مع تكشف تفاصيل الهجوم الذي شهدته البصرة، يوم الثلاثاء، وتأكيد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أنه “كان يستهدف ضابطاً في القوات الأمنية، يلاحق فرق الموت ويحقق في اغتيال صحافيين بارزين”، في إشارة إلى مقتل أحمد عبد الصمد، وصفاء غالي، مطلع 2020، وجه زعيم التيار الصدري بوصلة الاتهام بدوره إلى عدد من الميليشيات.
فقد أكد مقتدى الصدر أن التفجيرات التي وقعت في المحافظة الجنوبية “سياسية”، مستبعدا بذلك تنظيم داعش، وملمحا إلى مسؤولية بعض عن الفصائل المسلحة الموالية لإيران.
اغتيالات من أجل المقاعد
لاسيما عبر قوله بتغريدة على حسابه على تويتر مساء أمس الأربعاء: “.. التفجيرات السياسية في البصرة وبعض الاغتيالات من هنا وهناك، تنبئ بتأزم الوضع السياسي، ولجوئهم للعنف؛ وهو ما سيجرّ البلاد إلى الخطر من أجل بعض المقاعد”.
إذ عزى التفجير إلى خسارة بعض المقاعد في الانتخابات، وكأنه يلمح إلى مسؤولية الفصائل التي تعرف بالولائية في البلاد، عن هذا الهجوم، وتحديدا بعض فصائل الحشد التي يمثلها تحالف الفتح، والتي أعلنت سابقا رفضها نتائح الانتخابات التشريعية النهائية.
القلق الأمني والانتخابات
وكان الصدر وجه خلال الفترة الماضية عدة انتقادات إلى الميليشيات، داعيا إلى حصر السلاح المتفلت بيد الدولة. لاسيما بعد أن أعربت تلك الفصائل المسلحة أكثر من مرة عن رفضها نتائج الانتخابات التي جرت في العاشر من أكتوبر الماضي (2021)، مظهرة تصدر التيار الصدري للنتائج بشكل لافت، فيما تراجع تحالف الفتح (الممثل السياسي لتلك الفصائل) بشكل ملحوظ حيث اقتصرت المقاعد التي حازها على 15.
وألقت تلك النتائج بظلالها على الوضع الأمني في البلاد، لاسيما بعد أن تمسك الخاسرون بالتهديد والوعيد!
يذكر أن أربعة أشخاص كانوا لقوا حتفهم الثلاثاء في الانفجار الذي وقع قرب مستشفى في وسط البصرة، كبرى مدن جنوب العراق، وفق ما ذكرت حينها قوات الأمن، مأ أعاد إلى المحافظة ذكريات أحداث أليمية شهدتها على مدى السنوات الماضية.
فمنذ التظاهرات التي هزت البلاد في أكتوبر 2019 ضدّ الفساد والبطالة، تعرّض العشرات من الناشطين في البصرة للاغتيال أو محاولات الاغتيال، فيما اختطف آخرون.