تتصاعد أزمة اللجوء بالنسبة للسوريين داخل البلاد وخارجها، بعد القرارات التي اتخذتها عدة دول في منعهم من التحليق نحو بيلاروسيا.
وفي خطوة غير متوقعة، أعلنت شركة “أجنحة الشام” للطيران السورية، أمس السبت، تعليق رحلاتها إلى مطار مينسك في بيلاروسيا.
وعزت الشركة قرارها، بسبب الأزمة المستمرة على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا، التي أدت إلى تصاعد أزمة اللجوء.
وقالت شركة النقل السورية الخاصة، في بيان مقتضب نشرته على صفحتها، إن قرارها جاء «نظرًا لأن أغلبية المسافرين على رحلات أجنحة الشام للطيران إلى مطار مينسك هم من الجنسية السورية، ومن الصعب التمييز بين المسافرين المتجهين إلى بيلاروسيا كوجهة نهائية والمسافرين المهاجرين».
تحرك دولي لمنع وصول السوريين إلى بيلاروسيا
قرار الشركة السورية، أتى يوم من إعلان شركة الطيران البيلاروسية “بيلافيا”، عن قرار يخص السوريين المغادرين إلى بيلاروسيا جواً.
حيث قررت السلطات التركية، منع مواطني سوريا والعراق واليمن من الصعود على متن رحلات جوية متوجهة إلى بيلاروسيا، في خطوة قد تؤدي إلى تصاعد أزمة اللجوء.
في وقت سابق من الأسبوع الفائت، ألقت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي، أورسولا فون دير لاين، باللوم على شركات الطيران التابعة لدول ثالثة لتسهيل أزمة المهاجرين.
وحذّرت من أن «الاتحاد الأوروبي، على وجه الخصوص، سوف يستكشف كيفية فرض عقوبات، بما في ذلك من خلال القائمة السوداء لشركات الطيران التابعة لدول ثالثة والتي تنشط في مجال الاتجار بالبشر».
كما أعلنت سلطة الطيران المدني العراقي، في أغسطس/ آب الفائت، تعليق الرحلات الجوية إلى بيلاروسيا إلى إشعار آخر.
ويأتي قرار الطيران المدني العراقي، في خطوة تستهدف احتواء تصاعد أزمة اللجوء.
وتلى تلك الخطوة، إغلاق القنصليتين الفخريتين التابعتين لبيلاروسيا في بغداد وأربيل أبوابهما الشهر الحالي، بناء على طلب من الحكومة العراقية.
ومع تصاعد أزمة اللجوء، باتت أجنحة الشام هي الشركة الوحيدة التي تسيِّر رحلات إلى بيلاروسيا.
وتقتصر وجهات خطوط الطيران السورية الرسمية على وجهات قليلة، غالبيتها عربية إضافة إلى طهران وموسكو.
ويبدو أنّ الشركة تحاول الخضوع للقرارات الأوروبية، لا سيما وأنّ شريكتها السورية طالتها عقوبات غربية إثر اندلاع الاحتجاجات في البلاد عام 2011.
ووصلت تذكرة السفر من دمشق إلى مينسك حوالي 2500 و3500 دولار، إضافة إلى 250 دولارًا للحصول على تأشيرة دخول إلكترونية.
ويعتبر هذا المبلغ عالٍ جداً بالنسبة للسوريين داخل البلاد، حيث يعيش أكثر من 90% من السوريين تحت خط الفقر.
وبالنسبة للخط الثاني الذي يعتمد عليه السوريين للوصول إلى بيلاروسيا، فقد ذكرت وكالة فرانس برس أن سلطات المطار بدأت منذ شهر في منع العراقيين الوافدين إلى بيروت من التوجه على متن رحلات للخطوط البيلاروسية.
كما باتت أكثر تشدداً إزاء المسافرين اللبنانيين والسوريين المقيمين في لبنان باتجاه مينسك.
وأوضح المصدر ذاته، أنّه تم خفض الرحلات من بيروت إلى مينسك مؤخراً من أربع أو خمس أسبوعياً إلى واحدة أو اثنتين، لاحتواء تصاعد أزمة اللجوء.