مع توقع استمرار المحادثات النووية التي انطلقت يوم الاثنين في العاصمة النمساوية، لليوم الثالث، استبعدت الولايات المتحدة إمكانية تقييم أي تقدم في الوقت الراهن. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في مؤتمر صحافي عبر الهاتف، مساء أمس الثلاثاء، إن بعض التقدم قد حدث في الجولات الماضية من المحادثات، لكن من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت طهران قد عادت في الجولة الحالية إلى الطاولة للبناء على تلك المكاسب.
كما أضاف “من السابق لأوانه حقا معرفة ما إذا كان الوفد الإيراني قد عاد بنهج بناء أكثر، ما زلنا نقيّم الآن ما إذا كان الإيرانيون قد عادوا بأجندة قضايا جديدة أو حلول أولية لتلك التي تم طرحها بالفعل”.
تقدم متواضع
إلى ذلك، أوضح قائلاً : هذه الجولة الأخيرة (الجولة الثامنة) لم تبدأ قبل شهر، بل بدأت يوم الاثنين، وربما كان هناك بعض التقدم المتواضع، لكننا بحاجة إلى رؤية المشاركين يسعون بشكل بناء وثابت للبناء على هذا التقدم”.
وتابع: “في ختام الجولة السابعة، غادرنا مع فهم مشترك لما سيكون عليه النص الذي سيكون بمثابة أساس للمفاوضات بشأن القضايا النووية، ونحن الآن بصدد تقييم خلال هذه الجولة من المحادثات، ما إذا كان المشاركون قد عادوا بأجندة من القضايا الجديدة أو الحلول الأولية لتلك التي تم عرضها بالفعل”.
كذلك شدد على أن الإدارة الأميركية برئاسة جو بايدن لا تزال تعتقد أن” أفضل طريقة لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي هي في الوقت الحالي على الأقل العودة المتبادلة إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة”.
جولة أخيرة
يذكر أن الجولة الثامنة التي انطلقت قبل يومين في فيينا (في 27 ديسمبر 2021)، يتوقع أن تكون الأخيرة، وقد تستمر أسابيع عدة، إلا أن عدة مصادر دبلوماسية أوروبية كانت حذرت مؤخرا من أن الوقت ينفد.
كما أفادت مصادر أمس بأنه إذا لم يتم التوصل لاتفاق خلال 4 أسابيع فإن ذلك يعني أنه لن يكون هناك إحياء للاتفاق النووي على الاطلاق.
العقوبات والنفط
يشار إلى أن طهران كانت أبرمت مع الدول الست الكبرى (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا) عام 2015، اتفاقاً بشأن برنامجها النووي، ما أتاح حينها رفع الكثير من العقوبات التي كانت مفروضة عليها، مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلميتها.
إلا أن مفاعيل الاتفاق باتت في حكم الملغاة منذ 2018 بعدما انسحبت الولايات المتحدة منه أحادياً في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب وأعادت فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران.
فيما تراجعت السلطات الإيرانية تدريجياً عن تنفيذ غالبية الالتزامات الأساسية التي نصّ عليها الاتفاق المذكور، إلا أن إدارة بايدن أبدت رغبتها بالعودة للاتفاق بشرط أن تعود إليه إيران أيضا، وقد بدأت الدولتان فعلاً في نيسان/أبريل الماضي (2021) مفاوضات غير مباشرة بوساطة أوروبية لإعادة إحياء خطة العمل المشتركة.
وقد عقدت لهذا الهدف 7 جولات سابقة، توصلت إلى تفاهمات حول عدد من القضايا، فيما بقيت بعض المسائل الشائكة عالقة على رأسها العقوبات والضمانات، قبل أن تستأنف الجولة الثامنة في 29 نوفمبر الماضي (2021).
ولا تزال طهران تتمسك بقوة بموضوع رفع العقوبات، والتمكن من بيع نفطها، ما قد ينعش اقتصادها والوضع المعيشي في البلاد.
كما تطالب بتقديم ضمانات من قبل الإدارة الأميركية بعدم الانسحاب مجددا وإعادة فرض عقوبات ثانية.