أخبارمحلية

في يومها العالمي.. حدود غير مسبوقة لأزمة المياه في سوريا 

في اليوم العالمي للمياه، الذي مرت منذ يومين الذكرى التاسعة و الثلاثون علي بداية الاحتفال به الذي بدأ في 22 آذار/مارس سنويا منذ عام 1993، يعيش السوريين في أزمة جفاف وعطش خانقة، حيث انخفض تدفق نهر الفرات شمال شرقي البلاد إلى أدنى مستوى على الإطلاق ما تسبب في أسوأ موجة جفاف منذ عام 1953.

نقص في المياه بنسبة 40 بالمئة

وبعيدا عن الأزمات المتتالية التي تمر على  السوريين، من أزمة المواصلات إلى الوقود والكهرباء، والوقوف لساعات طويلة في طوابير الأفران من أجل الحصول على ربطة خبز، فهناك أزمات لا يمكن التغاضي عنها، لها آثار بيئية وصحية كبيرة على المواطنين، مثل أزمة توفر المياه وتلوثها.

وأدى النزاع الدائر في سوريا منذ أكثر من عشر سنوات إلى تدمير مرافق المياه في أنحاء البلاد. ويشكل الحصول على مياه الشرب المأمونة تحديا يؤثر على ملايين السوريين، التي أصبحت الآن تعاني من نقص في مياه الشرب بنسبة تصل إلى 40 بالمئة عما كانت عليه قبل عقد من الزمان، وفق تقرير “اللجنة الدولية للصليب الأحمر” نُشر في 2021.

كذلك، أدت الحرب في سوريا إلى إعاقة إمكانات الحصول على الخدمات الأساسية إلى حد بعيد، بما في ذلك الوصول إلى المياه الصالحة للشرب.

وقبل عام 2010، كان 98 بالمئة من سكان المدن و92 في المئة من المجتمعات الريفية يتمتعون بسبل موثوقة للحصول على المياه الصالحة للشرب.

أما اليوم فيختلف الوضع اختلافا كبيرا عما كان من قبل، إذ لا يعمل سوى 50 في المئة من أنظمة المياه والصرف الصحي بشكل صحيح في مختلف أنحاء البلاد، وإن آثار النزاع المستمر المباشرة وغير المباشرة، أدت إلى تضرر الأنظمة من جراء العنف، وتعذر إجراء الصيانة المناسبة، وفي بعض الحالات، فقدت المرافق ما بين 30 في المئة إلى 40 في المئة من الموظفين الفنيين والمهندسين للمحافظة على استمرار تشغيل هذه الأنظمة، وفقا لـ “اللجنة الدولية للصليب الأحمر”.

حيث قال كريستوف مارتن، في التقرير ذاته، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، “لقد تضررت مرافق مياه الشرب الكبيرة والمركزية من أنظمة المياه الرئيسية الثمانية في سوريا بشدة من جراء الأعمال العدائية. وازداد تدهور الوضع على مدى العقد الماضي بسبب عدم تشغيل المرافق وصيانتها على الوجه الصحيح، فضلا عن عدم توفر قطع الغيار ونقص الموارد البشرية”.

وفي السياق ذاته، قالت الأمم المتحدة في تقريرها يوم أمس، بمناسبة اليوم العالمي للمياه، أنها تركز على إذكاء الوعي بتعذر حصول ما يزيد عن ملياري فرد على المياه الصالحة للشرب. كما تتعلق هذه المناسبة باتخاذ إجراءات لمعالجة أزمة المياه العالمية. وينصب التركيز الأساسي لهذه المناسبة على دعم الهدف 6 من أهداف التنمية المستدامة الذي يعالج مسألة إتاحة المياه ومرافق الصرف الصحي للجميع مع حلول 2030.

قد يهمك: قفزة كبيرة لأسعار عبوات المياه في سورية

جفاف نهر الفرات وتداعياته

وفي بحث نشره مركز “Atlantic Council”، بعنوان “سوريا تعاني كارثة مائية، وستستمر”، نشر بتاريخ 25 شباط/فبراير الفائت، يقول في أيار/مايو 2021، انخفض تدفق نهر الفرات في شمال شرقي سوريا إلى أدنى مستوى له على الإطلاق، مما تسبب في أسوأ موجة جفاف منذ عام 1953، وحذر التقرير “من تراجع تاريخي ومخيف في منسوب المياه”، نظرا لأن هذا النهر هو المصدر الرئيس للمياه للزراعة والاستهلاك المنزلي وإنتاج الكهرباء في شمال وشرق سوريا.

مع العلم أنه في عام 1987، وقّعت سوريا اتفاق تقاسم مياه مع تركيا تعهدت بموجبه أنقرة أن توفر لسوريا 500 متر مكعب في الثانية كمعدل سنوي.

ومن تداعيات هذا الجفاف، يضطر المزارعون إلى بيع مواشيهم بسبب نقص العلف، نظرا لندرة العشب، أو عدم قدرتهم على شرائه لزيادة التكلفة بنسبة 200 في المئة. مما تفاقم في موجة جديدة من الهجرة في سوريا من المناطق الريفية إلى المدن، والتي تضيف إلى مئات الآلاف من الأشخاص الذين هجروا مزارعهم نتيجة للجفاف أعوام 2006 و2008 و2010، ما أدى إلى زيادة أعداد الأحياء الفقيرة التي انتشرت حول المدن السورية الكبرى، بما في ذلك العاصمة دمشق.

قد يهمك: انخفاض ساعات تقنين المياه بدمشق.. هل يُصدّق ذلك؟

تقنين المياه في دمشق

وفي سياق مواز، أعلنت المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بدمشق، برنامج جديد للتزود بـ المياه في أحياء دمشق اعتبارا من اليوم الثلاثاء 22 آذار/مارس الحالي.

وفي تصريح لصحيفة “الوطن” المحلية التابعة لنظام الاسسد يوم اول أمس الثلاثاء، أكد مدير الاستثمار والصيانة في المؤسسة العامة لمياه الشرب في محافظة دمشق جمال الدين حمودة، أن البرنامج الجديد جاء بعد الانخفاض الذي طرأ على غزارة نبع “الفيجة” مقارنة مع الفترة الماضية، مشيرا إلى أن المنسوب انخفض من 9 متر مكعب في الثانية إلى 6 متر مكعب في الثانية.

وقال إن كمية المياه انخفضت بحدود 200 ألف متر مكعب يوميا، موضحا أن البرنامج الجديد يراعي واقع مختلف الأحياء في العاصمة حسب واقع الكهرباء، علما أنه لغاية الآن يتم التزود من نبع “الفيجة” دون الحاجة إلى الآبار، وفق تعبيره.

الحل نت ـ موقع الحداثة

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate