يبدو أن التقارب الروسي الإسرائيلي يزداد يوماً بعد يوم في سوريا، لا سيما في نقطة تلتقي فيها مصالح الجانبين كل بحسب استراتيجيته، ولاسيما في تقويض النفوذ الإيراني في سوريا.
وفيما يبدو أنه رسالة جديدة لإسرائيل شددت وزارة الدفاع الروسية على أن قوّاتها المتمثلة بالشرطة العسكرية «تقوم بواجبها في مرتفعات الجولان»، وذلك لمنح تحركات من وصفتهم بالإرهابيين على الحدود السورية الإسرائيلية.
وقال رئيس المديرية الرئيسية للشرطة العسكرية بوزارة الدفاع الروسية، العقيد سيرجي كورالينكو، يوم أمس، إن مركزاً للشرطة العسكرية الروسية، موجود في الجولان، تزامناً مع الحرب ضد “الإرهابيين“، المستمرة منذ ربيع عام 2011.
الشرطة العسكرية تحمي إسرائيل؟
ويشير كورالينكو في التصريحات التي نقلتها قناة “tvzvezda” الروسية، الأحد، فيما يبدو بحسب الأجواء السياسية إلى الميليشيات الإيرانية، فيما يمكن اعتباره أن الجهود التي تبذلها روسيا حالياً ومستقبلاً في سوريا ستنصب لمنع تلك الميليشيات من استهداف إسرائيل عبر الحدود السورية الشمالية.
ويدعم ذلك إشارة العقيد الروسي إلى تمكن من وصفهم بـ“المسلحين” طرد القوات الأممية تدريجيا من هناك منذ عام 2011 لكن في عام 2018 جاء الجيش الروسي إلى المنطقة.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي حسام نجار أن روسيا ترى نفسها من خلال وجود شرطتها العسكرية، الدرع الأساسي والمانع لتقدم “حزب الله” اللبناني والميليشيات الإيرانية باتجاه الحدود السورية مع إسرائيل.
رسائل روسية لأميركا وإسرائيل؟
ويقول المحلل السياسي: «روسيا لا يمكنها أن تقف عائقاً أمام اسرائيل بل ملبية لرغباتها، وكلنا يذكر احداثيات القوات الايرانية التي ترسل لإسرائيل، بالمقابل ترسل رسالة لأميركا، وإسرائيل أن وجودها هو الذي منع أي عمليات تطال المناطق والقوات الاسرائيلية، وبالتالي عليكما أن تهتمان بوجود قواتي داخل سوريا وتراعيان أي حل سياسي لاحق لقواتي على الأرض».
وأصبحت منطقة الحدود السورية-الإسرائيلية لسنوات بعد خروج القوات الأممية، مسرحًا للمواجهات العسكرية بين الجيش الإسرائيلي والميليشيات الإيرانية وقوات “حزب الله”، كما استهدفت إسرائيل، بمئات الغارات الجوية خلال الفترة ذاتها، مواقع عسكرية تابعة لإيران و”حزب الله” على الأراضي السورية، قبل أن يتدخل الجيش الروسي ويفرض سيطرته على المنطقة عام 2018.
جهود روسية وإسرائيلية لتقليص الدور الإيراني
ويبدو أن روسيا عازمة بشكل جدي على تقويض النفوذ الإيراني في سوريا، أكثر من أي وقت مضى، لا سيما بعد أن استقبلت الجانب الإسرائيلي وأعطت تل أبيب «ضوء أخضراً»، لاستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد مواقع إيران في البلاد، وفق تقارير صحفية.
كذلك بدأت إسرائيل مؤخراً، في رفع جاهزيتها العسكرية لمواجهة إيران، إذ أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية قبل أسابيع أن الجيش الإسرائيلي يخطط لاستثمار 324 مليون دولار أميركي، في تدريبات وحدات الاحتياط خلال العام القادم، وذلك في إطار الاستعدادات لعملية عسكرية ضد الميليشيات الإيرانيّة في كل من سوريا ولبنان.
وبحسب تقارير إسرائيلية فإن «قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، بقيادة الجنرال أمير برعام، تدريبات تضمنت محاكاة سيناريوهات قتال تعتمد على قوات الاحتياط، إلى جانب القوات النظامية، في المجالات البرية والجوية والبحرية، فضلاً عن استخدام الاستخبارات الإلكترونية والطائرات المسيرة العسكرية».
وعملت تل أبيب مؤخراً على نصب منظومات رصد متطورة للكشف المبكر عن أي تهديدات أمنية وعسكرية على الحدود مع سوريا ولبنان.