المرأة

المرأة أنصفها القانون و جنى عليها المجتمع.

قيود تكبل أنفاسها حد الاختناق.. نظرات سلبية من هنا وهناك تنهش جسدها الضعيف وقلبها الطيب لتصلها إلى الاحباط والاكتئاب وصولا للانتحار، أو العيش مكسورة الرأس كأنها ارتكبت جريمة يجب معاقبتها عليها.

على الرغم من أن المرأة الشرقية وصلت اليوم إلى أعلى المناصب القيادية والإدارية وأثبتت جدارتها فى الأداء وتفانيها فى العمل، بل ونافست الرجل فى مجالات عديدة واستطاعت أن تتغلب عليه فى عدة أدوار لعبتها بقدرتها وذكائها ، وحصلت على حقوقها السياسية وتم تمكينها وإعطائها الفرص لإثبات كفائتها، كما أن  الأديان السماوية كرمتها ووضعتها في مرتبة عليا.

 إلا أن هذا  لا يمنع أن المرأة الشرقية مظلومة من المجتمع فى بعض الأشياء بسبب الأفكار العقيمة السائدة فى مجتمعاتنا الشرقية وللأسف الشديد هذه الأفكار لا تتماشى مع حضارة الشرق العظيم ودينه الإسلامى الحنيف الذى يحث الناس على العدل فى الأحكام بين الرجل والمرأة.

ومن أبرز الاشياء التي ينظر المجتمع إلى المرأة بسببها بشكل سلبي…

 المرأة المطلقة

يعد الطلاق من الأمور التي يبغضها الله عز وجل  كونه يؤدي إلى الفرقة والتفكك و له مشكلاته وانعكاساته وأبعاده الاجتماعية والذاتية والتربوية والنفسية  اذ يعتبر من اقسى  تجارب التي قد تخوضها المرأة العربية وذلك على الرغم من أن طرفي الرجل والمرأة مسؤولين عن الطلاق إلا أن المرأة هي من تدفع ضريبة نظرة المجتمع إليها إذ أنه في بعض المجتمعات تتحول  بموجبيها فجأة من “محترمة” إلى و”عديمة الأخلاق ” وتتحوّل إلى امرأة سهلة معرّضة لمختلف أنواع التحرّشات ،فبالرّغم من أنّ كلاّ من الرجل و المرأة تعرّضا للطلاق ، إلاّ أنّ نتائجه وتأثيره السيئ يقع على المرأة وحدها، بحيث لا تستطيع إخفاء آثاره المادّية والمعنوية.

واستكمالًا لهذا ينظر الرجل الشرقي تحديدا للمرأة المطلقة أنها فرصه لم تعوض فهي ضعيفه من غير رجل ولا يعلم أن بدون المرأة ماكان هناك رجل فمن أنجبته كانت ايضا إمرأة.

نجد مثالآ للمرأة الحره التي لم تقبل أن تدخل فى حياتها رجل أخر كي تربي ابنائها وتهتم بهم وتسعي على تحقيق أحلامهم هذه المرأه لمتسلم من الذئاب من حولها وأن كانت قوية فهي قادرة علي الدفاع عن نفسها وعن عرضها والأستمرار في رحلة كفاحها التي بدئتها دون رجل أخر نظر لأنها عاشت حياه قاسيه مع من تزوجته وأنجبت منه أطفال.

من بلغت ال30 ولم تتزوج

نظرة سلبية تتعرض لها المرأة التي بلغت سن ال30 ولم تتزوج أو كما يطلق عليها العانس ، والتي تجعلها أمام أمرين إما الزواج بأى شخص للتخلص من هذا اللقب الجاثم على أنفاسها أو الثبات على موقفها في انتظار الشخص المناسب لها ولتتحمل وقتها كل اللعنات التي سيقذفها المجتمع بها، وعلى الرغم من هذه النظرة إلا أن الفتاة قد تكون متقبلة وراضية وتشعر بالسعادة والإشباع في عملها أو دراستها، ولكن ضغوط الأهل ونظرة المجتمع لها وتوجيه الألفاظ والمسميات المشينة قد تعقد الأمر وتجعله أصعب، وفي هذه الحالة إما أن ترضخ الفتاة لضغوط أهلها وتوافق على الزواج من أي شخص لتسكت ألسنتهم، وهي بهذا قد تجد نفسها بدلا من أن كانت تحمل لقب عانس تحمل لقب مطلقة وقد تكون أنجبت أطفالا تعجز عن رعايتهم، أو تكون قد تعرضت لمشاكل وخبرات سيئة تجعلها تكره الزواج مرة أخرى.

والأخطر من ذلك أن البعض يعتقد أن نظرة المجتمع الشرقي المؤسفة تفسر وصول المرأة الغير متزوجة لعمر الــــ 30 حرام وأنها عائبة، أو ربما ارتكبت مصيبة وتخاف من الفضيحة.

زواج الأرملة بعد وفاة زوجها

تشكّل نظرة المجتمع للمرأة الأرملة على أنها مطمع للرجال، وتصاحبها سلوكيات أخرى لا تعني بالنسبة إليهم سوى أنها فريسة، فهم لا يقدرون درجة معاناتها وأنها تتحمل مسؤوليات كبيرة بمفردها، فيغفل المجتمع عن ذلك ويبدأ في ترقّب حركاتها، بعد أن كانت تعيش حياتها بكل حرية وسعادة قبل وفاة زوجها.

وتتعرّض الأرملة إلى ضغوط نفسية واجتماعية لمجرد كونها أرملة لا تحلم سوى بالاهتمام بأطفالها وتربيتهم، حيث أن واقع حياة المرأة الأرملة بعد وفاة زوجها معقّدة للغاية، نظرا لأنها تعيش في مُجتمع شرقي تحكمه عادات وتقاليد صارمة، وهو ما يجعلها في صراخ دائم بسبب الموروثات الثقافية والطبيعية الثابتة التي يؤمن بها المجتمع، والتي تهدر أيضا حق المرأة نتيجة للترمل، فضلًا عن أنها إذا سعت للزواج فأنها تقابل بسيل من النقد والاتهالم بعد الاخلاص لذكرى زوجها وذلك في الوقت الذي قد يتزوج فيها الرجل الأرمل قبل مرور الأربعين على زوجته ويرحب الجميع بل ويشجعونه على ذلك..

المرأة المدخنة

التدخين عادة سيئة موجودة في المجتمع من قديم الأزل ولكن طرأت علينا في الآونة الأخيره تدخين المرأة بشكل علني، وعلى الرغم من أن هذه العادة يجب أن تكون مذمومة ومرفوضة من الرجل والمرأة كونها تضر صحتهم وصحة المحيطين بهم، إلا أنه توجه كافة الانتقادات للمرأة المدخنة من أنها تتعارض  مع الأنوثة والالتزام بالآداب والسلوكيات العامة وتعليمها لأطفالها، ولكن الرجل لا تنظر إليه نفس النظرة السلبية وهو ما يعد تحيز للرجل وتشجيعه على ممارسة العادات الخاطئة.

التنمر ضد قليلات الجمال

لا ذنب لهن إذا ولدن سوداء البشرة، أو ذوات جمال محدود فهكذا خلقهن الله وميزهم بصفات جميلة أخرى لا تتوافر لغيرهم، إلا أنهم لا يسلمون من بعض ضعاف النفوس معدومي الإنسانية الذي يتنمرون عليهن ويسخرون منهن بطريقة تدخلهم في موجة من الاحباط قد تصل للانتحار، وذلك بسبب السلوك العدواني المتكرر لإلحاق الضرر بهن بشكل متكرر ومتعمد، سواء كان الضرر جسديًا، عن طريق الاعتداء بالضرب أو نفسيًا عبر السخرية والاستهزاء.

ميراث المرأة حق حلال أكله

ميراث المرأة حق شرعي نص عليه القران الكريم والقوانين الوضعية، إلا أنه على الرغم من ذلك، ما زالت نساء تجاهدن من أجل الحصول على الحق الشرعي والقانوني دون رغبة في زيادة، أو في امتيازات خاصة، ويرجع عدم الاعتراف بميراث النساء إلى الجهل الديني وتجاهل أوليّ النصوص الدينية الواضحة، وعلى الرغم أن القضاء يضمن لهن حقهن كاملاً وليس جزءا منه كما قد تفعل المجالس العرفية التي كثيرا ما تحاول إرضاء الطرفين حتى تستمر العلاقات الاجتماعية ولو على حساب الحق الشرعي، وﻷن مراحل التقاضي طويلة وتحتاج تكاليف، “النساء يوافقن على جزء من حقهن من أجل صورته أمام الناس و المجتمع و لأن حبل المحاكم طويل و يحتاج مصاريف و محامي و أحيانا تأخذ قضايا الميراث سنين طويلة.. أما القعدة العرفية تساعد على أخذ حقها أو حتى جزء منه بسرعة”، لذلك يطلق أبناء الأقاليم على رجال المجالس العرفية لفظ “مرضيين” لأنهم يحاولون الوصول لإتفاق يرضي الطرفين.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate