أعلنت دمشق أمس السبت، أن جنديا إسرائيليا قتل النائب السوري السابق مدحت الصالح أثناء تواجده في بلدة محاذية للجولان السوري المحتل، في حادثة اعتبرتها وسائل إعلام غربية مؤشرا على مرحلة جديدة في حرب إسرائيل ضد الوجود الإيراني بسوريا.
وذكرت وكالة “سانا” السورية للأنباء، أن قناصة في الجيش الإسرائيلي أطلقوا النار على الصالح، البالغ من العمر 54 عاماً، أثناء عودته إلى منزله في بلدة عين التينة بريف محافظة القنيطرة، في الجزء الذي تسيطر عليه سوريا من الجولان.
والصالح من مواليد بلدة مجدل شمس (في الجانب الخاضع للسيطرة الإسرائيلية من الجولان) عام 1967، اعتقلته القوات الإسرائيلية أول مرة عام 1983، وبعد الإفراج عنه عاودت اعتقاله في 1985 ليقضي 12 عاماً في السجون الإسرائيلية.
وبعد الافراج عنه عام 1997، انتقل الصالح، وهو من الطائفة الدرزية، إلى سوريا وانتُخب نائباً في البرلمان في عام 1998، وعمل مستشاراً للحكومة في مسألة الجولان. ومؤخراً كان يدير مكتباً للحكومة السورية في الجزء الذي تسيطر عليه دمشق من الجولان.
وبحسب “سانا”، تعرض الصالح لعدة محاولات قتل في السابق، منها عام 2011 حين أطلقت القوات الإسرائيلية النار عدة مرات على منزله في عين التينة المقابلة لبلدته مجدل شمس، بحسب “سانا”.
ولم تعلق إسرائيل رسمياً على حادثة الأمس. وبحسب وكالة “أسوشيتد برس”، قد يمثل مقتل الصالح بنيران قناص إسرائيلي “مرحلة جديدة في حرب إسرائيل ضد الوجود الإيراني في سوريا”.
وقد أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الصالح كان يساعد الجيش الإيراني ضد إسرائيل .
و أضافت “أسوشيتد برس”: “رفض الجيش الإسرائيلي التعليق، لكن إذا كان الادعاء السوري صحيحاً، فستكون هذه هي المرة الأولى التي يعرف فيها أن القناصة الإسرائيليين قتلوا هدفاً مرتبطاً بإيران عبر الحدود”.وكانت إسرائيل قالت إنها لن تتسامح مع وجود عسكري إيراني دائم في سوريا، و إعترفت بتنفيذ عشرات الغارات الجوية على شاحنات أسلحة إيرانية وأهداف عسكرية إيرانية في سوريا في السنوات الأخيرة.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن معلقين عسكريين إسرائيليين قولهم، إن الصالح شارك بشكل وثيق في مساعدة الإيرانيين على بناء قدراتهم على طول الجبهة الإسرائيلية.
وقال يوسي يهوشوا، المراسل العسكري في “يديعوت أحرونوت”، وهي أكبر صحيفة يومية في إسرائيل، إن الصالح “كان على اتصال مباشر بالإيرانيين”.
بدوره، قال جيورا إيلاند، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، لإذاعة الجيش، إنه إذا كانت إسرائيل قتلت الصالح، فهذا يعني أنها توجه رسالة إلى الإيرانيين. وأضاف: “أفترض أن هذا لم يكن عملاً انتقامياً. فنحن لا نتحدث عن سفاح”.
من جانبه، قال يوئيل غوزانسكي، الخبير في الشؤون الإيرانية بمعهد دراسات الأمن القومي، وهو مركز أبحاث في تل أبيب، إنه ليس من المؤكد ضلوع إسرائيل في الأمر.
وأضاف أن الصالح لم يكن هدفاً له قمة عالية، كما أن لديه علاقات متوترة مع وكيل إيران، ميليشيا حزب الله اللبنانية، واعترض على أنشطة الحزب في الجولان.
لكنه قال إنه إذا كانت إسرائيل قتلت الصالح بالفعل من خلال هجوم قناص غير مسبوق، فقد بعثت برسالة قوية إلى إيران وسوريا حول أنشطتهما بالقرب من الحدود الإسرائيلية. وأضاف: “إنها تقول: لدينا طرقاً عديدة وتقنيات متعددة. ونحن نراقبكم”.
وكانت إسرائيل احتلت ثلثي مساحة الجولان في 1967، وأعلنت ضم تلك المساحة لها عام 1981، قبل أن تعترف إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بهذا الضم في 2019، بخلاف الموقف الدولي الذي يعتبر الجولان محتلة.