“ماري ووكر” أول امرأة تحصل على وسام الشرف الأمريكي
وسام الشرف هو أعلى وسام عسكري مرموق يتم يمكن منحه من قِبَل حكومة الولايات المتحدة تكريماً للجنود الأمريكيين من أصحاب المواقف البطولية والشجاعة الاستثنائية
في تاريخ الولايات المتحدة كله، هناك امرأة واحدة فقط حصلت على وسام الشرف الرئاسي، أو ما يعرف باسم Medal Of Honor. وكانت الجرّاحة ماري إدواردز ووكر هي تلك المرأة الاستثنائية.
بصفتها جراحة ومدافعة عن حقوق المرأة ومدافعة عن إلغاء الرق وجاسوسة أيضاً، أصبحت والكر أول امرأة تعمل في الجراحة في الجيش الأمريكي خلال الحرب الأهلية. قبل أن تتلقى السيدة أكثر ميدالية تكريم مرموقة في البلاد.
ووسام الشرف MOH هو أعلى وسام عسكري مرموق من قِبَل حكومة الولايات المتحدة يمكن منحه تكريماً للجنود الأمريكيين والبحارة ومشاة البحرية والطيارين وخفر السواحل الذين يقومون بأعمال شجاعة استثنائية.
وبالتالي، أن تُمنح امرأة هذه الميدالية في فترة الحرب الأهلية الأمريكية التي امتدت من 1861 حتى 1865، فهي خطوة غير مسبوقة سواء وقتها أو حتى في يومنا هذا.
نشأة ماري ووكر.. أول امرأة تنال ميدالية الشرف الأمريكية
وُلدت ماري إدواردز ووكر في 26 نوفمبر/تشرين الثاني من العام 1832 في أوسويغو، نيويورك. وكانت الابنة الخامسة لناشطين معارضين لعقوبة الإعدام ألفاه وفيستا ويتكومب ووكر.
شجعها والداها على التفكير بحرية وفقاً لموقع Women’s History للنساء المؤثرات، وسمحوا لها بارتداء السراويل قبل أن يصبح شائعاً بين النساء، واللاتي كن يرتدين في ذلك الوقت الكورسيهات والفساتين.
كان التعليم مهماً لعائلة ووكر، إذ بدأ والدا ماري أول مدرسة مجانية في أوسويغو، لكي تكون بناتهما متعلمات مثل ابنهما. وخارج المدرسة، ساعد جميع الأطفال في العمل اليدوي في مزرعة والديهم.
بعد أن أنهت ماري دراستها في مدرسة والديها، التحقت واثنتان من شقيقاتها الأكبر سناً بمدرسة فالي بنيويورك. وعندما تخرجت ووكر، أصبحت معلمة في إحدى المدارس، لكنها وضعت نصب أعينها حلماً قديماً بأن تصبح طبيبة.
تغيير التخصص المهني من التعليم إلى الطب وتعيينها في الجيش
عملت ماري حتى ادخرت ما يكفي من المال لدفع تكاليف كلية الطب. ثم التحقت بكلية الطب في سيراكيوز وحصلت على شهادتها في الطب عام 1855. وبذلك أصبحت ثاني امرأة تتخرج في هذه الكلية بعد البريطانية إليزابيث بلاكويل.
بعد بضعة أشهر من استقرارها في أوهايو، أسست ماري عيادات لها في منطقة روما بولاية نيويورك، وتزوجت من الطبيب ألبرت ميلر الذي مارست معه مهنة الطب؛ ثم ما لبث الزوجان أن انفصلا عام 1859 وتطلقا رسمياً بعدها بـ10 سنوات.
بعد فترة وجيزة من اندلاع الحرب في عام 1861، حاولت ووكر الانضمام إلى الاتحاد كطبيبة جراحة في واشنطن العاصمة، ولكن تم رفضها بسبب جنسها.
ووكر لم ترتدع بسبب الرفض، إذ تولت منصباً غير مدفوع الأجر بصفتها الجراحة المتطوعة الوحيدة في مستشفى مكتب براءات الاختراع في الولايات المتحدة.
وبعد تخصيصها للوقت في عام 1862، حصلت ووكر على شهادة من كلية هيجيو العلاجية في مدينة نيويورك، وعندما عادت للعمل التطوعي، عملت في ساحة المعركة في مستشفيات الخيام في وارنتون وفريدريكسبيرغ بولاية فرجينيا.
وفي سبتمبر/أيلول من العام 1863 عيَّنها الجنرال جورج إتش توماس مساعدة جراح في جيش كمبرلاند بسبب سمعتها في المهنة، وبذلك كانت أول امرأة تشارك في الحرب الأهلية، وأول جراحة على الجبهة.
تم تعيين ماري ووكر في فوج أوهايو رقم 52 في ولاية تينيسي، وسرعان ما تبنت زي الضباط التقليدي في وقتها، مع تعديله بشكل مناسب للنساء.
تم سجنها بتهمة الجاسوسية!
في أبريل/نيسان 1864، تم القبض على ووكر كجاسوسة من قبل القوات الكونفدرالية بعد أن عبرت خطوط المعركة لمساعدة طبيب الكونفدرالية في الجراحة.
كتبت كيلي آر هانكوك، مديرة البرامج العامة في متحف الحرب الأهلية الأمريكية، بحسب موقع How Stuff Works: “تم سجن ماري في ريتشموند كاسل ثاندر، الذي كان سجناً في الأساس للمدنيين الجامحين، والعاهرات، والنقابيين والهاربين من الخدمة”
وبما أن ماري ووكر كانت امرأة فقد انضمت لمستودعات السجن المخصصة للسجينات من بائعات الهوى، وظلت ماري هناك لمدة أربعة أشهر من 21 أبريل إلى 12 أغسطس/آب، عندما تم إطلاق سراحها في تبادل لأسرى الحرب.
بعد هذا بشهرين عملت ووكر مساعد جرّاح في مستشفى سجن نسائي ثم بعدها في دار للأيتام. وقد تركت الخدمة الحكومية في يونيو/حزيران 1865، وحصلت بعد ذلك بوقت قصير على وسام الشرف تكريماً لدورها مع الجيش في الحرب الأهلية Britannica.
مشاركتها في حركة الإصلاح وانخراطها في النشاط النسوي
تم انتخاب ووكر رئيسة للجمعية الوطنية لتعديل ثقافة الملابس بالبلاد في عام 1866، ولعدة سنوات بعد ذلك ارتبط ارتباطاً وثيقاً ببيلفا آن لوكوود في حركات الإصلاح المختلفة.
وبيلفا لوكوود هي ناشطة نسوية ومحامية أمريكية كانت أول امرأة يتم قبولها لممارسة القانون أمام المحكمة العليا الأمريكية.
وقد احتفت المنظمات النسوية على نطاق واسع بخدمة ووكر في الحرب الأهلية. وكانت ووكر من أول السيدات اللاتي ارتدين ملابس رجالية كاملة.
ويُعتقد بحسب موقع The Lancet أنه ووكر تم القبض عليها في أكثر من مناسبة بسبب “تهم التنكر في هيئة رجل”، وادعائها أن الكونغرس الأمريكي منحها الإذن بهذا اللباس.
إلا أنه وفقاً لذات الموقع لم يتم توثيق تلك المواقف بشكل رسمي دقيق.
لنيللي عادل
عربي بوست -موقع حزب الحداثة و الديمقراطية