تأثير العنف على صحة المرأة
العنف ضد المرأة ليس مجرد حدث قصير التأثير، بل ينتج عنه الإصابة بأمراض مزمنة، إليك تأثير العنف ضد المرأة على صحتها جسديًا ونفسيًا في هذا المقال.
لا تقتصر خطورة تعنيف المرأة عليها فحسب، فعدا عن تهديد صحتها الجسدية والعقلية يمتد التهديد ليطال أطفالها والصحة المجتمعية، وسنتناول في هذا المقال تأثير العنف ضد المرأة على صحتها.
تأثير العنف ضد المرأة على صحتها
يمكننا توضيح تأثير العنف ضد المرأة على صحتها كما الاتي:
1. تأثير العنف ضد المرأة على صحتها للمدى القريب
ما نقصده في التأثير على المدى القريب هو التأثير الأولي والمباشر للعنف، حيث يكون في الغالب ما قبل تشخيص وتحول الأمر إلى أمراض مزمنة، وقد يشمل هذا الأثر الكدمات، والجروح، والنزيف.
عندما نتحدث عن الأثر قريب المدى من المهم جدًا أن تقوم المرأة بالكشف عنه بشكل مستعجل لدى الطبيب، مع العلم أن العديد من الإصابات لا يمكن اكتشافها سوى بعد إجراء الفحوصات اللازمة.
وفيما ياتي أهم الحالات التي يتم تسجيلها بالمستشفيات وتشمل اثار العنف الجسدية قصيرة المدى:
- نزيف في المهبل وألم في الحوض.
- الحمل غير المرغوب به.
- الأمراض المنتقلة جنسيًا.
- اضرابات في النوم، والأرق، والكوابيس.
- الإجهاض في حال كانت الزوجة حاملًا.
2. تأثير العنف ضد المرأة على صحتها للمدى البعيد
أما تأثير العنف ضد المرأة على صحتها بعيد المدى، فنقصد به الأمراض التي قد تنجم عن التعنيف المستمر للمرأة.
ويبدو أن هذه الأمراض هي الأكثر شيوعًا لدى النساء المعنفات وبالتالي قد يؤدي العنف ضدها لإصابتها بها:
- التهابات المفاصل.
- الربو.
- مشاكل في الجهاز الهضمي، كقرحة المعدة والقولون العصبي.
- مشاكل وأمراض في القلب.
- الصداع النصفي والالام المزمنة.
- اضطرابات في النوم للمدى البعيد.
- ضعف المناعة الجسدية.
- مشاكل وأمراض جنسية.
- القلق والتوتر.
- الأمراض العقلية.
3. تأثير الإصابات الدماغية الرضية (TBI) نتيجة العنف
أكثر الإصابات شيوعًا لدى النساء اللاتي يعانين من العنف الزوجي والأسري هي إصابات دماغية رضية جراء التعرض للضرب المبرح أو السقوط على الرأس.
ومن الأعراض والأمراض التي قد تنتج عن هذه الإصابات الخطيرة ما يأتي:
- الصداع.
- القلق المزمن والارتباك.
- فقدان الوعي.
- الدوخة.
- الاستفراغ والغثيان.
- صعوبات في النطق.
- فقدان الذاكرة.
- فقدان القدرة على التركيز.
وتجدر الإشارة هنا إلى كون بعض الأعراض قد تستغرق بضعة أيام منذ تعرض المرأة للعنف، لذا من الواجب عدم الاستخفاف بإصابة الرأس وإخبار الطبيب عنها مباشرة لأخذ الحيطة وتدارك تداعياتها.
4. تأثير العنف ضد المرأة على صحتها العقلية والنفسية
كما أشرنا سابقًا، فإن النساء اللاتي يتعرضن للتعنيف هن أكثر ميلًا لتطوير بعض الأمراض العقلية والنفسية، ومن أكثر هذه الأمراض شيوعًا ما يأتي:
- اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
هو اضطراب قد يحدث نتيجة لتعرض الإنسان لموقف مروع في حياته، مثل: حادث سير، أو حرب، أو اعتداء جسدي أو جنسي.
وقد يشعر المصاب بهذا الاضطراب بتوتر مزمن، وصعوبات في النوم، وتقلبات مزاجية، وصعوبة في تذكر تفاصيل تتعلق بالحدث، وهو اضطراب يقتضي رعاية طبية خاصة من الطبيب النفسي.
- الاكتئاب
لا يمكن بتاتًا الاستخفاف في اكتئاب المرأة المعنفة، فهو في الغالب يفوق كونه مجرد حالة، بل يصبح مرضًا متأصلًا في الغالب، لذا من الضروري توجيهها للعلاج.
- القلق
قد تعاني المرأة المعنفة من نوعين من القلق، الأول عبارة عن حالة من القلق المزمن والعام الذي لا يفارقها خلال يومها.
والثاني قد يصيبها على شكل نوبات قوية من القلق، والاستنفار والعصبية التي تستحوذ عليها.
- الانكفاء على النفس
قد تلجأ المرأة المعنفة إلى الانزواء والانكفاء على نفسها، حيث يصبح من المحرج لها أن تدافع عن معنفها وأن تخفي اثار الإصابات طيلة الوقت.
هذا الأمر يحد من احتمالات طلبها يد العون، وبالتالي يجعلها تعيش حالة من العنف المستمرة التي لا تستطيع وقفها.
بعض النصائح حول العنف ضد المرأة
في النهاية يتوجب علينا أن نذكر بعض الملاحظات الهامة في هذا السياق كما الاتي:
- يجب عليك التأكد من أنك قادرة على وضع حد للأذى الذي تتعرضين إليه إن كنت امرأة معنفة، ولا تتأملي أن يتغير الحال من تلقاء نفسه ولا تخلقي مبررًا لاعتداء زوجك أو قريبك عليك.
- يميل الرجال الذين يعنفون زوجاتهم إلى تعنيف أطفالهم أيضًا، هذا عدا عن الأثر النفسي الهدام الذي يتركه مشهد العنف ضد أمهم في نفوسهم، لذا يجب وقف التعنيف مباشرة وإعادة تأهيل الأطفال.
- تميل المرأة المعنفة في البيت إلى تقبل العنف خارجه أيضًا، فتصبح هشة أمام استغلال الغريب لها أيضًا، لذا لا تعنف زوجتك لتقيها عنف الاخرين.
- ينبغي عليك التأكد من أنك لست المذنبة أبدًا في حال تعرضك لعنف جسدي أو جنسي، لذا عليك ألا تخجلي من فضح الأمر والتوجه للجهات المسؤولة.
- يمكنك البدء في وضع حد لحالة العنف التي قد تعيشينها باللجوء إلى طبيبك الخاص وهو بدوره سيوجهك للجهات المختصة في منطقتك.