ارتفعت مؤخراً وتيرة اللقاءات الأميركية الروسية لبحث العديد من الملفات العالقة، كان على رأسها ربما الوضع العسكري في شمال شرقي سوريا، والذي بدا أكثر تعقيداً مع بدء روسيا توسيع نفوذها العسكري في المنطقة تزامناً مع التهديدات التركية.
وأفادت صحيفة “الشرق الأوسط” بانعقاد جلسة حوار الأسبوع المقبل في جنيف، بين مسؤول الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي بريت ماكغورك، ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فرشينين، ومبعوث الرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف.
وبحسب الصحيفة اللندنيّة فإن الجلسة الرسمية، ستنعقد «على أمل وضع أرضية تجنب الطرفين صداماً دبلوماسياً، مع اقتراب موعد التمديد للقرار الدولي الخاص بالمساعدات الإنسانية بداية العام المقبل، وتشابك الوضع العسكري في شمال شرقي سوريا».
انعكاسات اللقاءات على شمال شرقي سوريا
ويرى الباحث في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية منير الفقير أن الملف السوري حاضراً من خلال ارتفاع وتيرة اللقاءات الأميركية الروسيّة مؤخراً.
و يصرح بأن الجانبان يناقشان ربما ترتيب انسحاب مدروس للقوات الأميركية من الشرق الاوسط عموماً ومن سوريا على وجه التحديد، وذلك من خلال ترتيب الأجواء لتصبح بإدارة روسية كجزء من الضمانة الأميركية لقوّات سوريا الديمقراطية.
وبرأي الفقير فإن أميركا تسعى لضمان عدم اجتياح القوات التركية لمناطق سيطرة قوّات سوريا الديمقراطية، وذلك عبر تسليم إدارة الوضع العسكري إلى روسيا.
وعن ذلك أضاف: «هالشي عم نشوفه بازدياد التصريحات من قسد باتجاه دمشق في لهجة تصالحية لم نسمع بها من قبل، الجماعة عم يحكو بالتنازل على حقول النفط، مقابل تأمين حدود شرق الفرات، وضمانة حمايتها من تدخل عسكري، التفاهم مع الروس وليس مع النظام، اليوم الروس عم يلعبو دور الضامن لقسد، أمام الأتراك لتحجيم الدور التركي» .
توسع روسي في القامشلي
وكانت القوّات الروسيّة وسّعت وجودها العسكري في مدينة القامشلي، عبر نقل طائرات حربية ومعدات إلى مطار القامشلي، وذلك بحجة المساهمة في منع الهجوم التركي المحتمل.
وتصاعدت اللهجة التركيّة خلال الفترة الأخيرة، حول احتمالية القيام بعمليّة عسكريّة وشيكة للمعارضة السوريّة المدعومة من أنقرة بدعم مباشر من القوّات التركيّة في مناطق الشمال السوري، وتحديداً ضد قوّات سوريا الديمقراطيّة و”وحدات حماية الشعب”.
وحذّرت من جانبها الرئيسة المشتركة لـ«مجلس #سوريا الدمقراطيّة» “إلهام أحمد” من التهاون مع التهديدات التركيّة، بشأن بدء عمليّة عسكريّة قريباً في مناطق الشمال السوري.