من هو نيكولو ميكافيلي؟
نيكولو ميكافيلي، سياسي ودبلوماسي إيطالي. من أشهر كتاب فترة النهضة وهو أيضًا مؤرخ وفيلسوف، ويشتهر بكونه أب العلوم السياسية الحديثة.
نبذة عن نيكولو ميكافيلي
وُلد نيكولو ميكافيلي في الثالث من أيار عام ألف وأربعمئة وتسعة وستين في فلورنسا بإيطاليا، عمل دبلوماسيا ً لمدة أربعة عشر عاما ً في جمهورية فلورنسا الإيطالية أثناء نفي عائلة ميديتشي Medici الحاكمة، عندما عادت العائلة إلى السلطة في عام ألف وخمسمائة واثني عشر تم طرد ميكافيلي وسجن لفترة وجيزة. ثم كتب “The Prince” وهو دليل للسياسيين على استخدام المكر وعدم الرحمة للوصول إلى أهدافهم، وسميت هذه النظرية “الميكافيلية” ولُّقب “أب النظرية السياسية الحديثة”، كما كتب العديد من القصائد والمسرحيات. توفي في الواحد والعشرين من حزيران عام ألف وخمسمائة وسبعة وعشرين في فلورنسا، إيطاليا.
بدايات نيكولو ميكافيلي
وُلد نيكولو دي بيرناردو دي ميكافيلي في الثالث من أيار عام ألف وأربعمائة وتسعة وستين في مدينة فلورنسا في إيطاليا، في زمن كانت فيه الدولة مقسمة إلى أربع أقاليم متنافسة مما جعلها تحت رحمة باقي الحكومات الأوروبية القوية.
كان والده يعمل محاميا ً وكان له أختان أكبر منه وأخ أصغر منه.
لم يتلقى ميكافيلي تعليماً واسعاً لكنه أظهر ذكاءً حاد. اتبع ميكافيلي في بداية الأمر المصلح سافونا رولا الذي كان يخاطب داعيًا الشباب الإيطالي للتمسك بالفضيلة لكنه لم يلبث أن ابتعد عن سافولا.
من عام 1494م إلى 1512م، تقلد ميكافيلي الشاب منصباً إدارياً في الحكومة، زار خلالها البلاط الملكي في فرنسا، وألمانيا، وعدة مقاطعات إيطالية في بعثات دبلوماسية.
إنجازات نيكولو ميكافيلي
أصبح ميكافيلي دبلوماسيا ً بعمر صغير وذلك بعدس سقوط عائلة ميديتشي Medici التي كانت تحكم فلورنسا وذلك في عام ألف وأربعمائة وأربعة وتسعين، وفي عام ألف وأربعمائة وثمانية وتسعين تم تعيينه كمستشار وموظف في مكتب المحفوظات في جمهورية فلورنسا، حيث كان مسؤولا ً عن إرسال الرسائل الرسمية وتنفيذ قرارات تتعلق بالسياسة العامة وخدم في هذا المنصب لمدة أربعة عشر عاما ً خلال فترة نفي عائلة ميديتشي، ذهب ميكافيلي في عدة مهمات دبلوماسية ودخل مفاوضات في العلاقات الدولية، وزار فرنسا وروما وحضر في محكمة لويس الثامن والمحكمة الاسبانية، وكسب سمعة في وسطه نتيجة أساليبه الملتوية ومفاجأته لمساعديه باستمرار بتصرفاته التي كانت تصل إلى حد الوقاحة أحيانًا.
بعد محاولته الفاشلة لتنظيم مقاومة عسكرية ضد عودة عائلة Medici إلى الحكم في عام ألف وخمسمائة واثني عشر، تم تعذيبه وسجنه ومنعه من القيام بأي دور ناشط في الحياة السياسية.
رغم أن هذه المرحلة كانت سوداوية في مسيرته إلا أن بعده عن النشاط السياسي جعله يتفرغ لقراءة التاريخ الروماني وكتابة الأطروحات السياسية وأهمها كان “The Prince” والذي كان يتمحور حول الحكم الملكي وصراع البقاء وقدرة الانسان على التحكم بمصيره في وجه القدر، وهو ما تم تفسيره على أنها الفلسفة السياسية التي تجعل الشخص يقوم بأي شيء للوصول إلى هدفه أو ما عُرف لاحقا ً “الغاية تبرر الوسيلة”، وأصبح هذا العمل بمثابة دليل للسياسيين حول استخدامهم للمكر وخدمة الذات بلا رحمة وبدأ يطلق على تلك التصرفات مصطلح “الميكافيلية”.
أدان البابا كليمنت الثامن هذا الكتاب معتبرا ً أنه يحرض على الحكم بالخوف والخديعة، في أحد مقاطعه يذكر ميكافيلي في كتابه: “بما أن الخوف والحب من الصعب أن يجتمعا سويا ً، إذا كان علينا الاختيار بينهما، فالأكثر أمانا ً أن يخافوا منك على أن يحبوك”.
بالإضافة إلى كتابه The Prince، كتب ميكافيلي في عام ألف وخمسمائة وسبعة عشر ‘Discourses on the First Decade of Titus Livy’ وهو عمل سياسي تاريخي وفلسفي يناقش توسع روما القديمة خلال نهاية Third Samnite War في عام مئتين وثلاثة وتسعين قبل الميلاد.
كما كتب مجموعة أعمال سياسية وتاريخية منها ‘Dell’Arte della Guerra’ بين عامي ألف وخمسمائة وتسعة عشر وألف وخمسمائة وعشرين، ‘Discorso sopra il riformare lo stato di Firenze عام ألف وخمسمائة وعشرين، ‘Sommario delle cose della citta di Lucca’ في نفس العام و‘Istorie Florentine’ بين عامي ألف وخمسمائة وعشرين وألف وخمسمائة وخمسة وعشرين وهو مؤلف من ثمانية مجلدات تتكلم عن تاريخ فلورنسا بالإضافة إلى أطروحة On the Art of War عام ألف وخمسمائة وواحد وعشرين.
كما ألَّف مجموعة من القصائد الشعرية والمسرحيات منها المسرحية الساخرة The Mandrake في عام ألف وخمسمائة وأربعة وعشرين و ‘Asino d’oro’ عام ألف وخمسمائة وسبعة عشر، ‘Clizia’ عام ألف وخمسمائة وخمسة وعشرين و‘Frammenti storici’ في نفس العام.
حياة نيكولو ميكافيلي الشخصية
تزوج ميكافيلي من مارييتا كورسيني Marietta Corsini، ورزقا بستة أطفال هم غويدو، لودوفيكو، باتشينا، برايمرانا، بييرو وبيرناندو. استمر زواجهما حتى وفاته عام 1527.
من أشهر أقوال الفيلسوف الإيطالي نيكولو ميكافيلي
- قبل كل شيء آخر سلَّح نفسك.
- إذا كان لا مفر من أذية أحد فلتؤذه بقسوة تجعلك لا تخاف من انتقامه.
- من أراد أن يطاع فعليه أن يعرف كيف يأمر.
- على الأمير أن يخشى كل خصومه، وكثير من أصدقائه، ومعظم رعاياه، وعليه أن يتخلّص من خصومه وحساده بكل ما أوتي من قوة.
- إذا أردت أن تنجح فإن طيبة القلب لن توصلك إلى ما تريد .
- “الطريقة الأولى لتقدير ذكاء الحاكم هي النظر إلى الرجال الذين حوله.”
- الأمير العاقل ينبغي له حين تواتيه الفرصة أن يثير العداوة بدهاء حتي يزيد بقمعها من عظمة نفسة.
- ليست الألقاب هي التي تشرّف الرجال، بل الرجال هم الذين يشرّفون الألقاب.
- “أفضل حصن موجود في حب الناس، لأنه على الرغم من أنه قد يكون لديك حصون ، إلا أنها لن تنقذك إذا كرهك الناس”.
- حيث يكون الاستعداد عظيماً لا يمكن أن تكون الصعوبات عظيمة.
- “كل شخص يرى ما تبدو عليه، قلة منهم يعرفون حقًا ما أنت عليه.”
- أحياناً يجب أن نختار من بين خيارين كلاهما مُر، لا يمكننا إسعاد الجميع، ولا يمكننا الإعتماد على افتراضات مبسطة عن الصواب والخطأ، العالم أكثر تعقيداً..
وفاة نيكولو ميكافيلي
في سنواته الأخيرة بقي ميكافيلي في قرية صغيرة جانب فلورنسا وتوفي في المدينة في الواحد والعشرين من حزيران عام ألف وخمسمائة وسبعة وعشرين.
دُفن ميكافيلي في قبر في كنيسة Santa Croce والتي للسخرية مُنع من دخولها في آخر سنوات حياته.
حقائق سريعة عن نيكولو ميكافيلي
- رغم أن ميكافيلي كان يتقن اللاتينية إلا أن مراسلاته الشخصية كانت دائما ً باللغة الإيطالية.
- نال لقب “أب النظرية السياسية الحديثة”.
- وضع واحدة من النظريات السياسية الهامة وهي “الميكافيلية”.