تعتبر العقوبات الاقتصادية على الكيانات والشخصيات السورية أبرز العوائق أمام رحلة عودة العلاقات مع الحكومة السورية، والتي بدأتها بعض الدول العربية، من بوابات عدة أبرزها بوابة الاقتصاد ومشاريع التنمية وإعادة الإعمار.
“أجنحة الشام” في مرمى العقوبات
واستكمالاً لملف العقوبات أعلن الاتحاد الأوروبي فرض إجراءات تقييدية على 17 فردًا و11 كيانًا، بينها شركة “أجنحة الشام” للطيران، ومكتب تركي لخدمات السفر وشركات وشخصيات بيلاروسية، لمشاركتهم في نقل مهاجرين إلى بيلاروسيا.
وأصدر المجلس الأوروبي مساء الخميس بياناً، تبنى خلاله الحزمة الخامسة من العقوبات بسبب استمرار انتهاكات حقوق الإنسان واستغلال المهاجرين.
واستهدفت العقوبات بحسب البيان إلى جانب الشركة السورية، مسؤولين سياسيين رفيعي المستوى في نظام الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو، وشركات، مثل شركة الطيران البيلاروسية، ومنظمي رحلات سياحية وفنادق ساعدوا على تحريض وتنظيم عبور المهاجرين من المعابر الحدودية غير الشرعية عبر روسيا البيضاء إلى الاتحاد الأوروبي، واستغلال الهجرة لأغراض سياسية.
ويؤكد الدكتور في العلاقات الدولية الاقتصادية عبد المنعم الحلبي أن العقوبات الأوروبية على شركة أجنحة الشام، جاءت بسبب عدم التزام الشركة بالتحذيرات المتكررة للدول الأوروبية حول مساهمتها في وصول مهاجرين إلى بيلاروسيا.
ويرى الحلبي خلال حديثه أن العقوبات الأوروبية على شركة الطيران السورية هي عبارة عن عقوبات مؤقتة.
عقوبات مؤقتة؟
ويقول: «أعتقد أن هذه العقوبات ستكون مؤقتة، ستنتهي في حال التزمت الشركة بالتحذيرات السابقة، هذه الشركة كانت تقدم دعما لوجستيا الشركة العامة للطيران السورية الحكومية، وعلى الرغم من الأنشطة المعروفة لها فيما يتعلق بتقديم دعم لوجستي الميليشيات الإيرانية في سورية.. لم يفرض الاتحاد الأوروبي عليها أي عقوبات فيما مضى».
ويؤكد الحلبي أن العقوبات ستؤثر خلال المرحلة المقبلة على شركة أجنحة الشام، لا سيما فيما «فيما يتعلق بجزء كبير من رحلاتها وتعاملاتها المالية الموازية لأنشطتها».
وكان الاتحاد الأوروبي أعلن عبر المفوضية التنفيذية قبل أسابيع، أنه يراقب الرحلات الجوية إلى بيلاروسيا من 20 دولة، منها سوريا، في محاولة لمنع المزيد من المهاجرين من السفر إلى حدود الاتحاد من قبل الحكومة في مينسك.
وليست المرة الأولى التي تتعرض فيها شركة “أجنحة الشام” للعقوبات الاقتصادية، إذ أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع للخزانة الأمريكية، “أجنحة الشام” ضمن قائمة العقوبات الأمريكية أواخر 2016، لتقديمها الدعم المالي والتكنولوجي والخدمي لحكومة النظام السوري وللخطوط الجوية السورية.
بيلاروسيا تتسبب بأزمة دولية
ويتّهم الاتحاد الأوروبي بيلاروسيا بتدبير تنقّل موجه من المهاجرين واللاجئين، لمحاولة دخول أراضي الاتحاد الأوروبي.
وفي تحرك دولي، صدر قرار من جهات مختصة في الإمارات، وتركيا يمنع سفر مواطني دول بينها سوريا إلى العاصمة مينسك.
كما اتفق الاتحاد الأوروبي وتركيا على قيام أنقرة بمراقبة رحلات الطيران المتجهة إلى بيلاروسيا بشأن قضية اللاجئين.
وهذا يأتي ضمن محاولة لمنع استخدامها لنقل المهاجرين باتجاه حدود بولندا.
وبحسب السلطات البولندية، فإن ما يقرب من 4000 شخص ما زالوا عبر الحدود.
وترفض القوات البولندية العديد من محاولات عبور المهاجرين كل يوم، وسط تعرضهم لمخاطر اللجوء إلى أوروبا.
اللجوء إلى أوروبا رحلة خطرة
وخلال الأسابيع القليلة الماضية توفي العديد من المهاجرين، معظمهم من السوريين، خلال محاولتهم اللجوء إلى أوروبا عبر بيلاروسيا، وسط مخاطر تمثلت في أجواء شديدة البرود وأوضاع إنسانية صعبة.
ووثقت منظمة هيومن رايتس ووتش انتهاكات وسوء معاملة ارتكبت بحق لاجئين على الحدود بين دولتي بيلاروسيا وبولندا، بينهم مئات السوريين.
وأفاد تقرير للمنظمة، أنه في ظروف مناخية قاسية، احتجز اللاجئين بشكل قسري في أماكن مفتوحة.