيته سيرغي لافروف، وغيرهما كثر، بالإضافة إلى أثرياء روس مقربين من الكرملين