أخبارمحلية

أرملة داعشي قتل في سوريا.. “لم أصدق أنني تخلصت منه”

“لم أصدق أنني تخلصت منه ومن ظلمه وبطشه”.. بهذه الكلمات وصفت إحدى القاصرات من زوجات مقاتلي تنظيم “داعش” فرحتها بتخلصها من زوجها الداعشي.

وقالت “ع.أ.”، وهي الكبرى بين أخواتها الست، لـ”المرصد السوري لحقوق الإنسان”، إنه “خلال عام 2013، حيث كنت أبلغ من العمر 15 عاماً، خطبني أحد أقاربي (م.أ). ثم تزوجني. وكان والدي يعمل في سوق الغنم بمردود مادي ضعيف”.

كما أضافت: “كان زوجي الأول كثير الغياب عن المنزل، بحكم أنه مقاتل في تنظيم داعش في جبهة تل أبيض، حيث استمر زواجنا لمدة 3 سنوات، وأنجبت خلالها 3 أطفال”، لافتة إلى أن “معاملته كانت فظة، وكان كثير الغضب والضرب، ويعنفني دائماً أثناء إجازته”.

“كأنني خرجت من السجن”

إلى ذلك، كشفت أنه خلال عام 2016، وأثناء معارك تل أبيض، أُبلغت بمقتل زوجها “أبو حسن”، مؤكدة أن “خبر مقتله بالنسبة لي كان وكأنني خرجت من السجن”.

غير أنها أردفت قائلة إن فرحتها لم تكتمل، إذ خطبها بعدها أخو زوجها أبو يوسف الأنصاري، وهو عنصر بالتنظيم أيضاً إلا أنها لم توافق، موضحة: “تحججت بحجج واهية أمام والدي، مثل أنني أعتبره أخي، ولا أستطيع بعد زوجي الزواج. لكن جميع محاولاتي باءت بالفشل، وأُجبرت على الزواج الثاني”.

دورات إعادة تأهيل

كذلك بينت أن زوجها الثاني كان مقاتلاً في “داعش” وأنجبت منه 3 أطفال أيضاً. وخلال عامي 2016 و2017، أثناء معارك تحرير الرقة، وبالتحديد في منطقة رميلة، أُصيب في قدمه، وبعد أَسْره تم نقله إلى مشفى تل أبيض وعلاجه، وتم حبسه في سجن عايد بالطبقة وأفرج عنه في 2019.

وبحسب المرصد، تتابع “ع.أ.” حياتها حالياً وتقطن بمنطقة رميلة الحي الشعبي الأكبر في مركز مدينة الرقة السورية، وهي أم لستة أطفال، 3 من زوجها الأول، و3 من الثاني، وقد خضعت لعدة دورات وورشات إعادة تأهيل ودعم نفسي، حالها كحال العديد من قاصرات الرقة ممن كن ضحية.

أحكام قاسية

يذكر أنه حينما سيطر “داعش” على مناطق واسعة في العراق وسوريا عام 2014، فرض أحكاماً قاسية. وعلى النساء خصوصاً، كانت الأحكام الداعشية أشد، إذ فرض عليهن لباساً خاصاً، وأخضع كثيراً منهن للعبودية بالسبي والاتجار في أسواق خاصة.

وعندما انحسرت سيطرة التنظيم، وقتل الكثير من عناصره، أو أسروا، بقيت عائلات هؤلاء العناصر غالباً في مخيمات خاصة مثل الهول والروج في سوريا.

كما تواجه هذه المخيمات السورية التي تديرها الإدارة الذاتية الكردية تحديات كثيرة، أبرزها رفض الدول استعادة رعاياها ممن بات يعرف بـ”عائلات الدواعش”، وكذلك الهجمات التي تحصل داخل المخيمات.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate