لم تتوقف شرارة المعارك مطلقا على الحدود بين روسيا وأوكرانيا، وهناك تأهب دائم تحسبا لأي عمليات عسكرية من الجانب الروسي، أو من الانفصاليين في الشرق.
وتشهد المناطق الحدودية بين البلدين رشقات نارية متقطعة، وقصف بالقذائف، وهذا يحدث كل ليلة، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”.
وتشبه هذه المناوشات أيام الحرب التي اندلعت عام 2014، وخاصة في إقليمي لوغانسك ودونيتسك، وتحديدا في المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون المدعومون من روسيا.
ويقول مسؤولون أوكرانيون وغربيون إن “شيئا أكثر خطورة يمكن أن يتشكل”، في إشارة إلى احتمال اجتياح عسكري روسي لأوكرانيا.
وفي الأسابيع الأخيرة، حذر مسؤولون من أن روسيا تتحضر “لعمل عسكري كبير، وربما غزو كامل” ضد أوكرانيا. وقدر مسؤولو المخابرات الأميركية أن موسكو قد وضعت خططا لشن هجوم عسكري يشارك فيه نحو 175 ألف جندي يبدأ في وقت مبكر من العام المقبل.
وتظهر صور حديثة من أقمار اصطناعية “تراكما في المعدات” على الحدود، بما في ذلك دبابات ومدفعيات.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الأوكرانيين وداعميهم من أميركا وأوروبا الغربية هم من يحرضون على الحرب، مشيرا إلى ما يسميه التهديدات الأمنية لروسيا، بما في ذلك مناورات الناتو في البحر الأسود.
ووسط هذا القلق المتزايد، سيتحدث الرئيس بوتين مع الرئيس الأميركي جو بايدن، عبر الفيديو، الثلاثاء. وقال البيت الأبيض إن بايدن “سيؤكد من جديد دعم الولايات المتحدة لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها”.
وبالنسبة للمقاتلين لم يتغير شيء في الميدان، فالخنادق موجودة والمناوشات مستمرة، والحديث عن حرب جديدة هو أمر مفاجئ لهم، لأنهم يعتبرون أن الحرب القديمة لم تنته بعد، رغم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار عام 2015 بين الحكومة الأوكرانية والانفصاليين، بحسب الصحيفة.
فعندما يعرف بـ”خط التماس” الذي يفصل بين الجانبين، تسمع بانتظام أصوات البنادق الرشاشة والقذائف الصاروخية والمدفعية، ويقتل عدد من الجنود الأوكرانيين كل شهر، معظمهم بنيران القناصة.
وقتل سبعة جنود في سبتمبر الماضي، واثنان في أكتوبر، وستة في نوفمبر. وفي الأسبوع الماضي، أصبح جندي يبلغ من العمر 22 عاما، ويدعى فاليري هيروفكين، أول قتيل في ديسمبر الحالي.
وتقول الصحيفة إن الجنود الأوكرانيين على أهبة الاستعداد للدفاع عن بلدهم، وهم في حالة تأهب قصوى، وإنه حتى عند إطلاق النار عليهم، فهم يستجيبون لأوامر صارمة بعدم الرد، ما لم يكن ذلك ضروريا للغاية.
وقال الجنرال ألكسندر بافليوك، قائد عملية القوات المشتركة التي تقاتل الانفصاليين، إنه إذا حدث هجوم كبير، فإن القوات الأوكرانية لن تكون قادرة على صد الجيش الروسي دون مساعدة من الدول الغربية، وتحديدا الولايات المتحدة.