أخبارمحلية

رغم تهديدات الحكومة الاحتجاجات الشعبية في السويداء مستمرة.

مع دخول الاحتجاجات في السويداء أسبوعها الثاني، لا يبدو أن حكومة دمشق تسعى لتقديم أي تنازلات للمحتجين، أو السير في اتجاه تنفيذ مطالبهم التي تركزت بشكل أساسي على الإصلاح الاقتصادي.

موجة الحراك في السويداء بدأت قبل أيام، وذلك بعد القرار الحكومي برفع الدعم عن مئات الآلاف من العائلات السورية، الأمر الذي تسبب بزيادة المعاناة الاقتصادية والمعيشية للسوريين، في حين قابلتها الحكومة بالتهديد والوعيد إضافة إلى اتهامات بالعمالة طالت المحتجين، ما يطرح التساؤل عن مصير هذه الاحتجاجات خلال الفترة المقبلة.

تعليق الحراك في السويداء

منظموا الاحتجاجات في السويداء أعلنوا الجمعة عقب مظاهرة رددت ذات المطالب تعليق الحراك الشعبي “بشكل مؤقت”، وذلك بناء على طلب الهيئة الروحية لطائفة الموحدين الدروز، وبهدف تجنب الصدام مع قوات الأمن، لاسيما بعد استقدام تعزيزات عسكرية إلى المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية.

ويرى الصحفي السوري عقيل حسين أن موقف تعليق الاحتجاجات، يضع حراك السويداء الأخير بيد مجموعة يعود لها وحدها من حيث المبدأ تقرير مصير هذا الحراك، لا سيما وأن البيان الأخير أكيد على استجابة الحكومة للمطالب الاقتصادية للمحتجين.

ورغم أن بيان المحتجين تضمن تبرؤً غير مباشر من المعارضة السياسية السوري، يعتقد حسين خلال حديثه أن: ” كل ما سبق لا يعني الجزم بأن هذا التظاهرات الأخيرة ليست جزء من الحراك الذي لم ينقطع في السويداء ضد النظام منذ العام ٢٠١١، بدليل الهتافات التي أطلقت والشعارات التي رفعها المتظاهرون وكان مضمون كثير منها المطالبة بإسقاط النظام والحرية لكل السوريين، ناهيك عن رفض الاحتلال الروسي والإيراني وتدخل حزب الله اللبناني في البلاد”.

ويضيف حسين: “أرى أننا أمام فئتين في السويداء تشتركان في هذه الفعاليات الاحتجاجية، الأولى مطلبها معيشي اقتصادي بحت، والثانية ثورية مناهضة للنظام، وهاتين الفئتين تساندان بعضهما اليوم وكل واحدة ترى أنها مستفيدة من الأخرى، بدليل أيضاً الخلاف على رفع علم الثورة أو العلم الرسمي، وهو ما تم حله بالتوافق على رفع الراية التي ترمز لطائفة الموحدين الدروز كحل وسطي للمحافظة على وحدة الصف.

تعزيزات أمنية .. الرد على المطالب

ووصلت تعزيزات أمنية إلى السويداء قبل أيام قادمة من دمشق، ودرعا، وتتشكل هذه التعزيزات من عناصر من المخابرات الجوية، والأمن العسكري، وقوات حفظ النظام التابعة لوزارة الداخلية، حيث بدأت بنشر الحواجز ونقاط التفتيش في المدينة.

وقد جعل وصول هذه التعزيزات المشهد أكثر تعقيدا في السويداء حسب ناشطين محليين، حيث أن المحتجين لديهم النية بإكمال الاحتجاج، في حين تسعى هذه القوات لإيقافها، كما دعت الفرق الحزبية التابعة لحزب البعث أتباعها إلى التصدي لهذه الاحتجاجات، ما جعل معظم منتسبي حزب البعث يرفضون هذه الدعوات منعل للاصطدام مع الأهالي.

وتشهد البلاد حالة من الاحتقان الشعبي، بعد قرار الحكومة السورية برفع الدعم عن مئات الآلاف من العائلات السورية، وتطور هذا الحراك إلى احتجاج شعبي على الأرض في السويداء، حتى وصل الأمر إلى أن اعتبرت بثينة شعبان، المستشارة الإعلامية للرئيس السوري، بشار الأسد، الاحتجاجات على الأزمة المعيشية، بأنها تصب في مصلحة إسرائيل.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate