لا يزال تنظيم “داعش” يشكل تهديداً حقيقياً في سوريا، رغم مرور أكثر من عامين على هزيمته، إذ تنشط خلاياه في عدة مناطق سوريّة، وتتركز في البادية وسط البلاد.
وأشارت العديد من التقارير المحلية والدولية، إلى أن التنظيم يستخدم أسلوب «حرب العصابات»، ولا سيما بواسطة خلاياه في استهداف أماكن أو شخصياتٍ معينة.
في حين قدّر التحالف الدولي مؤخراً، وجود 8 إلى 16 ألف مقاتل لـ”داعش” لا يزالوا ينشطون في كلٍ من سوريا والعراق.
وعن إمكانية استمرار عناصر تنظيم “داعش” في سوريا، يُشير المختص بشؤون الحركات الإسلامية “عرابي عرابي” إلى أن التنظيم حالياً «في حالة إعادة انتشار وترميم لشبكاته الأمنية»
ويؤكد أن ذلك يأتي «بالرغم من أن التنظيم تلقى ضربات أمنية كبيرة خلال الفترة الأخيرة الماضية، من اعتقالات ومقتل عدد من قيادته في سوريا والعراق».
وإعادة الترميم «قد لا تظهر آثارها فوراً، وربما تحتاج أشهر أو حتى سنوات».
في السياق، يُشير بعض المحللون السياسيون بالقول: «من المعلوم للجميع أن ولادة حركة تنظيم “داعش” من جديد، مرهونة بالحركة والتفاعل الدولي، ووجود التنظيم في البلاد، كان جزءاً هاماً لمحاولة إجهاض الثورة السورية، وبناء نقطة ساخنة في المنطقة».
و يرون أن استخدام التنظيم لحرب عصابات على جميع الأطراف، مكنه من الحفاظ على عدة جيوب له، رغم تقلص عملياته وخساراته المتكررة.
و أن المنطقة «ليست بتلك السهولة التي تمكن الدول من القضاء عليه»، على حدِ قوله.
ويوصون بدعم سكان المنطقة عسكرياً من قبل الدول الفاعلة بالملف السوري، «لأنهم الأقدر نتيجة معرفتهم بطبيعة البلاد وتضاريسها».
و بمراقبة المنطقة من خلال التنقل عبر الحدود، وكذلك منع مصادر التمويل العسكري والمالي للتنظيم.
وسبق أن ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية، أن العديد من خلايا التنظيم تتواجد على طول الحدود السورية العراقية، فيما يختبئ عناصرها في أنفاق مخفية أو في مبانٍ أفرغها قصف التحالف.
ويحذّر التحالف الدولي من أن الخلايا المحلية للتنظيم، يمكن أن تتعزز يوماً ما بهؤلاء الفارين من السجون والمخيمات ضعيفة الدفاع التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في أماكن أخرى من شمال شرقي سوريا، والتي تأوي الآلاف من المقاتلين السابقين للتنظيم وعائلاتهم.
كما يلقي قادة (قسد) باللوم على القوات الحكومية بمناطق سيطرتها غرب نهر الفرات- التي تنشط فيها خلايا التنظيم- لأنها «لم تبذل جهوداً حقيقية للتصدي للمسلحين، حيث منحتهم قاعدة لإعادة بناء أنفسهم».